أعمدة

يخلُ لكم وجه أبيكم

أ.د. فهد بن إبراهيم الضالع
مساعد المشرف على وحدة الوعي الفكري

مع قدوم يوسف عليه السلام إلى الدنيا تفجرت في قلب أبيه يعقوب عين من الحب والمشاعر الأبوية الفياضة، والتي لفتت انتباه إخوة يوسف لأبيه، مما أثار غيرتهم، فقالوا فيما بينهم قولتهم الشهيرة ” اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم “..
فهم كانوا يعتقدون أن الذي تسبب بتفجر ينابيع المزيد من الحب الأبوي في قلب يعقوب، وهو ميلاد يوسف، سينصرف إليهم هم بعد فقد يوسف وتغييبه عن مشهد أبيه، فقولهم ( يخل لكم وجه أبيكم ) بمعنى أن تظفروا به كله ويقبل عليكم ويحبكم حبا كاملا..
وبعد أن تآمروا واتفقوا وتم تغييب يوسف عن المشهد ما الذي حدث؟
هنا مشكاة قرآنية لم تزل وستظل تربي القلوب والعلاقات!..
ذلك أن هذه العين الجارية من الحب والأبوة ليوسف بلغها شؤم الغيرة والحسد فسدتها وأوقفت جريانها ثم تابعت تهشيم لغة الأبوة والحب والمشاعر، فقصفت شخصية يعقوب -عليه السلام- كاملة حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم، فلم يشعروا هم بالأبوة معه بعد يوسف!!
ولهذا فالاستسلام لجموح القلب على ما لم يُعطَ، وجنوحه على قضم ما ليس له، وعدم تمرينه على الاكتفاء بعطاء الله له، سيجعله يقفز إلى أن يكون مجرد التشويه للآخر هدفا!
همسة
يعقوب هو الأب والأب المعد والمسؤول والمشرف وكل من له ولاية..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى