المنشآت الحجرية في السعودية
أ.د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا
لأسباب عديدة، وظروف مختلفة بقيت جوانب، ومعالم جغرافية طبيعية، وأثرية بشرية لم تُكتشف في السعودية بعد! فضلاً عن أن تُدرس، أو تُحلل وتُفسر علمياً، والمجاهيل الجغرافية، والأثرية التاريخية كبيرة، وكثيرة هي في السعودية، منها باتت أرضاً بكراً، وكنزاً ثميناً نادراً، يُغري العلماء في البحث والتنقيب والتحليل، وصور الأقمار الصناعية تكشف لوحات هندسية عجيبة مرسومة ومنثورة على صفحات الحِرار في السعودية فمن رسمها؟ ومتى؟
الأشكال الهندسية الحجرية تتضح بجلاء عبر برنامج Google Earth، ولكن في الطبيعة والميدان المسألة تصبح صعبة حتى لمن يستهدفها.. واسأل مجرباً. ووفقاً للصور الفضائية، والدراسة الميدانية فإن الأشكال الحجرية الهندسية تنقسم إلى 4 أنواع النوع الأول: المثلثات الحجرية وهي الأكثر. النوع الثاني: المذيلات أو المذنبات وهي أشكال حجرية تأخذ شكل دائرة يخرج منها خط مستقيم وطوله متباين كما طول المثلثات، النوع الثالث: المصائد الحجرية (وهي تقنية حجرية ذكية لصيد الحيوانات البرية)، النوع الرابع: أشكال أخرى مختلفة منها: المذنبات المتقطعة، والدوائر الركامية، والدوائر المفرغة (الروابد)، والدوائر المقسمة، والمستطيلات.
لا يختلف اثنان على أن تلك الأشكال الهندسية الحجرية العجيبة هي من صنع بشري قبل عشرات القرون، والأشكال الحجرية تلك ليست شواهد، ولا معالم، ولا معابد، ولا زرائب، ولم تُرسم، وتبنى عبثاً أو ترفاً، أو كما يزعم البعض أنها لغة إشارة مع رجال الفضاء!. ووجود الأشكال الحجرية فوق حرة خيبر على سبيل المثال، وبأعداد تفوق الألف، فهي تمثل بحق متحفاً طبيعياً مفتوحاً، وربما يكون الأكبر عالمياً. وأحسب أن نتائج الدراسات التاريخية الأثرية القديمة جداً ستُسهم بالتأكيد في إعطاء عرب الجزيرة عمقاً تاريخياً حضرياً لا يستهان به، هذا من جهة ومن جهة أخرى، ربما من الصعب على علماء الآثار تحديد تاريخ المثلثات الحجرية في السعودية، والمنتشرة بالمئات، وإن أشار بعض المؤرخين إلى أن المصائد قد تعود إلى 8500 سنة كما أشار لذلك Vanja Janezic والبعض يشير إلى 5000 وإلى 7000 سنة.
والتفسير التحليلي والاستقرائي الأقرب للمثلثات والمذيلات أنها قبور لأمم سادت ثم بادت والله أعلم.
وللمزيد عن الموضوع وبالصور طالع مقالتي على النت بعنوان: “المثلثات.. المذيلات.. والمصائد الحجرية في السعودية”
… ودوماً لأجل الوطن نلتقي، فنستقي، ثم نرتقي.