تغطيات

في حوار مع طلبة ومنسوبي الجامعة أمير القصيم أول ضيوف برنامج «تجربتي في الحياة»

أمير القصيم: الملك سلمان شرفني بوضع مقدمة كتابي عن نظام الحكم بالمملكة

مدير الجامعة يرحب بسمو أمير القصيم ويشكره على استجابته لدعوة الجامعة ويؤكد أن سموه غني عن التعريف

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- يمثل الأب الروحي بالنسبة له، سواء في الحياة أو في الدراسة، مشيرًا إلى أنه استفاد كثيرا على مدار عمره من أبوته ودعمه المستمر، والذي لم ينقطع يوما منذ كان أميرا على الرياض وحتى الآن، مؤكدا أن الملك سلمان طلب تحويل صياغة رسالة الدكتوراه الخاصة به من الصياغة الأكاديمية إلى صياغة كتاب وتوجها -حفظه الله- بوضع مقدمة له.
وتحدث سموه عن نشأته وحياته العلمية والعملية والأكاديمية وأكثر الأشخاص تأثيرا في حياته، وذلك من خلال برنامج “تجربتي في الحياة” الذي أطلقته جامعة القصيم صباح اليوم الأحد، وأداره الأستاذ فهد بن وازع بن نومة المشرف على إدارة الإعلام والاتصال بالجامعة، وكان سموه أول ضيوف البرنامج الذي أقيم بمسرح المدينة الجامعية بحضور كثيف من قيادات الجامعة ومنسوبيها وطلابها.
رحب معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود مدير الجامعة بسمو أمير المنطقة مقدما شكره وتقديره لسموه لاستجابته لهذه الدعوة وافتتاح هذا البرنامج، مشيرًا إلى أن سمو الأمير غني عن التعريف، فقد عرفه الجميع عن قرب وعن بعد وعرفها من هو بالمنطقة خارجها.
وأكد معاليه أن منسوبي وطلبة الجامعة يسعدون بالاستماع لتجربة سموه للاستفادة منها، والتعرف على خبراته التي جعلت منه شخصية فذة، وقياديا من الطراز الأول، والذي تعلمنا منه الشيء الكثير، مكررا الشكر لكل من حضر من الزملاء ومديري الدوائر الحكومية والأهلية، وأهالي المنطقة، وكل من حضر من خارج المنطقة والمستمعين عبر وسائل الإعلام المختلفة في أرجاء الوطن والعالم بأكمله.
وتناول سموه الحديث عن نشأته كمواطن سعودي يفتخر بأنه من بلاد الحرمين ولد في الرياض عام 1959م، وتخرجه في عام 1402 هـ بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسة من جامعة الملك سعود، ثم ابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا عام 1408 هـ، ثم توج سموه تحصيله العلمي بدرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة دور هام في المملكة المتحدة عام 1420هـ.

حياته العملية وبداية انخراطه في الوظائف العامة
وعن حياته العملية قال سموه إنه قد تم تعيينه بعد التخرج بوزارة الدفاع والطيران في إدارة التعاون والمساعدات الخارجية، ثم عمل في هيئة الاستخبارات والأمن في القوات المسلحة بوزارة الدفاع والطيران، ثم مستشاراً بمكتب سمو النائب الثاني لرئيس، مجلس الوزراء، ثم نائباً لأمير منطقة القصيم، ثم أميراً لها حتى وقتنا الحالي.
وعمل سموه خلال فترة عمله نائباً لأمير منطقة القصيم ومن ثم أميراً لها على استحداث حلول للمشكلات التي أدت لتعثر بعض المشاريع التنموية بحكمة وروية، وكان مثالاً للإخلاص والحرص والنزاهة، وأسهم وبشكل فعال في تطوير المنطقة بفكره النير ونظرته الثاقبة، ودعمه اللامحدود لكل ما فيه مصلحة أهالي منطقة القصيم.
هذا وقد جاءت فكرة البرنامج بعد توجيه معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود مدير جامعة القصيم، لاستضافة أحد رموز بلادنا الغالية في شتى المجالات بصفة دورية، ليأتوا إلى الجامعة ويلتقوا بطلابها ومنسوبيها ويقدموا لهم خلاصة تجاربهم العلمية والعملية والإدارية، والاجتماعية، بتنظيم عمادة شؤون الطلاب.
ويأتي هذا اللقاء النوعي المتميز في سياق إيمان الجامعة بضرورة استفادة منسوبيها، سواء كانوا أساتذة أو موظفين أو طلبة، من الكفاءات العلمية والإدارية التي شُهد لها بالتميز والتنوع، كما يعبر اللقاء عن حرص الجامعة على استضافة سمو أمير المنطقة لأنه قامة إدارية وعلمية متميزة، ليعطي إضافة نوعية متميزة وانطلاقة مباركة.

الميلاد والنشأة
وتحدث سموه قائلاً: “بالحقيقة أنا مواطن سعودي أفتخر بأني مواطن في بلاد الحرمين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأعرف أن هناك الكثير من مواطني البلدان الأخرى يتمنون أن يكونوا مواطنا سعوديا، كيف لا وهي بلاد مكة قبلة المسلمين، التي يتوجه لها المسلمون كل يوم خمس مرات، هذا بحد ذاته فخر واعتزاز، ومهما قدمنا لهذا الوطن، ولا يأتي ذرة من الواجب علينا.
وعن سيرته قال سموه: “أنا مثل أي مواطن ولدت بالرياض وأتذكر أنني ولدت ببيت طين، في شارع السويلم بالرياض والذي لا يبعد عن قصر الحكم إلا تقريباً 700 متر، وكانت ولادتي عام 1959م، وكانت معظم الشوارع غير مسفلتة، حتى كانت آنذاك ترابية، وكنا وقتها عندما يمر الوالد الملك سعود -رحمه الله- على طريق السويلم مُتجها إلى قصر الحكم، كنا نفرح ونحن صغار نقف على الطريق و”نصفق له” وانتقلنا بعد ذلك إلى بيت بشمال المربع.

فيصل بن مشعل: نجاح دراسة الدكتوراه الخاصة بي كان بفضل الله ثم دعم «الملك سلمان»
دراسته وتجربة الدراسات العليا ومرحلة الدكتوراه
وعن حياته الدراسية والعلمية قال سموه: “التحقت بالدراسة، وقال كانت مراحل دراستي الأولى الابتدائية والمتوسطة والثانوية في معهد العاصمة في مدينة الرياض، وعشت حياتي البدائية كأي مواطن سعودي، نداعب جيرانا ولا عندنا أي حواجز مع الناس والجيران، وكان حتى جيراننا معظمهم من منقطة القصيم، وكنا كأطفال نلعب معهم الألعاب الشعبية بالشارع”.
وأضاف سموه: “أنهيت المرحلة الثانوية ودخلت جامعة الملك سعود، وكانت هناك خيارات بالقبول وكنت أضع أول خياراتي كلية العلوم الإدارية، وكانت وقتها التجارة، ولم أكن مركزا على التخصص بشكل كبير، كنت فقط أريد كلية التجارة لأن فيها تخصصات إدارية، وفي تلك الأيام كانت هناك أحداث سياسية كبرى تثير الإنسان، فوجدت في العلوم السياسية رغبتي وميولي، وكانت لي قراءة في بعض السياسيين من الصحابة، ومن الخلفاء، وبعض الكتب، واستهواني هذا التخصص، على سبيل المثال، من الكتب التي قرأتها وأحببتها كتاب “عباقرة العرب” والذي ركز فيه على التعريف بعباقرة العرب، وكان به نوع من التجربة لمعرفة الفراسة.
وأشار إلى أن دراسة الإنسان للمجال الذي يميل إليه ويهواه يساعده على الإبداع فيه، فالبعض يذهب لتخصص معين تقليدا للآخرين، ولكن إذا لم تكن عنده الرغبة لهذا التخصص فلن يبدع، مؤكدا أنه اتجه للشيء الذي يريده وشعر بأنه من الممكن أن يبدع فيه، ويمارسه بشغف، وكانت الأحداث وقتها ساخنة بالمنطقة العربية إبان الغزو الإسرائيلي للبنان، فاستهواه مجال السياسة وعلومها، وبعد ذلك وجد أن العلوم السياسية موجودة في سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في تعامله في صلح الحديبية، وتعامله مع الصحابة، وأن العلوم الإسلامية موجود بها هذا التخصص، مشيرا إلى أن العلوم الشرعية هي مقبض السيف بالنسبة للعلوم الأخرى، فما لم تعرف العلوم الشرعية والدين الإسلامي، فلا يمكن أن تقبض على السيف من غير مقبضه لأنه حتما سيجرحك.
وأضاف سموه أنه بدافع الفضول جمع كل الكتب والمناهج التي درسها في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي، وأعاد قراءتها مرة أخرى لأن نظرته بعدما تجاوز سن العشرين من عمره أصبحت غير نظرته وهو في وقتها، مشيرا إلى أنه بحث في هذه الكتب عن الشيء الذي فاته ولم يركز عليه حينها، مؤكدا أن نظرة المجتمع في بداية الثمانينات للخريج الجامعي كانت تشبه النظرة للبروفيسور الآن، لأنه في تلك الفترة كان الناس يعتبرون الجامعي كأنه “وصل إلى النجوم” ويعيش نشوة بشكل كبير، كما أكد سموه أنه لم يكن يخطط لإكمال دراسته بعد أن أنهى الجامعة في عام 1982م، والتحق بوزارة الدفاع مع الأمير سلطان -رحمه الله- وعمل في المساعدات الخارجية، ثم استخبارات أمن القوات المسلحة، وبعد ذلك البعثة في نهاية عام 1985م وبداية 1986م”.
وعن تجربة الدراسات العليا تحدث سموه: بأن مرحلة الماجستير أتت عندما كان في وزارة الدفاع وتم إبلاغهم بوجود فرصة للابتعاث، في وقت كان هو في أفضل سنوات عمره في مرحلة الشباب وكان مترددا بالسفر للغربة، ولكنه عقد العزم وتوكل على الله، وبدأ الدراسة في ولاية واشنطن وقضى فيها عاما واحدا كان من أصعب السنوات بسبب الغربة وعدم وجود العائلة بجانبه، فبقي هناك 6 أشهر وحيدا حتى جهز كل شيء لقدومهم، وفي عام 86 أنهى دراسة اللغة، وبعدها جاءه القبول في جامعة بولاية كاليفورنيا وكانت البعثة لمدة 3 أعوام، ولكنه استطاع إنهاء دراسته في عامين ونصف فقط بفضل الله، حيث إنه لم يكن يرغب بالبقاء أكثر، وبالفعل أنهى الرسالة في 15 أبريل في عام 88 والذي كان يوافق 18 رمضان حيث وقعت الرسالة، وقمت بالعودة لمكة مباشرة للعبادة في هذا الشهر الفضيل.
أما عن مرحلة دراسته للدكتوراه قال سموه: “لم أكن أفكر فيها بعد العودة للعمل، حيث وجه العم الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- في ذلك الوقت بتعييني مستشارا في مكتب الوزير، وحدث أن قابلت زميلا لي يعمل في وزارة البلدية والشؤون القروية الدكتور زهير زاهر عن طريق الصدفة، وقال لي أنا أحضر الدكتوراه الآن في بريطانيا بـ”الانتساب”، وقلت شيء جيد لأنني أعرف أن الأمير سلطان يرفض بأنني أكمل دراستي وأترك العمل بسبب وجود العديد من الملفات لدي بالوزارة، وقمت بعدها بجانب من الخصوصية بالسفر لبريطانيا وعرفني الدكتور على أحد الدكاترة هناك ووافقوا على أنني أدرس بالانتساب، وقدمت على الجامعة وغامرت بالذهاب والاستئذان من الأمير سلطان فوافق على شرط بأن عملي لا يتأثر”.

قصة اتجاهه لتأليف الكتب
حكى صاحب السمو الملكي أنه كان دائم الاستماع لإذاعة القرآن الكريم بالسيارة والبيت، واستمع ذات يوم وهو في طريقه إلى المطار لاستقبال والده لبرنامج نور على الدرب يتحدث فيه فضيلة الشيخ ابن عثيمين وسأله سائل عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو ابن صالح يدعو له أو علم ينتفع به”، ثم قال الشيخ صحيح، وأكد أن علماً ينتفع به هذا هو أرجاها، وحينها بدأت أفكر في أن أفعل شيئا ينتفع به كعلم، وأخذتها مثل الرسالة، وبدأت أول مؤلفاتي في عام 1418هـ، والحمد لله بدأت أقرأ وجمعته وألفته، ومن ذلك الوقت بدأت رغبة عشق التأليف فيما تبرأ به الذمة لاطلاع العالم، وهذه من ثمرات الاستماع للمصادر الرائعة عندنا ومنها إذاعة القرآن الكريم التي يعتبرها أقدم جامعة لتعليم كتاب الله وسنة رسوله.

أول رسالة تتحدث عن نظام الحكم في المملكة
المجالس المفتوحة
وعن موضوع رسائله العلمية قال أمير القصيم: “كانت رسالتي بالماجستير عن المجالس المفتوحة بالمملكة العربية والتي كان يجهلها الغرب، وعن استقبال القيادة للمواطنين واستماع طلباتهم ورغباتهم، حيث إن الملك وكذلك ولي العهد، ووزير الداخلية وأمراء المناطق يستقبلون في مجالسهم المواطنين والمشايخ، ومن لديه طلب يكتبه ويقدمه بشكل يومي، وهذه من أهم عناصر وأسس الحكم في المملكة العربية السعودية، والتي يؤكد عليها دائما لحل مشاكل المواطنين، وهو مبدأ من مبادئ الحكم في المملكة العربية والسعودية والتي لا تحيد عنها، حيث لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى يعرفون عنها”.
وقد جاءته فكرة هذه الرسالة حينما كان طالبا في الماجستير وقرأ كتابا من تأليف أحد أساتذته وهو الدكتور عبدالله القباع، وكان الكتاب عن السياسة الخارجية السعودية، ووجد سموه في إحدى الفقرات في عناصر اتخاذ القرار في سياسة المملكة العربية السعودية، فقرة عن المجالس المفتوحة فرسخ في ذهنه هذا الموضوع، وبدأ يبحث عن مصادر ولم يجد أي مصدر، حيث لم يكن في ذلك الوقت يوجد إنترنت، وكانت فقط المكتبات، وكانت هذه معاناة كبير حيث زار مكتبة الكونغرس ووجد فيها كتابين فقط وزار أخرى ووجد كتابا آخر، وحينما رجعت قال للدكتور القباع بأنه سيجعل موضوع المجالس المفتوحة عنوانا لرسالته، فقال له الدكتور لا أنصحك بسبب عدم وجود مراجع فأنت ستواجه تحديا كبيرا.
وعن أهمية موضوع المجالس المفتوحة أكد سموه على أن المجالس المفتوحة هي امتداد للحراك والتراث الإسلامي والعربي، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد بدا بالمجالس المفتوحة حينما كان يستقبل الصحابة والناس عامة وأصحاب الحل والعقد في المسجد، ومن هنا بدأت المجالس المفتوحة حتى بداية المملكة، وهذا منهج الآباء والأجداد منذ الدولة السعودية الأولى والإمام محمد والدولة السعودية الثانية الإمام تركي ومن ثم الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز، حيث كان استقبال المواطنين يومياً في عهد الملك المؤسس والملك سعود، ثم أوكلت المهمة لأمراء المناطق جميعا.
وأضاف أمير القصيم أنه ذهب لبريطانيا وقيل له في الجامعة بأنه من ضمن المراجع المقابلات الشخصية فتوجهت للملك سلمان، حفظه الله، حينما كان أميرا للرياض، لكونه من أقدم الأمراء ويعرفه منذ نعومة أظفاره، فقد ذهب له وأخبره عن هذا موضوع وطلب منه شيئين الأول مقابلة شخصية معه، حفظه الله، والثاني استبيان يوزع في إمارة الرياض، فقال الملك سلمان توكل على الله أنا موافق، وسألني متى تريد إجراء المقابلة، فقال غدا فقال أحضر أسئلتك وتعالى.
وأردف: سهرت ذلك اليوم وقرأت وحضرت الأسئلة بشكل جيد، وجلست معه بالمكتب ساعة وطرحت كل أسئلتي وبعدها سألني عن الاستبيان وجهزته بعدها بيومين وسلمته لمدير العلاقات في إمارة الرياض، وذهبت للدراسة هناك وأصبحت أتابع معه، وقال لي مشرف الرسالة أنت الآن تمتلك مصدرين وقطعت نصف المشوار، وقمت بعدها بالبحث عن مراجع لتؤكد هذا الكلام، وكان وقتها لا يوجد مرجع واحد يتكلم حول نظام الحكم بالمملكة ولم يتطرق أحد له، وبعد جهد طويل وبحث متواصل وجدت 20 مرجعا ومنها لقادة كتبوا عن نظام القبلية وأسس الجوانب الاجتماعية لإدارة البلاد، وكانت كل هذه المراجع ليست سياسية، وعدت للمملكة للعمل على الرسالة وفي أبريل عام 88 عمل لي المقابلة الشخصية لمناقشة الرسالة، لكن ذلك الوقت لم يكن هنالك إنترنت لإقناع الدكاترة بالواقع الموجود لدينا فأخذت أشرطة فيديو وهي تسجيل لمقابلة الملك للمواطنين وهو الملك فهد والملك عبدالله حينما كان في ولاية العهد والأمير سلطان والأمير نايف والملك سلمان، وكان تصويرا كاملا عن استقبال المواطنين، وهذه الأفلام تثبت بأن موضوعي شرعي 100 % وأقنعتهم بذلك، وأنهيت الدراسة بفضل الله.
ويروي سموه أن الملك سلمان -جزاه الله خير الجزاء- حينما كان أميرا على الرياض قد تبنى هذه الدراسة وكان سببا في نجاحها بعد فضل الله، عز وجل، فقد دعمها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وبعدها خرج الكتاب وأحضرته باللغة الإنجليزية وقال لي مباشرة ترجم هذا الكتاب واستعنت بصديق في كلية الملك عبدالعزيز الحربية ملم باللغة الإنجليزية وطلبته الترجمة العاجلة لهذه الرسالة، وترجمها في 90 صفحة في 3 أيام، وأخذتها من الطباعة للملك سلمان مباشرةً وسلمته إياها وخرجت بعدها، وتلقيت اتصالا في مغرب ذلك اليوم من الملك سلمان وقال منذ خرجت وأنا اقرأ الرسالة وطلبني للحضور بالغد مع نسخة ثانية، وحينما حضرت قال الآن تأخذ الرسالة للملك فهد رحمه الله، حيث كان يفتخر ويعتز بها إذ كانت أول رسالة تتحدث عن نظام الحكم في المملكة بتشريح على مستوى علمي وشرعي لهذه البلاد، وتحولت الرسالة من صياغة أكاديمية إلى صياغة كتاب وتوجه الملك سلمان بكتابة مقدمة هذا الكتاب.
من جهته، أكد عميد شؤون الطلاب الدكتور علي العقلاء أن هذا اللقاء يعد لقاء استثنائيا لجامعة القصيم في ظلِ عطائها الأكاديمي المتواصلِ وأنشطتِها وبرامجِها المتعددةِ، كما يأتي هذا اللقاءُ المتميزُ ليكتملَ بدرُها وتسطعُ شمسُها وينزلُ غيثُها بهذا اللقاءِ النوعي مع أميرِ القلوبِ وأميرِ الإنسانيةِ، وأميرِ المبادراتِ المتميزةِ واللقاءاتِ النيرةِ، أميرِنا المحبوبِ صاحبِ الكلمةِ الصادقةِ والعطاءِ المتجددِ والقامةِ العلميةِ والإداريةِ، ولقاءاتُ سموِ الأميرِ العابرةُ المتعددةُ دروسُ سائرةٌ متعديةِ يستفيدُ منها الجميع.
وأشار “العقلاء” إلى أن سموُ الأميرِ أطل علينا بخلاصةِ تجاربِه في الحياةِ، لنتعرفُ منِه على سرِّ تميزِه ومعين عطائِه المتنوعِ والمتجددِ، فكم نحن سعداء وفخورون في الجامعة بأن نلتقي جامعةً متنقلةً تحوي صنوفا من المعارف وعديدا من التجاربِ وهي منبعٌ للأخلاق، وموطنٌ للقيم ومعينٌ للعطاء، سائلا الله أن يرعاه وأن يكللَ مسعاه وأن يسددَ خطاه وأن يحفظَ بلادَنا ويديمَ عزَها وأمنَها وسؤددَها وأن يحفظَ خادمَ الحرمين الشريفين الملكَ سلمانَ بنَ عبدِالعزيزِ وسموَ وليِ عهدِه الأمين صاحبَ السموِ الملكي الأميرَ محمدَ بنَ سلمانَ بنِ عبدالعزيز، حفظهما الله في حلهما وترحالهما.

ضمن برنامج «تجربتي في الحياة»
الجامعة تعرض فيلما عن مسيرة «فيصل بن مشعل»
عرضت جامعة القصيم فيلماً وثائقياً يحكي سيرة صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، للتعريف بمسيرته وعرضها لطلبة ومنسوبي الجامعة، وذلك في يوم الأحد الماضي خلال تشريف سموه للجامعة ضمن برنامج “تجربتي في الحياة” الذي أطلقته الجامعة باستضافة رأس الهرم بالمنطقة، للحديث عن خبراته وتجاربه الحياتية كتجربة ملهمة، ولكشف التفاصيل عن حياته العملية والعلمية، وذلك ضمن اللقاء الأول الذي تنظمه عمادة شؤون الطلاب بالجامعة.
وتضمن الفيلم التعريف بسمو أمير المنطقة والذي ولد في الرياض عام 1959م، وهو الابن الأكبر لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز آل سعود، وتخرج في عام 1402 هـ بدرجة البكالوريوس في العلوم السياسة من جامعة الملك سعود، ثم ابتعث إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة تشيكو بولاية كاليفورنيا عام 1408 هـ، ثم توج سموه تحصيله العلمي بدرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة دورهام في المملكة المتحدة عام 1420هـ.
كما تناول الحياة العملية لسمو أمير المنطقة، حيث عُين سموه بعد التخرج بوزارة الدفاع والطيران في إدارة التعاون والمساعدات الخارجية، ثم عمل في هيئة الاستخبارات والأمن في القوات المسلحة بوزارة الدفاع والطيران، ثم مستشاراً بمكتب سمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ثم نائباً لأمير منطقة القصيم، ثم أميراً لها حتى وقتنا الحالي.
وشارك سموه خلال فترة عمله نائباً لأمير منطقة القصيم ومن ثم أميراً لها في استحداث حلول للمشكلات التي أدت لتعثر بعض المشاريع التنموية بحكمة وروية، وكان مثالاً للإخلاص والحرص والنزاهة، وأسهم وبشكل فعال في تطوير المنطقة بفكره النير ونظرته الثاقبة، ودعمه اللامحدود لكل ما فيه مصلحة أهالي منطقة القصيم، فهو الداعم والموجه الأول لشباب وشابات المنطقة.
وكان وما زال مهتماً بالحراك الثقافي، فهو الداعم الأول للمثقفين في المنطقة، حيث أسس في عام 1433هـ أول مكتبة رقمية في السعودية تحمل شهادة تسجيل، كما أن لسموه مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلفات منها: ما ترجم للغات متعددة كالإنجليزية والأوردية والفلبينية والإندونيسية والمليبارية والسريلانكية والبنجلادشية والهندية، ولسموه مشاركات متعددة في ندوات ولقاءات ومحاضرات مختلفة.
كما كشف الفيلم حرص سموه على أن يكون مجلسه بقصر التوحيد منبراً ثقافياً ينير علماً ومعرفة مساء كل يوم إثنين من كل أسبوع، يناقش فيه ويدير كفة الحوار ليلتقي في ضيافته المبدعون والمثقفون في شتى المجالات، متبنياً الدعوة من خلال هذا اللقاء الأسبوعي لجملة من المبادرات التي تصب لما فيه مصلحة الفرد والمجتمع.
واستشعاراً من سموه لدور المواطن في خدمة المجتمع، كانت لسموه وقفات مع المواطن منها: تدشين شعار إمارة منطقة القصيم “خدمة المواطن أولاً” و”خدمة صوت المواطن” عبر البوابة الإلكترونية في شبكة الإنترنت.
ولأن الإرهاب والفكر الضال آفة المجتمع، سعى سموه لدحض هذه الأفكار المنحرفة والمنافية للدين الإسلامي، مدشناً حملة “معاً ضد الإرهاب والفكر الضال”، وأيضا جائزة الأمن الفكري، وحساب خطر الإرهاب باللغة الإنجليزية عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”.
وقد استعرض الفيلم أيضا مسيرة التطور والنجاح التي توجت بشكل مشرف في حفل استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مؤخراً، وكان سموه خلف هذا النجاح، فكان هو رجل الميدان الأول بالمنطقة، بمتابعته الدقيقة خطوة بخطوة حتى ظهر حفل أهالي المنطقة بما يليق بالضيف الكريم، والزيارة الملكية، وكان خطابه رسالة اعتزاز وفخر يشهد بها الصغير والكبير في منطقة القصيم، لما حملت كلماته من صدق الشعور وجميل العاطفة.
وقد اتضح من الفيلم أن سموه هو المفكر والمثقف، وهو الأب الحاني والأخ والصديق، وهو من مد يده لكل أهالي المنطقة، مساعداً وناصحاً ومعيناً، هو فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى