بالتعاون مع كلية نايف للأمن الوطني .. محاضرة عن «مهددات الأمن الوطني» لنشر مفهوم الوسطية والتحذير من الفتن والحزبية
الداود: الجامعة ستعكس المعلومات القيمة عن مهددات الأمن الوطني على محتوى بعض المقررات الدراسية
عطية: الإنسان هو ركيزة الدولة ونضجه يسهم في تعديل بعض المفاهيم وصناعة جيل يجيد الحوار
أقامت الجامعة ممثلة في وحدة الوعي الفكري، بالتعاون مع كلية نايف للأمن الوطني محاضرة بعنوان “مهددات الأمن الوطني”، في قاعة (أ) بالمدينة الجامعية بالمليداء، بحضور معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود مدير الجامعة، وسعادة العميد علي مرضي مدير شرطة القصيم، والعقيد فهد المديهش مدير إدارة الدوريات بالقصيم وعدد من القيادات الأمنية ومسؤولي ومنسوبي الجامعة من عمداء وأعضاء هيئة تدريس والطلاب، حيث قدم المتحدث الرسمي لرئاسة أمن الدولة سعادة اللواء بسام عطية، المحاضرة التي تهدف إلى نشر مفهوم الوسطية والتحذير من الفتن والحزبية في برنامج نوعي تعلوه لغة الحوار والنقد البناء، وفكر متزن ينبثق وفق رؤية ساميةً.
وتحدث “عطية” خلال المحاضرة عن نتيجة العبث الأيديولوجي من واقع الأفكار والفلسفات وسباق التسلح، وإيحاء أن العالم يشعرك أنه يصنع حرباً عالمية ثالثة، وعلاقة ذلك بالمواثيق والاتفاقيات، والمشاريعً (الليبراليةً- العلمانية – التنويرية – العصرانية – التغريبية)، بالإضافة إلى دمج الوعي الفكري في الملتقيات الثقافية والرياضية والاجتماعية، وأن تكون الوسطية حاضرة بعيداً عن التطرف والإرهاب وضياع الفكر وتشتيت الذهن خلف ضبابية لها أهدافها الخاصة.
كما حدد أنواع المسارات التي تستهدف الأمن الوطني وكيفية معالجتها، بالإضافة إلى كيفية النهوض بالقيم إلى معدلات تتواكب مع بناء إنسان منتج وبناء، مشيرًا إلى أن الإنسان هو ركيزة الدولة، ونضجه يسهم في صناعة جيل قادم له فكر متقارب ويستطيع إجادة الحوار وتعديل بعض المفاهيم بما يسمى صناعة فكر متقارب.
مضيفا: أن الوعي الفكري مرحلة لا تتوقف ويخضع لمتغيرات هدفها بناء مجتمعات صالحة عنوانها السلام والمحبة والانتماء والمواطنة، كاشفا عن مهددات الأمن الفكري وكيفية اكتشافها ومعالجتها وتغيير مفاهيم من يقودها، من خلال تعامل تربوي إنساني ثقافي اجتماعي، محذرًا من مخاطر الإشاعات وأثرها كمهدد قوي بات نشره يهدد الإنسان والمنظمة ويرمي المجتمع في وحل يحتاج الخروج منه إلى تكبد خسائر مادية وفكرية، ولذا رأى “عطية” أن الإعلام من أهم شركاء النجاح، ويعتبر عنوانا لغرس مفاهيم توعوية ذات أثر فاعل، وفِي نهاية المحاضرة كرم معالي مدير جامعة القصيم المحاضر.
وعبر مدير الجامعة في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة عن شكره وتقديره للمتحدث الرسمي باسم رئاسة أمن الدولة اللواء بسام عطية على تقديمه لهذه المحاضرة الثرية والقيمة والتي بنيت بجهد كبير، مشيدًا بمحتويات المحاضرة والمعلومات القيمة التي تضمنتها، حيث تتضمن الشريحة الواحدة التي عرضت ضمن عشرات الشرائح معلومات كبيرة لا يسعها كتاب، بل كتب لتستوعب المعلومات القيمة والمدروسة والمركزة.
مؤكدا أنه من المهم أن تعكس الجامعة المعلومات القيمة عن مهددات الأمن الوطني على محتوى بعض المقررات الدراسية، مشيرًا إلى مبادرة الجامعة بإعادة صياغة مناهج ومقررات الثقافة الإسلامية، وهي المبادرة الأولى على مستوى الجامعات بالمملكة، متمنيا من الزملاء في اللجان القائمة على المقررات أن يستفيدوا من الخبرة التي لدى رئاسة أمن الدولة من معلومات وبيانات سيكون لها ثقل في تلك المقررات، وسيستفيد منها أساتذة وطلاب الجامعة، وبإذن الله سيكون مشروعا وطنيا لإعادة صياغة مقررات الثقافة الإسلامية والذي نتطلع لأن يكون لجميع جامعات المملكة، حيث وصلني طلب عدد من مديري الجامعة للاستفادة من هذا المشروع حال انتهائه.
كما قدم “الداود” الشكر لرئاسة أمن الدولة على هذا التفاعل البناء، ولجميع الزملاء والطلاب الذين حضروا هذا اللقاء ولوحدة الوعي الفكري ممثلة في رئيسها الدكتور خالد أبا الخيل والزملاء العاملين بالوحدة، سائلا الله تعالى أن ينفع بهذه المحاضرة، وأن يحفظ بلادنا الغالية في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله، وأن ينصر جنودنا، وأن يتغمد شهداءنا برحمته ويشفي جرحانا، ويديم نعمة الأمن والأمان علينا في هذا الوطن الغالي، وأبناءنا الجنود في مختلف المواقع والمراكز، حيث إن الجميع يشترك في حماية أمن هذا الوطن، وكلنا علينا مسؤولية كبيرة، لأنه إن لم يتحقق الأمن فلن يتحقق أي شيء، سائلا الله العظيم أن يحفظ المملكة بحفظه.
من جانبه، رحب المشرف على وحدة الوعي الفكري عميد كلية الشريعة الدكتور خالد بن عبدالعزيز أبا الخيل بجميع الحضور، مؤكدًا أن المحاضرة تجمع مكونين في غاية الأهمية وهما: الأمن والوطن، فلا قيمة لأمن بلا وطن، ولا معنى لوطن بلا أمن، مشيرًا إلى أن هذا الوطن يتعرض بين الحين والآخر إلى مهددات كبيرة، وما لم نكن جميعاً على إدراك عميق لهذه المهددات وسبل مكافحتها بطريقة صحيحة فنحن نشارك شعرنا أم لم نشعر بتعريض أمننا.
وأردف: أن المسؤولية الشرعية والوطنية تفرض علينا اليوم أن نكون أكثر حصافة وذكاء في التعامل مع هذه المهددات، فلا مكان للخاملين المتواكلين الذين يظنون أن مهمة الدفاع عن ثرى هذا الوطن هي مسؤولية غيرهم، بل إن كل واحد منا يقوم على ثغر من ثغور هذا الوطن، فمن لم يحم هذا الثغر بنفسه فسيبقى مكشوفاً للعدو، ذلك أن مهمة الدفاع عن الوطن لا تقبل النيابة والوكالة، لأنها مسؤولية شخصية فردية.
مؤكدا أن مهددات الوطن اليوم ليست صورة واحدة، ولا عدو واحد، ولا فعل واحد، إنما هي تتشكل على ألوان عدة وصور شتى، فقد يكون العدو الماكر في ثياب صديق صادق، وهذا يتطلب منا جميعاً مستوى كبيرا من الوعي والإدراك، مشيرًا إلى أن أخطر ما يحدث اليوم هو من يصور لشبابنا الباطل الذي لا شك فيه على أنه الحق الذي لا مرية فيه، وفي المقابل يصور الحق الذي لا مرية فيه على أنه الباطل الذي لا شك فيه، مؤكدا أن هذا الوطن أمانة، وهذه القيادة نعمة، وهذا الشعب الكريم مسؤولية.