31 ألف قطعة أثرية في «قلعةُ جدعيّة» بالرس تروي تاريخ القصيم
تميّزت منطقة القصيم بوجود عدد من المواقع التراثية القديمة التي حولها بعض الأهالي إلى متاحف خاصة أسهمت في حفظ الموروث الشعبي للمنطقة بدعم من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، كما في المتحف التراثي الكبير في محافظة الرس «قلعة جدعية» التي أصبحت مقصدًا لعشاق التراث بالمملكة، ومن أبرز المعالم السياحية في القصيم التي حظيت بزيارة وفود كثيرة.
وتقع محافظة الرس على مساحة 70 ألف كم2 تقريبًا مبتعدة عن العاصمة الرياض نحو 350 كيلومترًا، وهي من المناطق التي عدّت ممرًا لقوافل التجارة في الماضي ما بين شمال وشرق الجزيرة العربية، وتميزت بوجود قلعة «جدعية» التي بنيت بما يزيد على 13 ألف لبنة من الطين الخالص قبل أكثر من 10 أعوام مع مجموعة كبيرة من الصخور الصلبة لتكون أساسًا في قواعد البناء، وتتجمل بالروازن والمصابيح.
وتحتوي القلعة على مجموعة من المرافق والمباني والغرف التراثية، منها بيت الجدّة والسوق الشعبي والدور السكنية التراثية، إضافة إلى القلعة الرئيسة التي يصل فيها ارتفاع قهوة الرجال إلى أكثر من 10 أمتار، والمسجد الذي يمثّل نموذجاً للمساجد التاريخية في القصيم، وتضم قطعًا وآثارًا تحكي عادات وحياة أهل القصيم عامة والرس خاصة قبل عقود من الزمن، لاسيما ما يتعلق المهن والمعيشة والملابس وغيرها، ووثقت أركانها تاريخ المملكة وما مر بها من حروب ومواقف بطولية سطرها أبناء المملكة على مراحل تكوين الدولة السعودية من الأولى وحتى الثالثة .
ومن جانبه أفاد مستشار التراث والمتاحف رئيس المتاحف الخاصة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني المهندس سعيد عوض القحطاني أن هيئة السياحة تعطي اهتمامًا كبيرًا للمتاحف الخاصة من خلال الإستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية، وبرنامج تطوير قطاع الآثار والمتاحف، ومن ذلك متحف قلعة الجدعيّة.
وتبلغ مساحة قلعة جدعية التراثية 6250 مترًا مربعًا، وتحتوي على أكثر من 30 ألف قطعة تراثية جمعها خالد بن محمد الجدعي أحد أبناء الرس في متحف خاص شغل فكره منذ صغره كحلم راوده حتى حققه على أرض الواقع، لتصبح اليوم مقصدًا وهدفًا لكثير من الوفود والهيئات العلمية ومحبي التراث داخل المملكة وخارجها.
وأشار إلى أن القلعة مرخصة من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتضم عددًا من المرافق المتنوعة والجميلة وهي : القلعة الرئيسة وتحوي : مجلس صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز، ويرتفع للأعلى لعشرة أمتار تزينها المصابيح المحيطة بها من كافة جهاتها الأربع وتملأ جنباته العديد من القطع التراثية والأسلحة بنادق نادرة.