كلية التربية تنفذ الملتقى العلمي السنوي الأول تحت عنوان «في سبيل منتج تعليمي مبدع»
أقامت كلية التربية ممثلة بقسم علم النفس بالجامعة الملتقى العلمي السنوي الأول تحت عنوان «في سبيل منتج تعليمي مبدع» تحت رعاية معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود ، وذلك لثلاث أيام من 23-25 من جمادى الاخرة 1439هـ بثلاث محاور رئيسية وهي واقع القياس والتقويم الأهداف، الأدوات، النتائج و الأليات المعاصرة في قياس الأداء الجامعي والاتجاهات المعاصرة في تقويم الأداء الجامعي بتقديم 10 أوراق عمل علمية.
وقد قدم الدكتور صالح الخلف الورقة العلمية الأولى بعنوان «الاهداف التربوية، نظرة إنسانية»، حيث عرف الأهداف التربوية بأنها غايات واقعية يمكن للتعلم تحقيقها وبلوغها وهي النتائج النهائية لعملية التعلم وتتمثل في صورة تغيرات مقصودة في سلوك المتعلم، وهذا يعني أن الأهداف التربوية يجب أن تشمل جوانب السلوك الثلاثة ، المعرفي و الوجداني والمهارى، وتحدد الأهداف التربوية ممارسات المعلم داخل الصف كما تحدد أساليب التقويم لا داء الطلاب التي يعتمدها بناء على تلك الأهداف ولا يكون دور المعلم الاقتصار على الأهداف المتعلقة بالتذكر في المجال المعرفي ومن الواجب تطوير الأساليب حتى يحدد طرق المذاكرة لدى الطلاب وهي أساليب تعتمد في هذه الحالة على الحفظ والاستظهار مع إهمال المستويات المعرفية العليا كالتحليل والتقويم والتركيب أي أن هذه الأهداف المقتصرة على هذه المستويات المتدنية تعمل على صياغة إنسان لمستقبل للمعرفة غير منتج لها، قابل لالتقاط جميع الإشارات المعرفية المتضاربة والمتناقضة في بعض الأحيان المنتشرة في فضاءات المعرفة، في حين أنه بإمكان المعلم الجيد تفعيل المستويات العليا من المجال المعرفي كي يخلق إنسانا قادراً على النقد والإبداع .
يضاف إلى ذلك أن تفعيل الأهداف في المجال الوجداني يعمل على اندماج المعلم مع طلابه مما يحقق لهم حاجتهم للحب والأهمية ومن ثم تكوين هوية نجاح .
وأخيرا فإن تقييم الطالب على أساس تذكر المعلومات فقط داخل المدارس والجامعات من أهم العوامل التي تؤسس لهوية فشل للطلاب لأنه من الممكن أن تكون قدرات الطالب وحاجاته تفوق ذلك المستوى بمراحل وإخفاقه في التذكر لايرجع إلى ضعف الطالب بل لعدم مواءمة ذلك المستوى لحاجاته الحقيقية .
واستعرض الدكتور احمد المعمري أستاذ علم النافس بكلية التربية و الدكتور فتحي محمد أستاذ علم النفس بكلية التربية ورقة العمل الثانية بعنوان «واقع القياس والتقويم في التعليم الجامعي» حيث يمثل التقويم أهمية كبيرة في المنظومة التعليمية بكافة ابعادها وجوانبها ذلك مبعثه اهمية التقويم في تحديد مقدار ما تحقق من الاهداف المنشودة والتي يتوقع منها ان تنعكس ايجابا على الطالب والعملية التعليمية والتقويم لا يعتبر غاية في حد ذاته بل هو وسيلة لغاية، والهدف الأساسي منه هو عملية التحسين والتطوير والتغيير للأفضل وهو عملية شاملة مستمرة بالإضافة إلى أنه عملية تعاونية يشترك فيها كل من له علاقة بالعملية التربوية.
فيما شرح الدكتور حجاج غانم و الدكتور اسلام أنور والدكتور صبرين صلاح والدكتورة نسرين يوسف ورقة العمل الثالثة بعنوان «واقع نتائج الطلاب بقسم علم النفس» نظرة متعمقة في الورقة الامتحانية تم تحليل 46 اختباراً بقسم علم النفس للتحقق من مطابقته للمعايير الواجب توافرها عند إعداد الاختبار، وتم التوصل إلى أن أغلب المعايير متوفرة مثل الجوانب الشكلية ومناسبة عدد الأسئلة للزمن المخصص للاختبار وتدرج الأسئلة من السهل للصعب والصياغة الواضحة للأسئلة وعدم تكرار الأسئلة والصحة اللغوية لها ومطابقتها للجوانب الأولى من مستويات بلوم المعرفية وهى التذكر والفهم والتطبيق ، ولكن لوحظ عدم تغطية الاختبار لصدق المحتوى بدرجة كافية وكذلك محدودية توافر مستويات بلوم العليا، ولذلك جاءت التوصيات لتحث على تغطية هذه الجوانب.
كما قدمت الدكتورة وسيمه عمر والدكتور احمد المعمري ورقة العمل الرابعة بعنوان «ملف الانجاز والتقويم الذاتي ودورهما في تطوير العملية التعليمية»، حيث تم تبيان موقع التقويم الذاتي في المنظومة و مفهوم التقويم وفلسفته ومقترحاته الإجرائية للتقويمات البديلة و التعرف بملف انجاز كوسيلة معاصرة و إلقاء الضوء على أهمية استخدام تقويم الطالب وطريقة تصميمه و توصلة ورقة العمل إلى عدة توصيات منها تعزيز ونشر مفاهيم وثاقة التقويم الذاتي على سبيل المثال بين الطلاب و تنفيذ حلقات نقاش و ورش عمل لتدارس الأليات والمنطلقات السلوكية و تشجيع على استخدام ملف انجاز كوسيلة معتمدة بالجامعات، تبني وكالة جودة لتطوير العمل و اعداد دليل متكامل للتقويم الذاتي يكون موجه لارشاد الطلبة .
من جانبها كشفت الدكتورة رنا المومني الاستاذ المساعد في القياس والتقويم بقسم علم النفس بالجامعة من خلال ورقتها «ظاهرة التضخم في درجات الطلاب، اسبابها وحلولها» في الورقة العلمية الخامسة، حيث تعد ظاهرة التضخم في الدرجات احد اهم الظواهر التي تعاني منها المؤسسات التعليمية في المراحل المختلفة، ويُعرف تضخم الدرجات (Grade Inflation) بأنه «عملية يتم بموجبها تبين وجود نمط من التحسن في الدرجات في الامتحانات التعليمية مع مرور الوقت لا يقابله تحسن في مستوى التعلم.» وتكمن خطورة هذه الظاهرة في العجز عن اتخاذ القرار حول تحديد الأفراد الأكثر تميزا واستغلالهم في سوق العمل اضافة الى خلق تشوش واضح لدى الأفراد أنفسهم حول مستوى قدراتهم ومقارنته مع رفاقهم (Goldman، 1985).
وبينت الدكتور نسرين يوسف بالورقة العلمية السادسة دور استراتيجيات التقويم الواقعي في تحقيق اهداف البرامج الاكاديمية، قسم علم النفس نموذجا بأن التعليم يشهد بصورة عامة والتعليم العالي بصورة خاصة حركة إصلاح جذرية تتمثل في ادخال مفاهيم جديدة مثل مفهوم التقويم الواقعي، وقد جاءت هذه الاصلاحات نتيجة لتغير مفهوم التعلم من المفهوم التقليدي السلوكي الذي يتخذ فيه المتعلم موقفا سلبيا من العملية التعليمية إلى المفهوم البنائي المعرفي الحديث الذي يتخذ فيه المتعلم موقفا ايجابيا وديناميكيا في العملية التعليمية وقد استدعى هذا الصلح إعادة النظر.