أعمدة

مواقع «التنمر» الاجتماعية

فهد بن نومه
رئيس التحرير

مع وجود مواقع التواصل الاجتماعي وانتشارها خلال السنوات الماضية الأخيرة وسهولة استخدامها وتوفر الهواتف الذكية مع جميع فئات المجتمع عزز وساعد وبشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة وبشكل متفاقم حيث سابقاً ، كان التنمر يتركز حصرياً في محيط البيئة التعليمية، مع بقاء البيت او المنزل هو المهرب الآمن للمتنمر عليه  ولكن اليوم، من الممكن أن يتعرض الشاب للتنمر ليس فقط في المدرسة او في الجامعة أو العمل ولكن أيضاً في منزله ، وعند تواجده بمفرده في غرفة نومه وجميعنا حالياً  الفرصة لدينا ضئيلة جداً للهروب من الإساءة، ويبقى العديد منا في حالة مستمرة من التوتر والقلق وهذا يزيد من النتائج السلبية التي تطرقت لها الدراسات السابقة وخصوصاً موضوع الانتحار على وجه الخصوص، ويوجد الكثير من القضايا التي تناولها الإعلام مؤخراً عن حالات كثيرة تعرضت للانتحار بسبب الإساءة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثير من الحالات  التي لا نعلم عنها ولم تنشر.
ومع وجود مثلاً تويتر كمنصة منتشرة بين السعوديين، تنامت هذه الظاهرة وبشكل اعتقد ان خلال الدقيقة الواحدة من خلال متابعة الحسابات المختلفة في هذا الموقع تجد حالات كثيرة من التنمر ، أو فقط من خلال الاطلاع على منشن أحد الشخصيات العامة تجد الكثير من التنمر والإيذاء بشكل متعمد .
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في جعل هذه الظاهرة هي مصدر للشهرة وخصوصاً في أوساط الشباب المراهقين بالتحديد، فمثلاً ظاهرة  “الجلد” هي تطبيق للتنمر بحذافيره فيكون هناك سجال متبادل كما نشاهده في موقع التواصل الاجتماعي ” سناب شات ” يتم فيه تبادل الشتائم وممارسة القوة اللفظية على طرف اخر حتى يتم التغلب عليه لصنع بطولة وهمية وزائفة ، والأمثلة كثيرة وربما الأرقام والمشاهدات تعزز هذا المفهوم ، ففي موقع اليوتيوب مثلاً تجد أن هذه المقاطع هي التي تحقق المشاهدة العالية في ظل وجود مقاطع ذات محتوى مفيد لا تحقق هذه الأرقام التي تحققها مقاطع التنمر والإساءة .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى