المعلوماتية في مجال التعليم في ضوء رؤية 2030
د. علي بن حليفان الحربي
وكيل كلية الصحة العامة والمعلوماتية الصحية للشؤون التعليمية
سياسات وفلسفات التعليم التقليدية لا تصلح لكل زمان ومكان. لمواكبة التطور وتأهيل جيل متكيف مع التغيرات وقادر على قيادة مسيرة التنمية يجب ابتكار أساليب تواكب التطلعات والتحديات. تركز رؤية المملكة 2030 على إعادة صياغة منظومات التعليم بما في ذلك تطوير المناهج والبيئة التعليمية والاستفادة القصوى من الموارد بفعالية مع تقليل الهدر. هذه الرؤية يصعب تحقيقها دون الاستفادة من الأدوات التي توفرها نظم المعلومات. المعلوماتية هي علم معالجة وهندسة المعلومات بدعم من نظم الحاسوب المختلفة.
البيئية التعليمية التقليدية تفتقد إلى الترابط بين العناصر الأساسيةويغيب فيها الاستخدام الأمثل للمعلومات على نحو مترابط جنباً إلى جنب مع عمليات إدارة التعلم. فأعضاء هيئة التدريس والإدارات الأكاديمية يقومون بتوثيق العملية التعليمية واستخراج مؤشرات مختلفة لضمان الجودة التعليمية بشكل قد يكون يدوي ومجهد إلى حد كبير. كذلك يعد استخدام أنظمة إدارة التعلم من أهم المتطلبات لرفع كفاءة العلمية التعليمية. الطرف الأهم في المعادلة وهو الطالب يكاد يكون بمعزل عن العملية التعليمية في ظل الإصرار على الاستمرار في النماذج التقليدية للتعليم.
التطبيق الأمثل للمعلوماتية في هذا المجال كفيل بدمج عملية التوثيق وإنجاز متطلبات الجودة مع العلمية التعليمية نفسها بشكل شبه آلي عن طريق أنظمة المعلومات. بذلك يركز عضو هيئة التدريس على المؤشرات التي تظهر له فيستفيد منها في تحسين جودة المقررات الدراسية والعملية التعليمية بشكل عام. كذلك عملية إنتاج المحتوى يجب أن تتم في بيئة معلوماتية مخصصة لذلك مرتبطة بشكل آلي بأهداف المقرر. ويجب ألا تكون أنظمة إدارة المحتوى معزولة عن العملية التعليمية بعناصرها الأخرى بل تكون مترابطة بحيث يستفاد من عناصر التعلم فيها وتفاعل الطلاب ودمج ذلك بشكل آلي في لوحة تحكم ذكية تعرض مؤشرات من مصادر مختلفة تدعم اتخاذ القرارات بسرعة وكفاءة. كذلك من أهم عناصر الابتكار في التعلم هو تفعيل دور المعلوماتية في رفع كفاءة عملية التعلم الذاتي للطلاب وذلك من خلال توفير أنظمة معلوماتية ذكية تقوم باقتراح المحتوى بناء على نمط التعلم للطالب واحتياجاته وأهداف المقرر وتساعد الطالب في التقييم الذاتي لإتقانه للمهارات المختلفة.