أعمدة

لماذا ولاء الشعب السعودي غير؟

الاختلاف سنة من سنن الله جل وعلا في خلقه، قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، ولذا فإن المجتمعات تختلف فيما بينها بحسب عاداتها وتقاليدها وموروثاتها الحضارية والثقافية، وهذا الاختلاف يشكل وعيا جمعيا لدى كل شعب من شعوب الأرض، وهذا الوعي بالضرورة له بديهياته ومسلماته التي يستقيها من دينه وشريعته في المقام الأول، ثم من تاريخه ونضاله والتضحيات التي قدمتها الأجيال المتعاقبة في سبيل بناء الوطن، وهذه المسلمات والبديهيات لا يقبل الشعب التنازل عنها أو المساس بها بأي حال من الأحوال.
وعندما نتحدث عن الولاء والانتماء لدى المواطن السعودي، نجد أنه مختلف بشكل واضح عن غيره من الشعوب في ولائه وانتمائه لأرض هذا الوطن المقدسة، ولقيادته الرشيدة، ولإرثه الحضاري الذي يعتز ويفتخر به، وهذا الولاء والانتماء من المسلمات والقيم المغروسة في نفوس أبناء الشعب السعودي بكل فئاته منذ الصغر، مثلها مثل باقي مسلمات حياته الأساسية التي لا غنى عنها ولا تفريط فيها، وتجده في كل أحواله مستعدا للدفاع عنها والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تحقيق هذه القيم الخالدة في كافة نواحي الحياة.
ويبدأ غرس هذه القيم والمسلمات في أبناء هذا الشعب منذ نعومة أظفارهم، حيث تعزز كل أسرة سعودية وتؤكد وتوطد هذه المسلمات في أبنائها، وترسخ في أنفسهم مكانة وقيمة تراب هذه الأرض الطاهرة المقدسة التي لا تضاهيها قيمة، وتهون في سبيل الحفاظ عليها وعلى تماسكها وأمنها وأمانها قيمة الأرواح، وقد سمعنا جميعا كأبناءٍ لهذا الوطن أحاديث وكلمات وحكايات من آبائنا وأجدادنا عن بطولة وجهاد وفدائية المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ورجاله الذين وحدوا شتات هذا الوطن تحت راية التوحيد التي علت خفاقة منذ ذلك اليوم قبل 89 عاما، وستبقى بإذن الله عالية خفاقة إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
ويتواصل تعزيز هذه المسلمات في المجالس العامة والخاصة، فحيثما تنقلت بين مناطق السعودية ومحافظاتها شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وجدت أن قيمة الولاء والانتماء حاضرة في كل حديث وفي كل نقاش وفي كل مناسبة حتى في مجالس الأفراح والأعياد، وتجد الرجل والمرأة، والصغير والكبير يتغنى بالكلمات التي يكتبها الشعراء في قصائدهم ويعبرون فيها عن حبهم وعشقهم لهذا الوطن.
ولذا فإن ولاء السعودي غير.. لأن المواطن والمواطنة السعوديين جعلوا منه قيمة مسلم بها لا يتنازلون عنها أبدا مهما تغيرت وتبدلت الظروف في هذا الزمن أو غيره، سواء كانت ظروف اقتصادية أو سياسية أو غيرها، فتجده أول من يعلي هذه القيمة في نفسه وفي نفس أبنائه ونفس من حوله، وأول من يدافع عن وطنه.
فالسعودي في هذا الوطن مهما اختلف موقعه أو منصبه قد جعل من نفسه جنديا خادما لهذا الوطن، خادما لعرضه وأرضه، خادما لقيادته الرشيدة، محاولا دائما إبراز هذه القيمة بعزة وافتخار في كل مكان، وفي كل محفل في الداخل والخارج، وفي أي بقعة من بقاع الدنيا، فتجده دائما يعول على هذه القيمة التي تربى ونشأ عليها وأصبحت سمة عامة في أبناء هذا الشعب.
وقد تنامى هذا الشعور وازداد مع مرور السنوات منذ عهد الملك المؤسس وأبنائه من بعده الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبد الله، وصولا إلى العهد الحالي في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – الذي ننعم في عهده بالعزة والرفعة، وقائد التغيير صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – الذي بعث همة الشباب في ربوع هذا الوطن، ليؤصل هذا الاعتزاز والفخر في نفوس هذا الشعب العظيم.
فهد بن وازع بن نومه
المشرف العام على الإدارة العامة للإعلام والاتصال
رئيس التحرير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى