مدارات
خطاب ملك وثوابت وطن
عبدالرحمن بن حمد الداود
تضمنت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة السابعة لمجلس الشورى جملة من المضامين والدلالات التي تؤكد السياسة التي تنتهجها المملكة في التعامل مع الموضوعات والقضايا المحلية والإقليمية والدولية، فقد أكد الملك المفدى على منهج هذه البلاد منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله بتطبيق شرع الله، والالتزام بالعقيدة الإسلامية، وعلى العدل في جميع الأمور، وموقف المملكة الثابت والتاريخي تجاه القضية الفلسطينية، ودور المملكة في مواجهة نزعة التدخل في شؤون دول المنطقة وتأجيج الفتن الطائفية، كما حملت الكلمة الكريمة التأكيد على رؤية المملكة (2030) وما تحمله من خطط وبرامج تنموية واعدة لمستقبل المملكة، إضافة إلى قرارات إعادة هيكلة بعض الأجهزة الحكومية، وتعزيز أمن الوطن ومكافحة الفساد، وزيادة مشاركة المواطنين والمواطنات في التنمية الوطنية، وتوجيه الوزراء والمسؤولين لتسهيل الإجراءات وتوفير مزيد من الخدمات بجودة عالية لأبناء الوطن والتوسع في عدد من البرامج التي تمس حاجات المواطنين الرئيسة ومن أهمها برنامج الإسكان، وتثمن دور القطاع الخاص كشريك هام في التنمية ودعمه الاقتصادي الوطني، والتوسع في توظيف شباب الوطن وشاباته وتوطين التقنية، ومما تضمنته الكلمة الملكية أنه لامكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه.
إن هذه الكلمة الضافية هي بمثابة خارطة طريق ومنهجية عمل لرؤية المملكة في التنمية والبناء والتعامل مع قضايا الوطن الداخلية والخارجية في الحاضر والمستقبل، فالوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف هي المنهج الذي تسعى المملكة إلى ترسيخه وتأكيده لتصحيح النظرة السلبية عن الإسلام، كما أن محاربة الفساد وتعزيز النزاهة والمضي في طريق التنمية والتحديث وتمكين المرأة من المشاركة في التنمية وصناعة القرار، وتعزيز دور القطاع الخاص في الشراكة التنموية والعمل على تنويع مصادر الإيرادات واستدامتها جميعها تمثل العناوين الرئيسة في رؤية المملكة ومنهجها التنموي، حفظ الله هذا الوطن وقيادته وأهله وأدام علينا نعمة الأمن والأمان إنه سميع مجيب.