القصيم

أمير القصيم يشهد ندوة «الملك سعود ـ مسيرة وإنجازات» في أدبي القصيم 

شهد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، ندوة «الملك سعود ـ مسيرة وإنجازات»، التي أقيمت بمقر نادي القصيم الأدبي بمدينة بريدة، بحضور أصحاب المعالي ووكلاء الإمارة، ومديري الجهات الحكومية، ومحافظي المحافظات، ورئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي ومثقفي المنطقة.
وأكد سمو الأمير فيصل بن مشعل على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عراب تاريخ قيادات هذا الوطن عامة، وعراب الحفاظ على تاريخ الملك سعود خاصة، وذلك لإلمامه بالتاريخ ومعاصرته لملوك المملكة ابتداء من عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وحتى وصوله إلى سدة الحكم، رعاه الله، لافتاً سموه إلى أن الملك سعود عمل على خدمة والده وخاض معه العديد من المعارك في توحيد هذه البلاد المباركة، مشيراً إلى أن عصر الملك سعود مليء وحافل بالإنجازات، وكان رائد الأعمال الأول بعد مؤسس الدولة والده -يرحمه الله- الملك عبدالعزيز، حيث استطاع أن ينتقل بالمملكة إلى مرحلة الدولة المؤسسية، مستعرضاً الجوانب الخيرية له بإرساله سيارات محملة بالمواد الغذائية وملابس وتوزيعها على أبناء البادية، وكان يتخفى في الليل وينزل إلى المحتاجين ويوزع الصدقات عليهم بنفسه، مبديا سموه فخره واعتزازه بأن كثيرا من أبناء وبنات هذا الوطن يولون تاريخ والدهم الملك سعود -رحمه الله- جل اهتمامهم في بحوثهم وأطروحاتهم بمبادرة منهم لقناعتهم بدوره العظيم في بناء هذا الوطن.
وأكد سموه على أن القيادة -أيدها الله- تفخر بقوة الرابطة والتلاحم بينها وبين الشعب الكريم لأنهم أحرص على تسجيل تاريخها المجيد للأجيال المعاصرة والقادمة، وننتظر مزيدا من الباحثين وأساتذة التاريخ الأكفاء في البحوث التاريخية ووسائل الإعلام الجديد لإنجازات الملك سعود، لأنهم وثقوا جهود هذه الشخصية بإنصاف.
من جانبه، تناول الأستاذ الدكتور أحمد البسام من جامعة القصيم اهتمام الملك سعود بالتعليم منذ أن كان ولياً للعهد ودعمه للقائمين بالمدارس الخاصة، حيث زادت عنايته بالتعليم بعد توليه الحكم، وزيادة المدارس والمعاهد، وإنشاء أول وزارة للمعارف، وتعيين الأمير فهد وزيراً لها آنذاك، واهتم بتعليم البنات عام 1366 وإنشاء مدرسة لبناته، وإنشاء مدرستين بمسمى «الأجيال» للأبناء ومدرسة «الكريمات» للبنات في الناصرية بمدينة الرياض، وأعطي المسؤولة عن المدرسة عدم التفرقة بين الطالبات، وأنشئت رئاسة تعليم البنات عام 1388، والمعهد العلمي في بريدة وعنيزة عام 1373، كما قصر الابتعاث على الجامعات، وإنشاء الكليات الجامعية، وجامعة الملك سعود كأول جامعة بالمملكة 1377، وإنشاء الجامعة الإسلامية، ومعهد النور للمكفوفين، والمكتبات العامة، والتعليم الفني والصناعي، مستعرضاً التطور الكبير بمستوى التعليم بالمملكة طيلة 11 سنة مدة حكم الملك سعود، رحمه الله.
