“أهمية السلامة المرورية” في ندوة مصاحبة لحملة «حياتك أهم»
المشيقح: ما يزيد عن 5 ملايين شخص يصابون أو يقتلون بالعالم سنوياً نتيجة لحوادث الطرق
الحربي: أكثر من 352 ألف حادث مروري بالمملكة عام 2018 نتج عنها 6025 حالة وفاة و40217 إصابة
المرشود: الأخطاء الأكثر شيوعًا «استخدام الهاتف وعدم اتباع الأنظمة والسرعة الزائدة وقطع الإشارة»
نظمت كلية الهندسة بالجامعة، ندوة علمية مصاحبة لحملة «حياتك أهم»، بمشاركة 8 متحدثين من عدد من الجهات الحكومية، وذلك في يوم الثلاثاء الموافق 1/7/1441هـ، بمقر البهو الرئيس بقاعة “ب” بالمدينة الجامعية، وهدفت هذه الندوة إلى تعزيز الالتزام بالقواعد المرورية لتحقيق ورفع معدلات السلامة المرورية للفرد والمجتمع وتعزيز روح التكاتف بين القطاعات الحكومية والمجتمع لاستشعار المسؤولية الشخصية تجاه رفع الوعي بأهمية السلامة المرورية وتحقيقاً لرؤية المملكة ٢٠٣٠.
بدأت الندوة بعرض لورقة عملية بعنوان أهمية الدراسات المرورية في رفع مستوى السلامة المرورية، قدمها عميد الكلية الدكتور مشعل بن إبراهيم المشيقح، أستاذ النقل والمرور المساعد، الذي أكد أن السلامة المرورية مرتبطة بعدة عوامل (داخلية وخارجية) منها: ما هي سياسية، واقتصادية، وأمنية، وبيئية، واجتماعية، حيث تعتبر الحوادث المرورية من مهددات الأمن، منوهًا إلى أن التقديرات أشارت لوجود ما يزيد عن 5 مليون شخص يصابون أو يقتلون بالعالم سنوياً نتيجة لحوادث الطرق، كما أن هذا الرقم يعادل حوالي 2.2 % من حجم الوفيات العالمية، وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن هذا الرقم مرشح للزيادة حيث يتوقع أن تحتل الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق المركز الثالث بحلول عام 2021، حيث بلغت إصابات حوادث الطرق 33,199 سنويا بمعدل 91 مصاب يومياً، كما أن وفيات حوادث الطرق قد بلغت 7,489 بمعدل 21 وفاة يومياً، وذلك بحسب مؤشرات السلامة المرورية للإدارة العامة للمرور لعام 1438هـ.
وأضاف “المشيقح” أن الدراسات المرورية تعتمد على تحديد المشكلة، وتجارب سابقة، وبيانات مرورية دقيقة، وكذلك تحليل إحصائي وهندسي، واختيار الحل الأفضل والمناسب، بالإضافة إلى تطبيق الحل ومتابعته، كما تحدث عن تطوير قاعدة بيانات الحوادث والمخالفات المرورية، والتوسع في استخدام تقنية الرصد الآلي، والتقارير والبيانات المرورية واتخاذ الحلول المناسبة والصحيحة، وبعد ضبط جودة التقارير والبيانات المرورية واتخاذ الحلول المناسبة والصحيحة، وإنشاء مدارس نموذجية بمواصفات عالمية لتعليم القيادة.
بعد ذلك، عرض وكيل كلية الهندسة الدكتور فواز بن علي الحربي، أستاذ الطرق المساعد، ورقة بعنوان “مخاطر استخدام الجوال أثناء قيادة المركبة”، والتي أكد من خلالها أن الحوادث المرورية تعتبر من مهددات الأمن الوطني الاجتماعي في ظل ما تشكله من استنزاف لمقدرات البلد الاقتصادية والاجتماعية والصحية، حيث تشير الإحصائيات أن الحوادث المرورية تقتل وتصيب ملايين البشر سنويا حول العالم. وفي المملكة العربية السعودية، تشير أرقام الهيئة العامة الإحصاء أن الحوادث بلغت 352464 حادث نتج عنها 6025 حالة وفاة و40217 إصابة مما ينتج عنها تكاليف اقتصادية واجتماعية بلغت تكلفتها 21 مليار ريال وتمثل 9% من الدخل القومي للمملكة ٢٠١٨ م.
وفي منطقة القصيم وحدها، بلغ عدد الحوادث في عام ٢٠١٨ حوالي١٧٥١٠ نتج عنها ٢٢٥ وفاة و١٢٦٩ إصابة، كما أن أحد أهداف برنامج التحول الوطني ٢٠٣٠ هو تحسين مستويات المعيشة و السلامة من خلال: خفض عدد وفيات الحوادث المرورية من 28 إلى 23 لكل100 ألف نسمة، وتقليص زمن التنقل في المدن من77 دقيقة إلى 67 دقيقة، ومن هذا المنطلق يعتبر العمل التطوعي عامل مهم في بناء وعي مجتمعي في تكوين ثقافه مرورية لدى جميع فئات المجتمع مما يعزز الأمن الوطني ويسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في خلق مجتمع واعي وجودة حياة آمنة في ظل وطننا المعطاء.
وأضاف “الحربي” أن زمن الاستجابة لقائد المركبة -المستخدم للجوال- يتضاعف ٤ مرات عن القائد غير المستخدم للجوال، وأثبتت الدراسات أن زمن الاستجابة يبلغ ٤.٦ ثانية، ويحتاج طول ملعب كرة قدم للتوقف، واحتمالية حصول حادث مروري أثناء إجراء مكالمة تبلغ ٢.٨ مرة، وتبلغ ٢٣.٢ مرة أثناء كتابة رسالة نصيه يعتمد ذلك على الحجم المروري ووجود الشاحنات، ويجب نشر التوعية بين أفراد المجتمع بأساليب غير تقليدية، ووضع الجوال في مكان لا يمكن الوصول إليه أثناء القيادة، واستخدام خاصية وقف الإشعارات أثناء القيادة، الوقوف جانباً إذا احتاج السائق لإجراء اتصال ضروري ومهم، واقتران الجوال في السيارة أو استخدام السماعات يشتت الانتباه أيضا.
بعد ذلك شارك مدير شعبة السلامة بمرور القصيم الرائد أحمد بن سليمان المرشود، بورقة بعنوان “السلامة المرورية بين الواقع والمأمول” والتي أشار فيها إلى أن الحوادث المرورية تمثل وبشكل كبير هاجسا وقلقا وأحد أبرز المعوقات التي تواجهها الدول في وقتنا الحاضر، وواحدة من أهم المشكلات التي ينتج عنها خسائر بشرية ومادية كبيرة تفوق نسبتها تلك التي تسببها الحروب والصراعات، مبينًا أن توجد 10 أسباب للحوادث المرورية في المملكة، وهي: استخدام الهاتف الجوال باليد، وعدم اتباع الأنظمة، والسرعة الزائدة، وقطع الإشارة، وعكس اتجاه السير، والسلوك الخاطئ للسائق، وكذلك القيادة تحت تأثير مسكر، وعدم الوقوف عند لوحة (قف)، والتهاون في التعامل مع المركبة، والاستهتار بالطريق ورواده.
كما عرض “المرشود” أبرز الأرقام عن حوادث المرور بالسعودية، حيث أكد أن 100 ألف شخص لقوا مصرعهم جراء الحوادث المرورية خلال 20 سنة، و16 شخص يموت يوميًا جراء حوادث المرور، و68 ألف مصاب سنويًا من الحوادث المرورية، و30% من الإشغالات في بعض المستشفيات هم من مصابي الحوادث، و50 مليار ريال خسائر سنوية للحوادث على الاقتصاد السعودي.
ومن ثم، شارك مدير الإدارة الطبية والجودة في الهلال الأحمر السعودي الدكتور تركي بن حسن الشهري، بورقة بعنوان “الإسعافات الأولية للحوادث المرورية، عرض فيها لإجمالي الإسعافات المنقولة وغير المنقولة بالقصيم خلال الأعوام الماضية، وكذلك طرق استخدام الإسعافات الأولية، ونظام الحالات الطبية الطارئة، وأولوية الرعاية، والفحص السريع للمصاب، وذلك من خلال عدد من الخطوات أولها، مسح موقع الحادث، والكشف المبدئي، وطلب الإسعاف، والكشف الثانوي، حيث تم عرض مهارات الإسعافات الأولية، بعد ذلك، تحدث المهندس علاء حسني السعود، مهندس النقل والمرور، عن دور الهندسة المرورية في معالجة المخاطر المحتملة على الطرق وآثار التقنية عليها.
من جانبه، تحدث الدكتور عمر بن عيد المطيري، أستاذ النقل والمرور المساعد بالجامعة، بورقة بعنوان “التكيف السلوكي لدى قائد المركبة”، تحدث خلالها عن مفهوم التكيف السلوكي للسائقين، وأمثله واقعية للتكيف السلوكي، وظاهرة التكيف السلوكي مع العداد التنازلي وكاميرات رصد المخالفات عند التقاطعات، وتعريف منطقة الورطة أو ما يسمى “Delimma Zone”، ودراسة تأثير كاميرات رصد المخالفات والعداد التنازلي على سلوك السائقين، مؤكدًا أن أي حلول أو تدابير يسعى المسؤولين لتطبيقها لتنظيم الحركة المرورية أو تحقيقاً للسلامة المرورية، وسوف تمر بعملية التكيف السلوكي ولها تأثيرات مقصودة وغير المقصودة يجب أن تبحث قبل تطبيق هذه الحلول أو التدابير وبعد تطبيقها، بحيث تحقق الغرض المرجو منها.