أعمدة

انتحار.. إنستغرام

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية، إدارة الإعلام والاتصال

في مايو/أيار من العام الماضي، نشرت فتاة ماليزية تبلغ من العمر ١٦ عاماً، استطلاعاً مفاده أنها تعاني من الوحدة وهل ينبغي لها أن تعيش أو تموت، وجاءت الإجابات صادمة فقد دعاها أكثرية المصوتين للانتحار فلا شيء يدعو للعيش.
وبالفعل، انتحرت الفتاة ظناً منها بأنها اختارت الطريق الصحيح لإنهاء معاناتها، هذه الواقعة سبقتها أخرى لفتاة بريطانية يعتقد بأنها انتحرت بعد قراءة منشور عن الانتحار عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
هذه الحادثة استدعت اثنين من كبار المسؤولين في إنستغرام هما (فيشل شاه) رئيس المنتج و(كارينا نيوتن) رئيس السياسة العامة، للمثول أمام لجنة برلمانية في المملكة المتحدة لمناقشة بعض التقنيات المثيرة للجدل التي يوفرها التطبيق، ورغم أسفهما لما حصل إلا أن كارينا أكدت بأن استطلاع الفتاة يتعارض مع إرشادات مجتمع إنستغرام التي تحظر الترويج للانتحار.
بالعودة للاستطلاع، فإن نسبة ٦٩٪ صوتوا لصالح الانتحار مما دعا اللجنة لسؤال فيشل وكارينا ما إذا كانت الشركة ستتخذ أي إجراء حيال من شاركوا في الاستطلاع، لكنهم أجابوا بأن الوقت سابق لأوانه، وما تم ربما لم يكن بسبب الاستطلاع فقط، بل لأمور أخرى تتعلق بالضحية.
وبما أن إنستغرام هو أحد منتجات فيسبوك، فحدث ولا حرج عن سلسلة لا تنتهي من المشاكل والاختراقات وتسريب بيانات المستخدمين والقائمة تطول، وما يؤكد حديثي أن الاستطلاع نفسه تم تغييره لصالح الحياة وليس الموت وبنسبة ٨٨٪ فكيف حدث ذلك؟!
لـ “فيس بوك” تاريخ أسود من الثورات وحشد الجماهير لقضية أو حدث سياسي أو اجتماعي أو غيره، فما يحتويه البرنامج من وسائل يجب إعادة النظر بها، وإيقاع أقصى العقوبات لمن يثبت عليه الاستخدام الخاطئ لهذه الوسائل، ولنا في مذبحة (كرايست تشيرش) عبرة وعظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى