تشابهت أسماء الأمراض وأعراضها
عبدالمجيد عبدالله العدل
شهدت الآونة الأخيرة انتشار ظاهرة الوصفات الطبية عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم الترويج للكثير من الأدوية الطبية والمستحضرات العشبية وبيعها الكترونيا.
وتجاوز الأمر ذلك إلى تبادل الخبرات عبر وسائل التواصل الاجتماعية عملا بمبدأ “اسأل المجرب قبل أن تسأل الطبيب”، وبذلك اقتحم الإنترنت عالم الطب وجعله “عيادة صغيرة”، لكن ليس أي عيادة بل هي عيادة يغلب عليها طابع العشوائية وعدم الدقة لا في التشخيص ولا في وصف الأدوية ممّا قد يؤدي لكوارث لا تحمد عقباها على الشخص طالب العلاج.
وهنا تتحول هذه التكنولوجيا من نعمة لنقمة ولسموم تؤذي من حولها من دون أن يكون هناك أي محاذير أو ضوابط تنظم عملها.
ورغم ذلك لا يجب الاستناد إلى المعلومات الطبية المقدمة من أي موقع، فالمعلومات الطبية قابلة للتغيير بسرعة، وقد تكون المعلومة انتهت صلاحيتها أو خاطئة، لذا يجب الابتعاد عن تطبيق أي وصفة طبية منتشرة عبر المواقع الإلكترونية بغرض تشخيص أو علاج أية حالة مرضية من دون إشراف الطبيب. لأنه من الضروري جداً أن يتم التشخيص مباشرة من قبله، ذلك أن تشخيص المرض يعتمد على استجواب مفصل لمعرفة تاريخ المرض وفحص سريري دقيق للمريض ووصف تحاليل مخبريه أو اشعاعية أو منظاريه إن تطلب الأمر.
كما أن طبيعة العلاج تختلف باختلاف شدة المرض وتاريخ الإصابة به والعوامل المسببة له وسن المريض، فتتغير الوصفات والمقادير بتغير الحالة الصحية للمريض فظهور حساسية أو عارض جانبي خطير قد يؤدي لضرورة تغيير دواء بآخر وتحسن المريض قد يستدعي خفض الجرعة أو إيقاف تناول دواء ما، كل هذا لا يتوفر عبر الشبكة العنكبوتية حيث يستحيل على المريض تقديم شكوى إلى طبيب في حال حدوث مضاعفات أو تطورغير إيجابي للحالة المرضية.
إن وصف الأدوية والتشخيص من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أمر منافٍ للأخلاق و غير علمي، ويجب على المريض أن يكون حذراً من المخاطر الكبيرة لهذه الظاهرة، فلكل حالة مرضية تشخيص مختلف وإن..!!