اعتذار «تويتر»
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية، إدارة الإعلام والاتصال
(قمنا باستخدام أرقام هواتفكم وعناوين البريد الإلكتروني دون عمد لأغراض إعلانية.. ونعتذر عن هذ الخطأ غير المقصود ولن نعاود الكرة مرة أخرى).. بهذه الحروف عنون موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اعتذاراً الأسبوع الماضي.. عن خطأ يزعم الطائر الأزرق بأنه غير مقصود.. وما تم بالفعل هو استخدام مجموعة لا بأس بها من أرقام الهواتف وعناوين البريد الإلكتروني المسجلة لدى تويتر بغرض عملية التحقق بخطوتين والتي تستخدمها الشبكة كإجراء احترازي للحماية والأمان.. بيد أن تويتر بدلاً من حفظ هذه السجلات تم استخدامها لأغراض دعائية وربما بمقابل مالي.. من يعلم!
يقال إذا لم تستحي.. فأصنع ما شئت.. ونقول بالعامية (شين.. وقوي عين) وكلا القولين أبلغ من الأخر في حق تويتر.. فعن أي اعتذار يتحدث هذا الطائر الذي يتحول لغراب يوماً بعد يوم، عن الإعلانات المخزية للتكبير والتنحيف والشفط التي تظهر لك في كل حساب ووسم وبأشكال وألوان مختلفة، أم عن الحسابات الوهمية التي تحاول إثارة الراي العام في أمور خاصة تمس سيادة الدول وأمنها واستقرارها، أم عن السيل الجارف من العنصرية والتنمر في ردود بعض المستخدمين وتمس أشخاص وكيانات ودول أحياناً.
في السابق، كنا نقول تويتر ونعي بأننا في فضاء رحب نكتب فيه بـ 140 حرفاً تعبيراً لراي أو طرحاً لفكرة يستفيد منها الجميع، واليوم نقول تويتر فيعي العقل الباطن بأننا نذكر مستنقعاً للرذيلة والعنصرية.
غراب تويتر! اعتذارك مردود مالم تستبقه بجملة من الإصلاحات لتعود الثقة بينك وبين الجمهور، كإقفال الحسابات الوهمية ومنع الإعلانات الجنسية والتنبه للبلاغات الواردة عن الوسوم المسيئة والعنصرية، فبهذا الحال أنت تلفظ أنفاسك الأخيرة.. وليت لك بغيرك من التطبيقات عبرة.