الداود: الدراسة مجانية بدون أية رسوم تيسيرا على النزلاء.. ونسعد بالمشاركات التي تلامس احتياجات كافة شرائح المجتمع
مدير الجامعة يفتتح جناح الجامعة الأكاديمي بسجن الطرفية
مدير المباحث العامة بالقصيم: الشراكة مع الجامعة سيكون لها أثر كبير على النزلاء ليكونوا أعضاء فاعلين بالمجتمع لديهم العلم والمعرفة
افتتح معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود، مدير الجامعة، جناح الجامعة الأكاديمي الجديد في مقر سجن المباحث العامة بمدينة بريدة، والذي يقدم خدمات التعليم المنتظم للنزلاء في عدد من التخصصات الأكاديمية، في برنامج يعتبر من أوائل البرامج الأكاديمية على مستوى الجامعات والمؤسسات التعليمية، وذلك بحضور اللواء عقيل بن خلف العنزي مدير المباحث بمنطقة القصيم، وعدد من القيادات الأمنية، ووكيل الجامعة للشؤون التعليمية الدكتور محمد العضيب، وعدد من النزلاء وأعضاء هيئة التدريس، حيث يقدم هذا الجناح خطة دراسية متكاملة للنزلاء ومعاملتهم كطلاب بالجامعة، مع تقديم المكافأة الشهرية لهم.
ويحتوى جناح الجامعة داخل سجن المباحث العامة بمدينة بريدة على عدد من القاعات الدراسية، لتقديم برامج الدبلوم والبكالوريوس، بالإضافة إلى الدبلوم العالي بعد البكالوريوس في عدد من التخصصات العلمية، وتقدم البرامج بطريقة الانتظام للنزلاء، والذي التحق فيه عدد (54) طالب بالدبلومات، وذلك بهدف مساعدتهم على الانخراط بسوق العمل متسلحين بالشهادة المتخصصة.
وعبر معالي الأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن حمد الداود مدير الجامعة، في كلمته عن سعادته بهذه المناسبة قائلاً: نحن في الجامعة نسعد بمثل هذه المشاركات المجتمعية للجامعة التي تلامس احتياجات كافة شرائح المجتمع، خاصة عندما نخرج من دائرة الجامعة بكلياتها وعماداتها إلى عمق المجتمع، ونكون أسعد عندما نقدمها لأبنائنا نزلاء سجن المباحث العامة بمنطقة القصيم.
مشيرًا إلى أن الفكرة انطلقت بعد زيارته السابقة لمقر السجن وقد تم دراستها مع عدد من منسوبي الجامعة والبحث عن ما يمكن أن تقدمه الجامعة لنزلاء وتوصلت إلى عدد من الخدمات التعليمية التي من الممكن أن تقدمها الجامعة لهم.
وأوضح «الداود» أن الجامعة بدأت بالدبلوم العالي بعد البكالوريوس، والذي يعتبر مرحلة مهمة لأي طالب، مؤكداً أن الطموح والهدف بالتعاون مع رئاسة أمن الدولة ممثلة في إدارة مباحث القصيم، يتعدى هذا السقف، منوهاً على أن الجامعة ستقدم للنزلاء عددا من برامج الدراسات العليا في عدة تخصصات مثل إدارة الأعمال وتخصصات الشريعة والعلوم الإنسانية والاجتماعية مثل علم الاجتماع وغيره، وذلك إيمانا من الجامعة بأهمية مشاركة النزلاء في إتاحة الفرصة لهم في الالتحاق بمثل هذه البرامج.
وأكد الداود على أن تقديم مثل هذا النوع من برامج الدراسات العليا للنزلاء بما لها من متطلبات ليس بالأمر السهل، ولكن في ظل التعاون الكبير مع إدارة المباحث تم الاتفاق على البدء بتقديم البرامج والمقررات الدراسية التي ليس لها متطلبات خارج هذه الإدارة، وذلك من خلال القاعات المجهزة بالشاشات التي تبث الدروس وكأن الطالب موجود بالجامعة، مشيرًا إلى أن الجامعة ستكون سباقة في تقديم مثل هذه البرامج.
وأشار « الداود» بأن الدراسة في هذه البرامج سوف تكون مجانية بدون أية رسوم، وذلك تقديرا من الجامعة وتيسيرا على أبنائها الطلبة في السجن للالتحاق بها، وتماشيا مع رؤية خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله –، ومع ما تقدمه حكومة المملكة من خدمات وتسهيلات لنزلاء السجون، خاصة وأن بعض الطلاب من النزلاء قد حصلوا على معدلات عالية في مرحلة البكالوريوس تؤهلهم للدخول في مرحلة الدراسات العليا بكل يسر وسهولة بإذن الله .
من جانبه، أكد سعادة مدير المباحث العامة بمنطقة القصيم اللواء عقيل بن خلف العنزي، خلال كلمته على مبدأ الشراكة بين الإدارة والجامعة مبينًا أنه قد تمت مناقشة سبل هذه الشراكة خلال زيارة سابقة لمعالي مدير الجامعة، حيث بذل معالي مدير الجامعة جهودا حثيثة لتوفير الخدمات التعليمية لنزلاء السجن، ليستطيعوا مواصلة تعليمهم من داخل السجن، مؤكدا أن الشراكة مع الجامعة سوف يكون لها أثر واسع، مثنيًا على كافة الجهود المقدمة من إدارة السجن، ومثمنًا دور جامعة القصيم والحرص على تقديم هذه الخدمة للنزلاء، ليستفيدوا من خدمات الجامعة التعليمية. وأوضح «العنزي» أن نزلاء السجن عند خروجهم منه سوف يكونون أعضاء فاعلين بالمجتمع مسلحين بسلاح العلم والمعرفة، بما سيتلقونه من علوم أثناء إقامتهم ووجودهم في هذا السجن، متمنيًا أن نحتفل خلال الأيام القادمة بباكورة الخريجين الجدد من الجامعة وأن يواصلوا تعليمهم بالدراسات العليا.
ومن جهته، رحب سعادة مدير إدارة سجن المباحث العامة بمدينة بريدة العقيد تركي بن أحمد الجدعاني بالحضور في هذا اليوم، الذي تصافح فيه يد العلم يد الأمن، لتشيد بناءً قويًا يستمد قوته من نور العلم، وصدق العزم من قبل المسؤول من جهة، ومن قبل طالب العلم والمعرفة من جهة أخرى؛ لتحقيق أحد أهم الأهداف التي تسعى لها قيادتنا الرشيدة – أيدها الله بتوفيقه – وهو الإصلاح، ومنح النزيل فرصته للتحصيل العلمي، وتهيئته لممارسة حياته الطبيعية عند خروجه إلى المجتمع. وأشاد «الجدعاني» بالدور الكبير للجامعة الفتية في هذا التعاون، معبرًا عن تمنياته بضرورة أن يغتنم إخوانه وأبنائه الطلاب هذه الفرصة الثمينة، والاستفادة منها، خاصة وقد اكتمل عقد هذا التعاون بإسقاط الرسوم الدراسية عن طلاب «برنامج الدبلوم العالي»، وكذلك صرف مكافأة شهرية للطلاب المنتظمين في برامج الدبلومات المشاركة وبرنامج البكالوريوس أسوة بزملائهم الطلاب في كليات الجامعة.
وبدوره، تحدث الطالب النزيل فايد القايد، بكلمة نيابة عن زملائه الطلاب مؤكداً أن البرامج التي ستقدمها الجامعة سوف تتيح له ولزملائه استكمال دراستهم، خاصة مع إعفائهم من الرسوم الدراسية، ويسعى لأن يحتفل هو وزملائه بالتخرج ومؤكداً أنهم سيواصلون الدراسة للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، كما عبر عن شكره وتقديره لكافة الجهود المخلصة في سبيل تيسير أعمال الجامعة في السجن. وبعد ذلك تم عرض فيلمًا مرئيًا قام بإعداده المركز الإعلامي بأجنحة إدارة الوقت بعنوان «عهد جديد» والذي حمل رسائل شكر من الطلبة الجامعة على هذه الفرصة العظيمة في بناء مستقبلهم التعليمي ومواصلة دراستهم وتأثيرها النفسي عليهم، ومن ثم قام الطالب عثمان بن حمزة السمان بالمشاركة من خلال عرض الرسم على الرمل معبراً فيه عما يخالجه من مشاعر بهذه المناسبة.
وسلم معالي مدير الجامعة في نهاية الاحتفال الحقائب الدراسية للطلبة النزلاء، والتي تحوي على الكتب الدراسية والمذكرات، والمراجع الدراسية للنزلاء في سبيل مساعدتهم على مواصلة تأهيلهم العلمي.