أعمدة

لين تكون

د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل

  • في الصباح الباكر خرج من بيته متوجها إلى الجامعة بعد أن أخذ كفايته من النوم وتناول إفطاره.. في الطريق وأثناء القيادة أعمل حواسه جيدا.. يقود سيارته بكل تركيز وانتباه.. حيث ازدحام الطرقات بالسيارات، خصوصا أن وقت محاضرته يتزامن مع انطلاق الموظفين لأعمالهم… حضر جميع المحاضرات… يستمع جيدا.. يناقش.. يسأل.. يكتب… لديه بعد المحاضرة الثالثة فراغ ذهب إلى المقهى مع زميل له، ظلا يتحدثان في شؤونهما ومنهما التخصص والمعدل والمذاكرة… عاود الجدية في المحاضرة الرابعة والخامسة، رجع إلى البيت راضيا عن نفسه وعن تحصيله وعن يومه الدراسي بشكل عام…
  • نام متأخرا… بقي على بدء المحاضرة ربع ساعة وهو لا يزال في البيت… اقترب وقت المحاضرة.. أسرع بسيارته سرعة غير عادية.. ينظر بين الفينة والأخرى بحبيبته المقربة منه… ورقة فيها جدول يبين نسبة الغياب في كل مقرر… يحملها في جيبه ولا تفارقه أبدا… لم يتبق له إلا محاضرة ويصل إلى الحرمان… يصارع الزحام المروري.. يبحث عن موقف قريب لسيارته لم يجد… اضطر للوقوف بعيدا.. يسرع الخطى… مضى من المحاضرة عشر دقائق.. خمس عشرة دقيقة.. تجاوز الأستاذ اسمه.. رفع يده مخاطبا الأستاذ بأن لديه ظرفا منعه من الحضور من بداية المحاضرة.. حاول إقناع الأستاذ.. بعد إلحاح وعده الأستاذ أنها إن لم تتكرر سيحضُّره لاحقا… ظل قلقا يترقب المحاضرة القادمة… نظر في حبيبته وسحب على المحاضرة الثالثة والرابعة، حيث بقي من النسبة أربع محاضرات… حريص على أن يستكمل نسبة الغياب في كل محاضرة… وليس لديه مانع أن يلاحق الأساتذة بالأعذار وإبداء المسكنة، وقد يصل به الأمر إلى الأيمان وتزوير الأعذار…
    عزيزي الطالب عزيزتي الطالبة من أي النوعين أنت؟ وما مدى قناعتك بهذين الصنفين؟ وأين تجد نفسك؟
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى