أعمدة

القاتل الخفي

أ.د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا

عادة في فصل الشتاء، وعندما تشتد البرودة يعمد بعض الناس لإشعال النار (فاكهة الشتاء) داخل المجالس،
وبعضهم ـ جهلاً ـ يُحْكمون إغلاق الأبواب والنوافذ إمعاناً في الحصول على الدفء السريع!!،
الأمر الذي يؤدي إلى شح في الأكسجين، وارتفاع غاز أول أكسيد الكربون السام في هواء الغرفة، ومن ثَم في دم الإنسان،
ينتج عن ذلك أن يدخل الإنسان في مرحلة صداع ودوار، أو نقص في الرؤية، أو ألم في الصدر، أو غثيان وتقيؤ، وربما هلوسة غريبة أو تشنج، يليها غيبوية، فإن طالت الفترة الموت!!
ويعتقد بعض الناس أنه سيشعر في اقتراب الخطر وتغير الهواء من نقي إلى ملوث فيقوم بتهوية المكان، ولكن الواقع أثبت أن من مات مختنقاً مات دون أن يشعر بقرب الخطر؛ لأن غاز أول أكسيد الكربون لا لون له، ولا رائحة، ومن هنا تكمن الخطورة.
من جهة ثانية، وجه الشارع الحكيم الإنسان بقوله ﷺ «لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون»، وقال: “إن هذه النار عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم”
ومن خلال هذه النصوص النبوية يتبين شمولية وجمال وروعة هذا الدين عندما يتحدث عن الأمن والسلامة في المنزل قبل نحو 1400 عام.
لا تجلس ولا تنام والنار مشتعلة والغرفة مؤصدة .. والله الحافظ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى