الرأي

الطلاب هم من يقود دُفة تحقيق رؤية 2030

عائشة ذياب شباب المطيري
باحثة دكتوراه تخصص أصول التربية


سيكون اليوم الخامس والعشرين من شهر أبريل لعام 2016م يوما تاريخيا في مسيرة المملكة العربية السعودية، حيث يؤسس لنقلة نوعية وقفزة تطويرية هائلة لحاضر ومستقبل المملكة. إن إعلان رؤية طموحة وخلاقة مثل هذه الرؤية يعد فخرا لكل مواطن ومقيم في بلد الإسلام والسلام، بلد يبنى على مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح.
لاشك أن الانتقال إلى دولة الاستثمار ودولة التصنيع ومواكبة المستجدات في مجال الطاقة المتجددة يعد تحديا كبير، وطموحا عاليا، يحتاج إلى همة عالية، وتفان كبير، ونحن (السعوديون) قادرون بمشيئة الله على تحقيقه. و لكل منا أدوار شتى تجاه هذه الرؤية، ولكل دور منها مهامه وواجباته، فللقائد دور، وللمهندس دور، والطبيب دور، والمعلم دور، والطالب دور وغيرها من الأدوار… ، والشعور بالتكليفِ تجاه تلك الأدوار والقيامِ بواجباتها هو ما يعرف به المسؤولية في عمومها، ويعرف صاحبها بالفرد المسؤول. والمُتمعن لهذه الرؤية يجد أنها اعتبرت الشباب من المحاور الثلاثة الرئيسة التي تعتمد عليها البلاد في تحقيق الرؤية..
وفي رأيي، يمثل الطلاب حجر الزاوية للرؤية، والطاقة المتجددة للتطوير والبناء، ويعتبر الشباب أساس العملية التطويرية، والمفعل الحقيقي لهذه الرؤية، وأهدافها وبرامجها التنفيذية. حيث ينبغي إعادة صياغة أدوار الطلاب لتواكب تطلعات الرؤية السعودية الجديدة.
وقد استشرفت وزارة التعليم هذا الدور الكبير الذي يقع على عاتق الطلاب في تحقيق أهداف الرؤية بوصفهم مواطنين فاعلين ومؤثرين؛ لذا أقرت وزارة التعليم العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف لبناء الطلبة وتعزير قدراتهم وإبداعاتهم.
لذا يظهر تساؤل مهم: ما المتطلبات والمهارات اللازم أن يتحلى بها الطلاب سعياً لتحقيق الرؤية؟
يحتاج الطلاب إلى زيادة تأهيل ولو كنت أرى إعادة تأهيل لو صح التعبير، التأهيل المطلوب اجراءه للطلاب يجب أن يشتمل على ثلاثة جوانب: تأهيل معرفي- تأهيل مهاري- تأهيل وجداني. حيث يتركز الجانب المعرفي في تزويدهم بالمعلومات والمعارف في كافة مجالات الرؤية وأقترح أن تكون هناك قاعدة بيانات لكل قطاع في الدولة يُتيح لهم الاطلاع على الاحصائيات والمؤشرات الضرورية في البحوث والتثقيف العلمي. أما ما يخص التأهيل المهاري فأرى أن يهتم التعليم بالمجالات السلوكية و أن يتم دمج التدريب مع التعليم، بالإضافة لتفعيل التعليم المهني خلال ساعات الدراسة. وفي ما يخص التأهيل الوجداني فالعبء أكبر حيث يلزم تزويد الطلاب بالقيم الإسلامية والوطنية وما تحتمه من مسؤولية تجاه الدين والوطن. أيضاً الاهتمام بقيم عديدة يتطلبها هذا العصر مثل قيم العمل المهني والحرفي, وثقافة العمل التطوعي. مع التأكيد على غرس هذه المفاهيم وهذه التوجهات في عقول الناشئة منذ مراحل التعليم الأولية ورعايتهم وتوجيههم نحو الاحتياجات الحقيقية لهذه الرؤية مع تطور مراحلهم الدراسية.
ولكي يواكب الطلاب هذه الرؤية الخلاقة يلزم أن تقوم المؤسسات التعليمية بدورها الفاعل في هذا الإطار، وغيرها من جهات التدريب وتأهيل الكفاءات الوطنية. بهذه الطريقة نضمن تحولا حقيقيا وشاملا يحقق الغاية السامية لهذه الرؤية.
في الختام سيكون بإذن الله طلابنا قادرين على تسيير الدُفة نحو تحقيق الرؤية. فكم يحلم كثير من الطلبة بمنح مساحةً كافية من الحرية في حمى التوجيه، بحيث يكون لشريحة الطلبة اهتمام ينعكسُ في تفعيل هذه الشريحة المعبأةِ بطاقاتٍ هائلةٍ قادرة على العطاء بمختلف أشكاله وألوانه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى