أعمدة

إجازتك

د. فهد بن سليمان الأحمد

عميد عمادة القبول والتسجيل

عزيزي الطالب وعزيزتي الطالبة يعتقد كثيرون بأنّ الحياة هي العمل والدراسة فقط أو هي اللهو والترف والاستماع فقط ويقضون أوقاتهم في صراع مع ذواتهم ولا شك أن هذه النظرة نظرة ضيّقة للحياة لأنّهم بذلك يضعون أنفسهم  أمام نتائج لا وسطية فيها ولا اعتدال يضبطها وقد تسير بهم الحياة دون أن يصلوا إلى هدفهم لأنهم قسروا نفوسهم على طبائع تخالف الفطرة التي أودعهم بها الخالق وحين ذاك يصطدمون بردات فعل عنيفة لم تكن بحسبانهم وقد علمنا رسولنا عليه الصلاة والسلام المنهج الوسطي في عبارته الخالدة  حين قال لحنظلة رضي الله عنه ( ولكن ساعة وساعة ) ، ولتعلم عزيزي الطالب أن حياتك عبارة عن محطات تعبرها في طريقك نحو الهدف تمر من خلالها بمراحل جادة ولحظات جميله، أو مؤلمة من مشاركة الأصدقاء والعائلة مناسباتهم السعيدة، ثم إن محطات الحزن، ومحطات الألم لن تنتطر يوماً لتسأل عن حزننا وسعادتنا لذا فأوّل خطوات الاستمتاع بالحياة هي أن نهتم بأنفسنا؛ لأنّ لنفوسنا علينا حقاً، ومن الظلم أن نجهدها ولا نعطيها حقّها من الراحة والسعادة فإذا استمتعت بإجازة منتصف الفصل أو بالإجازة الأسبوعية فإياك أن تكون ممن يتنازعون مع ساعاتهم البيولوجية بعد استقرارها وهدوئها ثم بعد انقضائها يعانون جهدا ووقتا في العودة إليها واستعادتها والنفوس بلا شك تحتاج للترويح المنضبط بحدود الدين  ؛ لأنه يجدد العودة إلي الجدية ويخلق الاستمرارية عليها ويساعد في تنظيم الوقت شرط أن يكون منظبطا بضوابط الدين ومتمشيا مع أعراف المجتمع وتقاليده المحمودة .

والاستمتاع بالإجازة لا يعني أن تتخلى عن الضوابط العامة من حيث الخلق والأدب واعلم أنك إن فعلت فإنك تستنبت الازدواجية بشخصيتك التي تشرع لديك التجاوز وعدم الانضباط وقد تألف الشخصية غير الجادة التي لا تهتم إلا بالمسلسلات والطلعات البرية ومتابعة بعض المشاهير ثم تألفها فيصعب عليك الفطام منها،

ولا يعني ما سبق أنك لا تستورح وتمرح مع أقرانك أو مع أسرتك وأقاربك بل افعل ذلك جاعلا نصب عينيك أن الاستمتاع والترويح خير داعم لك في استعادة الكرة إلى المسيرة الجادة  بنشاط أكبر ودافعية أعلى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى