الحنين
أ. ابتسام منصور العمرو
كلية العلوم والآداب بالنبهانية
تحجرت حروف الهجاء فلم يعد للقصيد بلاغته . تراكمت كل المعاني وتثاقل الكلام مضاجعه
اكتحل كاحلي من غرابيل الزمان وماضيه
تكسرت آخر شظايا قنينة السلام ورسالته
وغادرت طيور اللقلق..
واصفرت أشجار التوت وزهور العنبق
وتمردت حناجر وأسلحة المعتق
فخالط الحابل النابل إلى أن تفجر وتوهج
فعالم السلام وجوهر الأمان بدا مخيفا ومرعبا
رواية العشق الكبير توادعت إلى أن حل الرحيل
فهل من باق يجيد جمع الشظايا لو تفرقت ؟
نحفه بورد الياسمين..
فيختار أن يرى شوك الساق عن ريح العبير..
وتجرحنا الأيادي…
ولكن نصف الكأس يملؤه الحنين.. لأمة عربية خليجية يطهرها شرع ودين..
فبتر الآلام وإن كان دواء للداء مفجع أليم ، فترك الأمور ساقية كالماء الزليل..
والسير نحو المجد مع فكر متخلف عديم.. ورحلة الصقور تحمل حمامة زاجل أمرعقيم..
ندعو للهدى ولا نهدي الأحبة رغم الأنين فالدنيا مفاتن ومغارب وثورة براكين..
ودراسات وخطط من آلاف السنين..
وقهقهات ضحك منغمة باللعن والتدسين..
فرسالة ورد معطر وكلمات المسترسل..
وعطايا المحاكي ودعم الكلاب..
والتطرف والتكهن والتعاطي..
كخمر يشوق لنا في نصف الليالي
كعاشق مهيم بحب مستنقع مدمم..
هي روح الخيانة تبدو كالرحيل المؤجل..
فلو حان الرحيل لما أذهاننا تستنكر؟
فلو طاب البقاء لعافتنا أشجار السواك…
فقبور الشهداء ورائحة الدماء ووقود القنابل..
لم ينس ولم يتغير..
ولو جرحت أيادينا من شوكة المقبب..
فقطف الشري يزرع لنا ورد إكليل محبب..
وإن تعالت كل الأصوات يبقى صوت الله الموحد..
فله نرفع الأيادي ولو جهلنا المستقبل المودد..
فنظرياتهم ورؤياتهم وخططهم أمامه تخضع بكل تجدد..
فيا إلهي فيا إلهي فيا إلهي..
جفت كلمات العتاب ونزفت جروح الكلام..
وبقت راية التوحيد أجمل ما نحمل في قلوبنا ونمجد..
فأدم قلوبنا نحوك تحمد وتشكر..
وثبت أذهاننا بدينك وسلامك وحكمك المطهر..
واحفظ لنا قرة أعيننا ولاة أمرنا
سلمان فمحمد لهم الطاعة والسمع الموحد..
ولترابك ياوطني أجمل طرب وأطهر قصيدة..
فأنت روح ستنزف روحي له مادمت حيا..
يا أجمل علم أقبله صبحا وأشدو به ليلا..
فأنت قصة العشق التي غلبت قيس وليلى..
وأنت لوحة الفن التي جهلت وصفها .. وأنت القصيدة التي لم تقبل نقدها..
وأنت الكلمة التي خجلت منها حروفها..