مبتعث الجامعة “المحيميد” ينال وسام الشجاعة من الحاكم العام الأسترالي ليصبح قدوة لكافة المبتعثين
نال مبتعث الجامعة أحمد المحيميد، يوم الأربعاء الماضي الموافق 7/1/1442هـ، وسام الشجاعة الأسترالي الصادر من الحاكم العام في دولة أستراليا، ليكون هو الشخص الوحيد من غير الجنسية الأسترالية من بين 29 شخصًا نالوا هذا الوسام، وذلك لإنقاذه لرجل خمسيني من الغرق في نهر يارا في مدينة ملبورن، وليضرب مثالًا يحتذى لكافة المبتعثين السعوديين في مختلف دول العالم ويعكس صورة حقيقية عن الطبيعة المعطاءة والمتسامحة للمجتمع السعودي.
يشغل “المحيميد” وظيفة محاضر في كلية الاقتصاد والادارة قسم المحاسبة بالجامعة، بعد أن حصل على درجة الماجستير من جامعة موناش في مدينة ملبورن الأسترالية، والذي ابتعث إليها عام ٢٠١٦ ليبدأ رحلة دراسة اللغة الإنجليزية ودرجة الماجستير والتي تكللت بالنجاح والتميز، وترك خلالها صورة رائعة عن الشعب السعودي في أذهان الشعب الأسترالي عقب نشر قصة إنقاذه لمواطن أسترالي وتداولها في كافة وسائل الإعلام هناك لفترة طويلة.
ويقول “المحيميد” عن هذه الواقعة التي جرت منذ أعوام وشهدتها مدينة ملبورن في ليلة الأحد الموافق 4/5/1439هـ،: إنه كان بصحبة عددًا من زملائه من طلبة المحاسبة المبتعثين على ضفة نهر يارا في الساعة التاسعة مساءً حينما سمعوا صوتًا قادم من النهر لرجل يطلب النجدة بصوتٍ مليء بالهلع والخوف والرجاء، فهرع الجميع الى نجدته فإذا به يشير إلى وجود غريق في النهر، الأمر الذي دفعه إلى أن يلقي بنفسه في المياه الباردة لإنقاذ هذا الرجل دون أي معرفة سابقة به.
وفي وصفه لهذه اللحظات الصعبة يقول “المحيميد”: قفزت إلى النهر وأنا كلي أمل أن أستطيع إنقاذه ولم أفكر في شيء أخر سوى إنقاذه، وعندما وصلت إلى الغريق وجدته فاقداً للوعي وكان وزنه يبلغ تقريبا 120 كيلو فأخذت أدفع فيه نحو الشاطئ على عكس تيار المياه لمسافة قاربت الأربعين مترًا بين دفع الغريق ومقاومة التيار حتى وصلت إلى مرفأ النهر، وبعد ان وصلت به طلبت من المتجمهرين أن يمسكوا به ويرفعوه إلى اليابسة، ثم صعدت بعده وسقطت من التعب والإرهاق، وحمد الله أن جعله سببًا في إنقاذ حياة هذا الرجل.
ويروي مبتعث الجامعة، أنه بقي في المستشفى لمدة يوم واحد عقب هذه الواقعة لأنه اضطر خلال عملية الإنقاذ إلى شرب كمية بسيطة من ماء النهر غير الصالحة للشرب، مما سبب بعضا من الآلام في المعدة واستوجب الاطمئنان على حالته الصحية، لافتًا إلى أن خبر هذه الحادثة قد لاقى أصداء واسعة على الصعيدين المحلي والخارجي وتناقلت العديد من القنوات الإعلامية هذا العمل الذي وصفوه بالبطولي، مؤكداً أن ما قام به يمثل أخلاق ومبادئ المجتمع السعودي القائمة على مبادئ ديننا الإسلامي الذي يحثنا على نجدة الأخرين ومساعدتهم، مشيدًا بردود الأفعال التي صدرت عن الشعب الأسترالي بعد انتشار أخبار هذا الحادث.
ويرجع “المحيميد” الفضل في حصوله على هذا الوسام إلى الفضل من الله تعالى، وبعد الثقة التي قدمتها له المملكة والدعم المستمر من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله –، وكذلك معالي رئيس جامعة القصيم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الداود وكافة منسوبي الجامعة الذين كان لهم دور كبير في حصوله على درجة الماجستير في المحاسبة من جامعة موناش الأسترالية في مدينة ملبورن، ليعود إلى وطنه متسلحًا بالعلم وبهذا الوسام الكبير الذي سيبقى خالدًا في ذاكرته على الدوام.