فيما تطرق الدكتور إبراهيم المشيقح من جامعة القصيم، إلى أن الملك سعود جاء بعد أعظم رجل في تاريخنا المعاصر ليدير الدولة، مشيراً إلى زياراته للقصيم عام 1353 عندما كان وليا للعهد، وعندما كان ملكا عام 1373، بعد 3 أشهر من توليه الحكم، خرج لاستقباله العديد من الأهالي وجلس أكثر من 6 أيام بالقصيم، وزار المدارس، والمعهد العلمي، والمكتبة العامة وتبرع بـ10 مجلدات، بالإضافة إلى بناء مقر لها، وإنشاء معهد للمعلمين، كما زار عنيزة وأقاموا له حفلا، وسمي المستشفى باسم الملك سعود، وزار الرس والبكيرية والمذنب وعملوا له حفلا كبيرا، مبيناً أن الزيارة الثانية كانت في عام 1377 وأنشأ أول صرح طبي بالقصيم مستشفى بريدة المركزي، وكانت الزيارة الأخيرة في عام 1379 أمر خلالها بحفر الآبار.
بعد ذلك استعرضت الأستاذة عبير الشمري معلمة في التعليم، العمل الخيري في عهد الملك سعود، والذي كان أحد المرتكزات الأساسية للقضاء على الفقر والجهل والمرض، حيث أصبحت أعمال الملك سعود رافدا لأعمال الدولة، وكان ينفق على المشاريع الخيرية ويسهم فيها، حتى لقب (بابي الخيرين)، مشيرة إلى أن عناية الملك سعود بالحرمين الشريفين وتوسعة المسجد النبوي، وخصص مكافأة لكل من يحفظ القرآن الكريم، واضطلع بالاهتمام ومساعدة المحتاجين بكافة المناطق، ونفقة الحج لمن لا يستطيع الحج، وبلغت قيمة ما أنفقه على تعمير المساجد 8 ملايين ريال سعودي، بالإضافة إلى تسديد الديون لإخراج المساجين، وشراء 3 سيارات كمستشفيات متنقلة بـ180 ألف دولار لتجوب أرجاء المملكة، وأسهمت المرأة في عهده بالعمل الخيري، وظهور الجمعيات الخيرية النسائية بعهده.
فيما استعرض الأستاذ الدكتور مخلد الحريص من جامعة القصيم، جانب قيادة الملك سعود عام 1371 للحج، لكثرة المشاريع والقرارات التي أصدرها خلال قيادته، حيث بلغ عدد الحجاج 360 ألف حاج، وترجمة الإرشادات الصحية لجميع اللغات، وافتتح مستشفى النساء وتأثيثه، ومنع دخول السيارات للمسعى، وأصدر قرار إنشاء الإدارة العامة للحج، وقرر -رحمه الله- المشاريع العمرانية بإضاءة الحرم وتهويته، وتعبيد الطرق بالمشاعر المقدسة، وبناء المستوصفات، والصيدليات والمراكز الصحية المتنقلة وتوفير المياه، ومنع الباعة المتجولين، والتعرفة الجمركية، وتوسعة المسجد النبوي عام 1372، وشراء دارين للعجزة.
بعد ذلك قال الأستاذ الدكتور خليفة المسعود: «إنه خلال 11 سنه تمكن الملك سعود من بناء الدولة، وإن الملك سعود ـرحمه الله- عمل على التصدي للعديد من المطامع السياسية في الخليج، مؤكداً أنه -رحمه الله- بعد أن تولى الحكم أرسل لأمير البحرين بأن مصير البلدين واحد بعد أن أصدرت إيران منع زيارة البحرين والتبادل التجاري معها من قبل رؤساء الدول إلا بإذنها، حيث أعلن بعد أن علم بذلك أنه سيتوقف في البحرين خلال زيارته لباكستان، مصطحباً معه وفدا بلغ 120 شخصًا عبر 3 طائرات حطت في البحرين خلال تلك الفترة، بالإضافة إلى أن الملك سعود أعلن خلال تلك الزيارة عن فكرة إنشاء جسر يربط بين المملكة والبحرين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى