الرأي

الوطنية

د. نوال الصيخان

وكيلة كلية العلوم والآداب بعنيزة للشؤون التعليمية

الوطن.. السكينة والسكن

وفي ظل يوم الوطن نتفيأ تحت ظلال أيك الوطنية النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم، غصونها كخوط بان يلتف على قلوبنا حبا، ويكللها بهاء، ويظللنا أمانا. في وطنية الحبيب صلى الله عليه السلام مثال يحتذى ولنا أن نقلب الطرف في سيرته ليرجع إلينا البصر بعلم غزير، فيوم أُخرج من مكة قال “والله إنك لأحب البقاع إليّ ولولا أني أخرجت منك ما خرجت”، خرج حزينا كاسف البال، لكن إشراق حب الوطن لم يغب عن قلبه فالوطن مكان الميلاد وواجب حبه مهما جار علينا أو ظلمنا أهله.

  وفي يوم العقبة خرج هائما حزينا فناده ملك الجبال: “إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين”، فلم يفرح لذلك بل استيقظ حب الوطن لديه والتمس الهداية والأمل بذرية صالحة تعمر البلاد، فالوطن خوف على أهله ورغبة في صلاحهم وصلاح ذرياتهم، وفي قلب الوطن لا مجال للانتقام والتشفي.

  وحين هاجر صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واستوطنها ذابت الفوارق وأحس بالأنس فيها وسكنه حب المدينة، فدعا لها ولأهلها بأن يبارك الله في مدهم وصاعهم، ومازالت البركات والخيرات تتنزل على أرض طيبة، فالوطنية رد للجميل ودعاء بالخير لكل بقعة سكناها فآوتنا ومشينا في مناكبها.

من أراد أن يرسم صورا للوطنية فليلتمسها بهدية، فالوطنية رغبة في البناء ومعاودة الإصلاح لكل مساحة فيه سكنتنا حبا ونسكنها بذلا وعطاء..

الوطن مسيرة بناء ونشر حب تسامح مع الآخر الوطن سكن وسكينة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى