القصيم

خلال جلسته الأسبوعية بقصر التوحيد بمدينة بريدة.. الأمير فيصل بن مشعل: التفكك الأسري أصبح من أخطر المهددات التي تواجه المجتمعات

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، على أن التفكك الأسري أصبح من أخطر المهددات التي تواجه المجتمعات في العالم، مشيراً سموه إلى أن الزمن قد اختلف خلال خمسين عاماً، وأن مسؤولية الفرد قد ارتفعت خاصة فيما يتعلق بمسؤولياته تجاه أسرته ومتابعته لها، وتعزيزه روح الترابط الأسري بين أفراد عائلته، مبيناً أن على الجميع ضرورة المساهمة في بناء جيل وأسرة متعاضدة قادرة على مواجهة الصعاب وتحمل المسؤولية. 
وقال سموه: إن على الأب والأم وأفراد الأسرة تحمل مسؤولياتهم تجاه أبنائهم بتعزيز روح التكاتف داخلهم وزرع المحبة والوئام لديهم، وأن على كل فرد القيام بدور أكبر بمتابعة أفراد أسرته، وعلى المهمل ألا يحمل الدولة القيام بمهام هي من مسؤولياته، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته،  وأول المسؤولية للإنسان هي أسرته.
وأكد سمو الأمير فيصل بن مشعل أن على التعليم والشؤون الإسلامية والشؤون الاجتماعية وغيرها من أجهزة الدولة ذات العلاقة من مؤسسات المجتمع المدني مسؤولية كبيرة تجاه تعزيز وتوعية المجتمع في الترابط الأسري، وعليها مضاعفة جهودها والقيام بدورها في تعزيز هذا الجانب، مؤكداً على أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في تفكيك محيط الأسرة، وعززت من ابتعاد الآباء والأمهات والأبناء والفتيات عن بعضهم البعض، وأسهمت في صناعة عزلة اجتماعية وفجوة بين أفراد الأسرة الواحدة، وتحولت من التواصل الفعال إلى أن أصبحت من أدوات التفكك الاجتماعي، مؤكداً على ضرورة أن يأخذ كل فرد من أفراد الأسرة دوره بمتابعة نفسه ومحيطه، وأن على كل فرد مسؤولية عظيمة تجاه أبنائه وبناته ومتابعتهم والتعامل معهم بكل مسؤولية وجدّ، سائلاً المولى -عز وجل- أن يحفظ هذه البلاد وقيادتها وأبناءها، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان والسلامة والاستقرار.
وقدم الشيخ محمد بن سليمان المهنا، ورقة عن «الترابط الأسري.. بوابة السلم الاجتماعي» وقال: إن الترابط الأسري هو ما يكون بين الأسرة الواحدة من تقارب وتلاحم وتعاون وتكاتف، مضيفاً أن الأسرة في لغة العرب أيضاً هي الجماعة التي يربطها أمر مشترك، وأن أسرة الرجل هم رهطه، ولا تنحصر في الأقارب فحسب، وأن السلم الاجتماعي هو مظهر من مظاهر الأمن والسلام بمفهومه العام، وأن الترابط الأسري هو بوابة لهذا السلم الاجتماعي. 
وأشار المهنا إلى أن كثيرا من المشكلات في المجتمع سببها التفكك الأسري واعتناق الشاب الأفكار المنحرفة، وانضمامه للفئات الضالة والعصابات المجرمة، ووقوعه في الأوحال والسيئات، مبيناً على أن من أهم أسباب تلك المشكلات غياب دور الوالدين بشكل خاص والأسرة بشكل عام، مؤكداً على أن من أهم أدوات التحصين قيام الوالدين بما عليهما من حقوق تجاه أولادهما، وذلك ببذل الوسع في التربية وإبقاء حبل الصلة بينهما ممدوداً قويا، مبيناً على أن الأولاد والفتيات الذين يتمتعون بعلاقات طيبة حميمة بوالديهم وأسرتهم هم أقل نسبة انحراف، وإن حصل شيء من ذلك كانت تلك العلاقة والترابط في أسرته سبباً لعودته للصواب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى