مقترح يتضمن وحدتين متخصصتين في أبحاث المناخ وأبحاث الفضاء لمواكبة التطور العلمي في هذا المجال «مركز الأرض والفضاء بالجامعة»
أ.د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ المشارك بقسم الجغرافيا
ما زالت الجامعات والمعاهد والمراكز المتخصصة بعلوم الأرض، تراقب وتسجل وتحلل أنماط الطقس والمناخ فوق القارات والمحيطات، وتتراكم القيم والبيانات والمعلومات والصور من عشرات الأقمار الاصطناعية، وآلاف المحطات المناخية الأرضية، وتمتلك الجهات المختصة في دراسة علوم الطقس والمناخ والتغير المناخي أحدث وأسرع أجهزة الحاسب الآلي في العالم من أجل المحاكاة السريعة لأحوال الطقس والتقلبات الجوية وعمل تنبؤات جوية سريعة للتنبيه والتحذير على مستوى كوكب الأرض تكون نتائجها آنية.
وهذا بلا شك يعكس أهمية ومكانة هذا العلم وفروعه لدى الأمم المتحضرة كافة، كما يعكس بالضرورة أهمية أحوال الطقس في حياتنا اليومية، فهو الذي يحدد ما نلبس ونأكل ونشرب، بل ويحدد نوع الأنشطة السياحية والرياضية وفقاً لنوع المناخ السائد، كما يحدد مواعيد الزراعة بل وحتى الدراسة والمهرجانات والعروض وفقاً للأحوال الجوية المتوقعة، حتى أن الحالة النفسية لدى الإنسان تتناغم وأحوال الطقس السائد، كما يؤثر الطقس على صحة الإنسان والحيوان على حد سواء، والطقس وتقلباته يؤثر على قطاع النقل البري والبحري والجوي على حد سواء.
من هنا كان الاهتمام بهذا العلم دراسة وتدريساً، ومراقبة وتحليلاً، هدف الأمم جميعاً… وتعاظم شأن هذا الفرع من العلوم في العقود الثلاثة الأخيرة، خاصة بعد التغير المناخي على كوكب الأرض، والذي أصبح موضوع التغير المناخي حاضراً في الأروقة السياسية والاقتصادية والعلمية بل وحتى الرياضية، وأصبح مناخ الأرض هاجس الجميع ومحط نظر المهتمين من المراقبين في كل أنحاء المعمورة.
ومن هذا المنطلق فقد جاءت فكرة مقترحة لمشروع إنشاء مركز الأرض والفضاء بجامعة القصيم لمواكبة هذا الاهتمام العالمي بهذا الفرع من العلوم، حيث يضم هذا المركز وحدتين متخصصتين الأولى هي وحدة مراقبة وأبحاث المناخ، والثانية هي وحدة مراقبة وأبحاث الفضاء.
ماهية مشروع وحدة مراقبة وأبحاث المناخ
-تجهيز غرفة عمليات لمتابعة الطقس على مدار الـ24 ساعة وذلك في مبنى الوحدة.
- تتطلب وحدة مراقبة وأبحاث المناخ بجامعة القصيم طاقماً متخصصاً ومدرباً لإدارة الوحدة لا يقل عن 5 أعضاء، بالإضافة إلى 5 موظفين للدعم الإداري والتقني.
- تأسيس محطات مناخية رقمية آلية؛ لقياس عناصر الطقس، وتوزيع المحطات على كافة منطقة القصيم وفق معايير علمية.
- تأسيس رادار دوبلر في الجامعة؛ لمراقبة السحب الممطرة بقطر 500كم.
- تقديم نشرة جوية يومية نصية للإعلام والجهات المعنية.
- قياس جودة الهواء لاستكشاف الغبار والملوثات الجوية الأخرى.
- إنذار مبكر في تشكل العواصف الرعدية والغبار والضباب والصقيع وموجات الحرارة المرتفعة.
- حساب احتمالية تعليق الدراسة بسبب الظروف الجوية المتطرفة.
- دعم المناخ الزراعي والدراسي والرياض والسياحي بدراسات رقمية علمية محلية.
- الإجابة عن الاستشارات العاجلة لأجواء المناسبات الخاصة والعامة بإجابات رقمية علمية محلية.
- تحليل ودراسة البيانات المناخية التاريخية للقصيم خاصة وللمملكة عامة.
تقديم استشارات علمية طقسية ومناخية للمجتمع.
وحدة مراقبة وأبحاث الفضاء
لا أهدف هنا إلى جعل المركز وحدة علمية أكاديمية بحتة فحسب بل أهدف إلى أن تكون معلماً وصرحاً علمياً وحضارياً وسياحياً وتجارياً ليس على مستوى الجامعة فحسب، بل والمنطقة كذلك، وذلك بإنشاء وتجهيز مبنى القبة الفلكية، والتي تحاكي القبة السماوي Planetarium، والتي تعتبر بيئة علمية حية لمحاكة القبة الفلكية الحقيقة، والمناسبات والحوادث الكونية، إضافة إلى عرض الأفلام الوثائقية العلمية ذات العلاقة، وهذه القبة إضافة إلى كونها وسيلة علمية متطورة تُنمي مدارك طلاب الجامعة ومنسوبيها في علم الفلك، فمن المتوقع أن يكون هذا الصرح مزاراً علمياً لضيوف الجامعة والقصيم وطلاب مدارس التعليم العام على حد سواء، بل وتفتح الوحدة في المساء والإجازات لاستقبال الجمهور والعوائل لمشاهدة القبة السماوي، وعرض الأفلام العلمية في الكون والطبيعية والجغرافيا وإلى ما ذلك، فتكون قبلة علمية ترفيهية سياحية تجارية في آن واحد.
أهداف ومجالات وحدة مراقبة وأبحاث المناخ:
تُعنى الوحدة بمراقبة الأجواء على مدار الساعة.
عرض الحالة الجوية الآنية لمنطقة القصيم على شاشات غرفة الكنترول بقسم الجغرافيا، ونشرها آنياً على الإنترنت.
التنبؤ الجوي المستقبلي لمنطقة القصيم على وجه التحديد، والمملكة بوجه عام.
نشر التوقعات الجوية اليومية، والأسبوعية، على الشبكة، والجوالات، والإعلام.
إنذار مبكر يعمل على مدار 24 ساعة في مراقبة الأحوال الجوية عبر الصور الفضائية، والقيم الأرضية الآنية، من أجل إطلاق أي تحذير يستدعي إحاطة المواطنين والمقيمين عبر وسائل الإعلام والجوال.
إصدار تنبؤات خاصة بإجازات الربيع والعيدين، ونحوها محددة ومفصلة وموجهة للجهات المعنية وللجمهور كذلك عبر وسائل الإعلام.
يستأنس برأي الوحدة بشأن تعليق الدراسة في المنطقة.
إفادة المسافرين عن أي خطورة قد تنجم عن تقلبات الجو في الطريق، وذلك حالة التقلبات الجوية.
خدمة المزارعين في إصدار التحذيرات بارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها عن العتبات الحدية التي تتحملها المحاصيل، وتشكل الصقيع عبر خدمة جوال مدفوع وخاص بالمشتركين.
دراسة أحوال الطقس السائد في المنطقة بشكل علمي رصين، وتقديم التوصيات لكل جهة حكومية حسب علاقتها بالمناخ والطقس على سبيل المثال: الزراعة، المياه، الكهرباء، الدفاع المدني، التعليم، المواصلات الخ…
تحليل التغير المناخي المحلي والإقليمي وأثره على الإنسان والبيئة ومنها مصادر المياه الجوفية وعلى الزراعة.
تقييم تأثيرات التغيرات المناخية المستقبلية على القصيم، والمملكة العربية السعودية.
التركيز على دراسة ماهية العواصف الغبارية، ومحاولة التنبؤ بها قبل موعدها عبر صناعة وبناء نماذج رياضية تنسجم مع الطبيعة الجغرافية للمملكة.
تتصدى الوحدة للإجابة عن أسئلة الجمهور بشأن تقلبات الأحوال الجوية الحالية في مكان وزمان معينين.
تقديم الاستشارات العلمية في مجال الطقس، والمناخ للجهات الحكومية، وللقطاع الخاص على حد سواء.