اليوم الوطني.. محطة تاريخية هامة جعلته «الذكرى الأغلى» في نفوس كل السعوديين
في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ الموافق للخامس عشر من شهر يناير 1902م تمكن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود من استرداد الرياض وبدء صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي، ويعد هذا الحدث التاريخي نقطة تحول كبيرة في تاريخ المنطقة، إذ أدى إلى قيام دولة سعودية حديثة تمكنت من توحيد معظم أجزاء شبه الجزيرة العربية، وتحقيق إنجازات حضارية واسعة في شتى المجلات.
وبعد استرداد الرياض واصل الملك عبد العزيز كفاحه مدة تزيد على ثلاثين عاماً من أجل توحيد البلاد، حتى تمكن من توحيد القبائل والمناطق ونشر الأمن والاستقرار.
ألقاب الملك عبدالعزيز
خلال مرحلة توحيد البلاد تلقب الملك عبد العزيز إضافة إلى لقب (الإمام) بالعديد من الألقاب الرسمية هي:
أمير نجد ورئيس عشائرها عام 1319هـ /1902م.
سلطان نجد عام 1339هـ /1921م.
سلطان نجد وملحقاتها عام 1340هـ /1921م.
ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها عام 1344هـ/1926م.
ملك الحجاز ونجد وملحقاتها 1345هـ/1927م.
إعلان توحيد المملكة:
وفي الشهور الأولى من عام 1351هـ/1932م، انتهت الفتن الداخلية التي تلت توحيد البلاد عملياً، وأصبح المجال مناسباً لتوحيد البلاد تحت اسم واحد، إذ رفع الكثير من أعيان ووجهاء وعلماء البلاد التماسًا ومقترحات إلى الملك عبد العزيز لتحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية ووضع نظام للحكم وتوارث العرش، فوافق جلالة الملك عبدالعزيز على مقترح أعيان ووجهاء وعلماء البلاد بتحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية ووضع نظام للحكم وتوارث العرش.
وصدر مرسوم ملكي برقم 2716 وتاريخ 17/5/1351هـ/1932م، تضمن العديد من المواد منها ما يلي:
تحويل اسم البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
اتخاذ الملك عبد العزيز لقب ملك المملكة العربية السعودية.
يكون يوم الخميس الموافق 21/5/1351هـ الموافق لليوم الأول من الميزان يوماً لإعلان توحيد البلاد.
وبعد صدور المرسوم الملكي أرسل نائب الملك في الحجاز الأمير فيصل خطاباً إلى وزارة الداخلية بشأن إعلان واعتماد تحويل مسمى البلاد من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية، كما أبرق الأمير فيصل إلى الأمراء في المناطق لإعلان ما ورد بالمرسوم الملكي واعتماده والترتيبات المتعلقة بذلك.
وفور إعلان توحيد البلاد في تاريخ 21-22/5/1351هـ/1932م، عمت أرجاء البلاد الاحتفالات التي أقيمت بهذه المناسبة، حضرها العديد من الأمراء وأعيان ووجهاء المناطق وعلمائها، كما رُفعت العديد من الخطابات إلى الملك عبد العزيز لتهنئته بتحويل مسمى
تحديد يوم وطني للمملكة
بعد الاطلاع على المرسوم الملكي رقم 2716 القاضي بتحويل اسم البلاد إلى اسم (المملكة العربية السعودية) وبناءً على قرار مجلس الوزراء رقم 394 بتاريخ 22/4/1385هـ.
أصدر جلالة الملك فيصل خلال فترة حكمه وتحديداً في عام 1385هـ/1965م، مرسومًا ملكيًا برقم م/9 وتاريخ 24/4/1385هـ بتحديد يوم وطني للمملكة ليكون اليوم الأول من الميزان مطلع السنة الهجرية الشمسية الموافق 23 سبتمبر من السنة الميلادية.
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، وتحديداً بتاريخ 2/11/1425هـ/2004م، صدر الأمر باعتبار اليوم الوطني للمملكة إجازة رسمية وذلك اعتباراً من عام 1426هـ/2005م، وتم تعميم الأمر على الوزارات والمصالح الحكومية.
بعد هذا العرض الموجز للمراحل التي مر بها اليوم الوطني تحتفل المملكة بعد أيام بمناسبة يومها الوطني (90)، وهي مناسبة مهمة نتذكر فيها نعم الله علينا، ونحن نرى وطننا الكريم يرتقي كل يوم إلى مزيد من التطور في مختلف المجالات الحضارية والعلمية والاقتصادية، ويقدم تجربة تنموية فريدة، ليس فقط لما حققته من مستويات قياسية من التقدم، ولكن أيضاً لما استندت إليه من قيم إنسانية وحضارية غرست روح الانتماء للوطن في نفوس المواطنين جميعاً، ونسأل الله أن يحفظ لبلادنا قائد نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ومهندس النهضة سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وأن يديم على بلادنا الأمن والتطور والاستقرار.