تقرير

الصحويين بالدلائل الكثيرة….يلغون الوطنية ويروجون لدولة الخلافة.. برعاية أمير القصيم .. مؤتمر الصحوة الثلاثاء القادم ويستمر لمدة يومين

أكثر المتضررين من الصحوة هي المرأة التي تأثرت بذلك

تعتزم جامعة القصيم هذا الأسبوع  تنظيم “مؤتمر الصحوة .. دراسات في المفهوم والإشكالات” برعاية صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود أمير منطقة القصيم يومي الثلاثاء والأربعاء 24-25 من رجب 1439هـ  وذلك ببهو الجامعة  بمشاركة متحدثين خبراء وأكاديميين متخصصين ومشايخ فضلاء من أعضاء هيئة كبار العلماء، وقد وجهت الجامعة الدعوة لكثير من المهتمين للمشاركة في هذا المؤتمر وتم قبول أكثر من 20 ورقة علمية

الصحوة خلقت حالة من التوجس والعداء للدولة

وأوضح عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية ومشرف وحدة التوعية الفكرية (المنظمة للمؤتمر) بجامعة القصيم الدكتور خالد أباالخيل، أن فكرة مؤتمر الصحوة انطلقت من عمل وحدة التوعية لحماية طلبة الجامعة ومنسوبيها من الأفكار المتطرفة وتعزيز منهج الإعتدال والوسطية وهي خطوة مباشرة ومتقدمة لتحليل هذا المصطلح وتعطيل أنساقه المتطرفة .
وأضاف  في سؤال وجه له هل للصحوة إيجابيات ؟ قال : هذا السؤال ابتداء خط ، نحن لا نتحدث عن الصحوة كممارسة وسلوك حتى تدخل قضية النسبية  ، نحن نتحدث عنها فكر وتصور للدين ، لو قلنا إن الصحو أتت بشيء جديد لم يكن موجوداً في الدين من قبل فهذا يعني أنه فعل بدعة من الدين ، وإذا قلنا أنها عززت بعض الممارسات والسلوكيات التي كانت موجودة في المجتمع من الأعمال الخيرية والتطوعية  فهذا صحيح لكن الذي يهمنا في  الصحوة هو  تصور الصحوة للدين أو شكل التدين الذي قدمته للمجتمع . 

الصحوة  بكل أسف صنعت لدى وعي الشاب حالة من الصراع والعقلية المسكونة بالتآمر ، ثمة بين أنساق خطاب الصحوة حالة توجس وعداء تجاه الدولة وعلماء المؤسسة الرسمية  بسبب بعض أدبياتهم “المستوردة” تجاه الحاكم وولي الأمر.

كما أن  هذا المؤتمر سيقطع الطريق على التوظيفات المتطرفة التي تنتقد شعائر الدين تحت ذريعة نقد الصحوة. وأكد أبا الخيل أن من أكبر مشكلات خطاب الصحوة هي ترويج فكرة الخلافة على حساب الدولة القطرية ، فغابت دولة المواطنة وحضرت دولة الخلافة، وهذا ظاهر في كثير من أدبياتهم المنتشرة في الأناشيد والمحاضرات  مما خلق جيلا من الشباب لديهم مشكلة في الإنتماء .
وعن أبرز إشكالات الصحوة قال:
أنها جعلت “التديْن” نسقاً ثقافياً مختلفاً ، وأعاقت  بهذا الشكل من التدين في بعض حالاته انسجام الشاب بدولته وثقته بها وبتدبيراتها، فصار الموقف الصحيح عند البعض من الشباب هو الموقف المقابل للدولة !!
بل حتى القرارات الإدارية  البحتة التي اتخذتها الدولة  تم تحويلها في خطاب الصحوة إلى حالة من المؤامرة والمكر من الدولة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك  ما يسميها بعضهم “معركة الدمج” وهي عملية دمج الرئاسة لتعليم البنات بالوزارة ، صورها بعضهم بأنها معركة فاصلة في تاريخ الإسلام، وبعضهم استدعى مصطلح الشهادة لوصف الرئاسة العامة به.

في هذه (المعركة) تعرض الكثير من الشباب لإنكسارات عنيفة أدت ببعضهم إلى الإلتحاق بمعسكرات اليمين متمثلة في الإنخراط بتنظيمات الإرهاب، وبآخرون إلى الذهاب إلى معسكرات الشمال من الشك والحيرة.

أما من أشعلوا فتيل هذا الوهم فقد أداروا ظهورهم للشباب المنكسر وانصرفوا إلى شؤونهم الخاصة وكأن شيئا لم يكن.
وحول إتهام منطقة القصيم بكثرة “الصحويين” قال: المنطقة تخرج منها العلماء والمفكرون ورجالات الدولة  أما إتهامها بأنها منطقة الصحويين فيعود هذا إلى وجود بعض الدعاة الذين تحسوا لخطاب الصحوة ونشروا أدبياته بشكل مكثف في المنطقة.

كما قال أبا الخيل بأن دولتنا منحت المجتمع فضاء أوسع للمناقشة والنقد والتصحيح ونحن في الجامعة قررنا أن نستفيد من هذا الفضاء لتحليل هذا الخطاب بطريقة علمية وعن طريق خبراء ومتخصصين.
و بين أن المؤتمر سيشهد مشاركة متحدثين خبراء وأكاديميين متخصصين ومشايخ فضلاء ، وقد وجهت الجامعة الدعوة لكثير من المهتمين للمشاركة في هذا المؤتمر إذ تم قبول أكثر من 20 ورقة علمية لطرحها في المؤتمر ومن أبرز تلك المواضيع التي سيتم طرحها “سمات خطاب الصحوة ” ، و سيتناول كذلك  “الصحوة التطور والنشأة والإمداد”  ، و”علاقة تيار الصحوة بالدولة” ، و”الصحوة الإنحراف بها وعنها”، والعديد من الأوراق التي سيتم مناقشتها بشكل شفاف وواضح.

صحوة الإخوان وتغذية الجماعات الإرهابية

من جهته تحدث رئيس قسم الدراسات الإسلامية، رئيس لجنة التوعية الفكرية جامعة الباحة، الدكتور محمد الثبيتي حيث قال لقد أدرك أعداء الأمة الإسلامية أن قوتهم في وحدتها، وفي اجتماعها تحت مظلة إسلامية واحدة، وفي إطار منظم يلم شملهم في مشارق الأرض ومغاربها، فجعلوا المؤامرات هدفا لهم لتفريق المسلمين وتمزيقهم، ونجحوا عندما أسقطوا الخلافة في وقت مضى، ومزقوا دولة الإسلام إلى دويلات وحدود وكيانات متناحرة، إضعافاً لها، ونهباً لخيراتها، وسرقة لمواردها، ومن ثَمَّ يسهل احتواؤها والسيطرة عليها، لذا كان مِن الطبيعي بعدَ هذا كله أن تنبثِق في المجتمعات الإسلاميَّة حركاتٌ ودعوات تُنادي بالعودة إلى الإسلام، والعمل على الأخْذ بمبادئه في شتَّى مجالات الحياة؛ لتعودَ للمسلمين قوتهم ووحدتهم وأمجادهم التاريخيَّة.

ونتيجة لذلك، بدأت الأصوات الإسلامية تستدعي نموذج الدولة الإسلامية أيام عزها ومجدها في العصور الوسطى، فظهر اصطلاح “الصحوة الإسلامية” تحف به النوايا الطيبة في بداياته، الذي ما لبث أن انزلق في مشروع سياسي، قاصر عن إدراك متغيرات الواقع، والتحولات الكمية والكيفية التي حدثت في حركة الحياة والحضارة، مع تطورات الآخر المهيمن، ولم تكن المملكة بمنأى عن هذه التحولات الفكرية، فقد شهدت حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي نشوء حركة اجتماعية واسعة في المملكة مارست شكلا عصرياً من النشاط الإسلامي وسرعان ما استطاعت التأثير في جيل من الشباب السعودي اعتماداً على العناصر المَنفيّة من جماعة الإخوان المسلمين التي نزحت إلى المملكة هرباً من القمع في بلادها والتي تعتبر النواة الأساسية التي شكّلت الصحوة فكرياً ووجدانياً في السعودية.

عملت جماعة الإخوان وفق إستراتيجية متلونة لتتناسب مع خصوصية وقوانين السعودية، وتحاشت كل ما من شأنه الإضرار بها، لذا نجد أن قيادة الجماعة تفهمت حساسية النظام السعودي من أي تنظيم ديني يمكن أن ينازع شرعيته الدينية لذا بثت أيدولوجياتها تحت غطاء الصحوة الإسلامية الأقل حساسية.

نجحت الجماعة في توظيف مصطلح الصحوة الإسلامية لاستلاب الوعي المجتمعي لدى الأمتين العربية والإسلامية بالعموم، وفِي بلادنا خاصة -كونها الهدف الرئيس لتحقيق أغراضهم

 الشيطانية وطموحاتهم الحزبية. فبالأمس القريب استطاع دعاة جماعة الإخوان بهذا الأسلوب الماكر، أن يوجدوا لتنظيمهم قدماً راسخة في أرض الحرمين، واستطاعوا هم وتلاميذهم الجبناء السعوديون من نشر مبادئ الجماعة وأفكارها في المحاضن التربوية والدعوة إليها.

وعليه فإن بيان دلالات مفهوم الصحوة بكل أبعاده، وإيضاح موقف الإسلام منه، ينبغي أن يحرص عليه الباحثون في الدراسات الدعوية والثقافية، والأبحاث العلمية.

فالواجب عظيم والمسؤولية كبيرة والمهمة جسيمة. فالأفكار الهدامة عصفت بفكر شبابنا وقذفتهم في بحر الفرقة والجماعات والأحزاب حتى تنكر بعضهم لمجتمعه وشكك في قادته وعلمائه.

الصحوة والدرس القاسي

وحول ذات الموضوع قال مدير التوعية الفكرية بجامعة أم القرى، الدكتور محمد السعيدي “الصحوة هي مرحلة مرت بها البلاد، ينبغي معاملتها كمرحلة تاريخية، نستفيد من هذا الدرس بعدم تكراره نظراَ للجرائم التي أحدثوها حول العالم وإغواء للشباب وهدم فطرتهم السليمة وتشويهاً للدين المتسامح المنفتح على كافة الشعوب.

كخطوة أولى في هذا المؤتمر يجب دراسة المرحلة السابقة بشكل جاد وعلمي و شفاف لمعرفة تفاصيلها وكيف عملت وامتدت وسارت ومن المهم أخذ هذا الموضوع بشكل مهم كون الدراسات الاستراتيجية إذا بنيت بشكل خاطئ ستشكل رداً عكسياُ لا نهاية له.

المؤتمر الذي تعقده جامعة القصيم لدراسة مرحلة تاريخية حساسة تمهيدا لاستشراف المستقبل ووضع الإستراتيجيات المناسبة له ينبغي أن تكون أوراق

 البحث العلمي التي سيتم تقديمها فيه على مستوى عالٍ لخدمة الدين والوطن.

جامعة القصيم : الجدية والأصالة والشفافية

وشارك  الدكتور أحمد الرضيمان، أستاذ العقيدة المشارك في كلية الشريعة ورئيس التوعية الفكرية بجامعة حائل، حيث قال “لقد تتلمذت في كلية الشريعة وأصول الدين في القصيم، وأمضيتُ فيها سنوات من أجمل سنوات العمر، استفدت من علمائها الكبار وفي مقدمتهم شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله الذي كان يدرسنا العقيدة، وتشرفت بمزاملة ثلة من الطلبة الأخيار، وإذا كانت بعض الجامعات تكثر فيها المؤتمرات وإن كانت موضوعاتها متماثلة ولا جديد فيها، فإن جامعة القصيم تتميز بالاختيارات النوعية ذات الجدة والأصالة والإبداع، وهي قادرة على إدارتها والإشراف عليها، ومناقشة مضامينها بعلم وعدل، لاسيما أنها تضم كوكبة من خيار أهل العلم والفكر والثقافة.

وعندما عرضت الجامعة هذا الموضوع للبحث والمدارسة والحوار، فهي رسالة منها أنها لا تخشى من نقاش أي موضوع، فالحق لا يزيده البحث إلا رسوخا وثباتا، والباطل لن يصمد أمام البحث العلمي المنصف، وسيضمحل، وهذا ما يريده كل باحث عن الحقيقة، ولا يخشى من البحث إلا ضعيف الحجة، أو من يعلم الخطأ ولا يرغب في تصحيحه  ونحن  في المملكة العربية السعودية على عقيدة صحيحة بحمد الله، ولسنا بحاجة إلى جماعات ولا تيارات سواء كانت إسلامية أو ليبرالية أو علمانية .

أغنانا الله عن ذلك، ولا يليق بنا أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير .

ومن ذلك ما اصطُلح عليه بالصحوة، وليس المقصود بالصحوة النشاط في التمسك بالإسلام، والنشاط في طلب العلم، كلا، وإنما المقصود الصحوة الحركية، التي تأثرت بفكر جماعة الإخوان المسلمين، ونقلت واقع تلك الجماعات إلى واقعنا مع الفرق العظيم بين مجتمعنا وتلك المجتمعات، ولذا صرنا نسمع “اجترارا” لمصطلحاتهم كـ”الطغاة – الاستبداد…”، وترويجا لكتاباتهم في قصص التعذيب والسجون والقيود ونحوها .

فنشأ جيلٌ لديه توجس من الدولة، وكأن الحق هو دائم في الجهة المخالفة للدولة، والعالِم الحق عند بعضهم هو من يخالفها، ما لم يكن في وجوده مع الدولة مصلحة لهم، وتحسين لصورتهم .

كما نشأ جيلٌ لديه خلل في الولاء والبراء، لأن الولاء والبراء عند كثير منهم على أهواء أنفسهم ورغبة قياداتهم، لا على دين الله ورسوله، فأفضى بهم ذلك إلا أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لم يذمه  الله ورسوله، وهذا منهج عامة أهل الأهواء، وفي هذا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية “يغضبون على من خالفهم، وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم، وإن كان جاهلا سيئ القصد، ليس له علم ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله ويذموا من لم يذمه الله ورسوله وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله”. وجامعة القصيم بهذا المؤتمر، وبكفاءة علمائها وأساتذتها، قادرة بحمد الله على إيجاد الحلول المناسبة، وسيستفيد من مؤتمرها هذا كافة جامعات المملكة ومدارسها، وهي بهذا المؤتمر تنفي عن الدين “تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين” . فشكراَ لجامعة القصيم ومنسوبيها الفضلاء.

التعافي من الصحوة والتنظيمات الحركية لن يكون إلا بالسير

أما نائب وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الدكتور توفيق السديري فقال “أن ديننا الإسلامي الحنيف آخر الأديان السماوية، وهو الدين الذي تتجلى فيه حقيقة التوازن بين ملكات النفس المختلفة، لأنه منهج الله الذي خلق هذه النفس، وقد جاءت الآية القرآنية صريحة في إيضاح معالم هذا المنهج في قول الله عز وجل: ((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا))، كما أن في التشريعات الربانية للدين الاسلامي مظاهر بينة للرحمة، والوسطية، والاعتدال، والتسامح.  ولقد أسس الملك عبد العزيز رحمه الله المملكة العربية السعودية ووحدها وفق المنهج الشرعي الصحيح، مرورا بعهد الملوك -رحمهم الله -إلى عهد السخاء والرخاء والحزم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله الذي تأثر تأثراً بالغاً بشخصية والده الملك عبد العزيز، فقد ساهموا جميعاً في بناء هذا الوطن وكانوا أوفياء لهذا الدين ثم لهذه الأمة ولهذا الوطن. لقد حظيت هذه البلاد المباركة بإعجاب وتقدير دول العالم؛ نظراً للنجاحات الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف والغلو والانحرافات الفكرية بكافة السبل على الصعيد الدولي والمحلي وتبنيها منهج الاعتدال والوسطية، وذلك يعود لأمر مهم وهو رسوخ المبدأ الذي قامت عليه، والرسالة التي تحملها للناس، رسالة الاعتدال والوسطية مهما حاول أعداؤها إثارة أشياء ملفقة عنها، حيث ثبت للعالم أجمع وللعقلاء أن المملكة تحمل رسالة وسطية معتدلة، وأن كل صوت “نشاز” مهما كان مصدره لا يمثلها ولا يمثل رسالتها. إن أول أسباب انحراف الشباب، هي بعدهم عن الدين الإسلامي الصحيح، ومن الواجب على مؤسسات التعليم العام والعالي محاربة الفكر الضال ومواجهة التنظيمات، وتعزيز الفكر الصحيح بمقاصد الشريعة لدى فئة الشباب؛ لأن المجتمع السعودي عامة وشباب الوطن على وجه الخصوص يتعرضون منذ عقود لغزو فكري منظم، ومنهجية تدعو للتطرف والغلو، تسعى لجرّهم لمواقع الصراع والفتنة. 

اليوم نحن بحاجة ماسة إلى صوت العقل والحكمة والعلم الشرعي الصحيح في معالجة الأحداث والتعاطي مع المتغيرات وفق مقتضيات العصر ومتطلباته؛ لأن التعافي من آثار الصحوة والتنظيمات الحركية لن يكون إلا بالسيرعلى منهج سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله الذي قال “إن مشروع الصحوة انتشر في المنطقة بعد العام 1979 لأسباب كثيرة، فلم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب، ونريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونسهم في تنمية وطننا والعالم” ، أصبح من الضروري تبني مشروع ثقافي وفكري وعلمي لمواجهة وتفكيك ما تبقى من أجندة الصحويين

الصحوة … والعهد السعودي الجديد

محمد بن مخلف بن الشيخ من مركز الوعي الفكري في وزارة التعليم قال “حديث الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- مؤخراً عن “الصحوة” ونشأتها في المجتمع السعودي بعد العام 1979هـ. لم يكن وليد الصدفة وليس للاستهلاك بل كان نهج  وخارطة طريق للعودة للإسلام الوسطي المعتدل، حينما قال سموه “السعودية لم تكن كذلك قبل عام 1979هـ، السعودية والمنطقة كلها انتشر فيها مشروع الصحوة بعد عام 1979هـ، لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها اليوم، فنحن لم نكن بالشكل هذا في السابق، نحن فقط نعود لما كنا عليه الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم”.

تتجلّى الشواهد يوماً بعد يوم على ما تتمتع به المملكة العربية السعودية من مكانة كبيرة من تأسيسها على يد الملك عبد العزيز رحمه الله الى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان مؤسس الصحوة الحقيقية بكل معانيها ومفاهيمها الفكرية والتنموية من فكر نيّر، ومنهج معتدل أكسبها مكانة مرموقة بين الأمم، فالاعتدال سنة إسلامية، والتوازن في الحياة مطلوب، ومرغْب فيه؛ حتى تستقيم الحياة  نفسها .

يأتي مؤتمر جامعة القصيم مؤتمر الصحوة.. دراسات في المفهوم والإشكالات الذي يهدف الى بيان مفهوم الصحوة واطلاقه على المجتمع المسلم، وابراز موقف الصحوة من قيام الدولة الوطنية والانتماء الوطني وبيان اثر اقامة الخلافة الاسلامية على خطاب الصحوة وتداعياته، وابراز اسباب ضعف منهج التوسط والاعتدال في فكر الصحوة والكشف عن الاشكالات الفكرية في خطاب الصحوة، تأتي جهود  الجامعة ودورها في حماية المجتمع والشباب السعودي من ذلك، إضافة إلى تعريف الشباب السعودي بواجبهم الشرعي نحو وطنهم وولاة أمرهم ومجتمعهم، وحمايتهم من خطر التحزب والتكفير والإلحاد، و إبراز جهود المملكة في توعية الشباب السعودي وحمايتهم من الأفكار المنحرفة والجماعات الضالة ، وتعزيز دور الجامعات السعودية في توعيتهم وتوعية المجتمع من الأفكار الضالة. جامعة القصيم رائدة في مكانتها، وما تمتلكه من نخب فكرية متنوعة، عليها دور مهم في التعامل الإيجابي مع هذا النوع من القضايا يستلزم البحث والتقصي والتحليل الذي يؤدي بدوره إلى فهم المنطلقات والسياقات والمآلات، ومن ثم وضع الأطر العملية الكفيلة بمواجهة هذه التحديات الفكرية التي تمكنت في مجتمعنا، ويستلزم عليها دورا كبيرا في مكافحة التطرف وتعزيز الامن الفكري بكل اشكاله.

  جامعة القصيم عليها مسؤولية مهمة من خلال برامجها وأنشطتها المتنوعة في كلياتها فهي نموذجا مثالياً في تدريس  العلوم الشرعية واللغة العربية  والعلوم الاخرى وما يدور في نطاقهما فيجب ان تترادف معها برامج وفعاليات تعزز قيم الوسطية والاعتدال والسماحة ونبذ الغلو والتطرف؛ إذ تعمل على غرس القيم الإسلامية السمحة في طلاب وطالبات الجامعة وفي المجتمع؛ وذلك من خلال رؤيتها ورسالتها وأهدافها التي تسعى إلى تحقيقها بما يخدم الدين والوطن .

أن واجب الجامعات السعودية عظيم ودورها كبير في إظهار ذلك وبلورته من خلال اتخاذ السبل والآليات والأدوات المناسبة لإيضاح المنهج السليم لأبناء وبنات الوطن، والعمل على بذل كل الجهود والتكاتف لحمايتهم وحفظهم وتوسيع مداركهم وتوجيهها الوجهة السليمة وفق المنهج الإسلامي القويم القائم على الوسطية والاعتدال والسماحة .

ومن الواجب أن يخرج “مؤتمر الصحوة .. دراسات في المفهوم والإشكالات” بتوصيات واقعيه فعليا تكون لبنة في مسيرة العطاء وتحقق تطلعات قيادتنا حفظها الله..

مؤتمر الصحوة يقضي على فرصة قدوم كيانات مثل داعش والقاعدة

اما عضو المعهد العالي للقضاء والأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الأستاذ الدكتور هشام بن عبدالملك ال شيخ فقد قال “بلادنا نشأت على العقيدة والتوحيد و منهج السلف الصالح منذ أن تعاهد الإمامان محمد بن عبدالوهاب ومحمد بن سعود -رحمهم الله-  وسارت على العلم الشرعي الصافي والنقي في الدول السعودية الأولى والثانية واستمرت في العهد الثالث على نفس النهج  وعدا ذلك فهو دخيل على الإسلام وجاء من أهل الشر لصنع الفرقة والأحزاب وتمرير الأهداف السيئة.

عام 1979 خرج لنا مصطلح جديد تحت مسمى “الصحوة” والذي أطلقه الخميني لترويج مشروعه بالمملكة ولكن تصدى له ملوك المملكة في ذلك الوقت بسلاح العلماء الأفاضل ومنهم الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني – رحمهم الله – لردع مثل هذه التدخلات الشرانية، فلما جاءت حرب الخليج الثانية ظهر هؤلاء الحزبيون بهدف الفرقة ضد الدولة ومعارضة قدوم القوات الأجنبية والذين أطلقوا على أنفسهم  “الإسلاميين” في الوقت الذي كان في المشائخ الأجلاء الذين تم ذكرهم يطلقون على أنفسهم طلبة علم، ظهر الإسلاميون على غير منهج السلف الصالح وتسبب منهجهم في ظهور تنظيم القاعدة الذي وصم الإسلام بالعنف تحت دعوات نصر الأمة  ومحاربة الفساد ونتج عنه الإجرام بالشرق والغرب بل وحتى أرض الحرمين لم تنج من شرهم، وأخرج لنا داعش والمنظمات الإرهابية، وقد استشعرت جامعة القصيم خطر هذه المنظمة وأعلنت تنظيم مؤتمر الصحوة لكشف المخططات بطريقة علمية و لفك غطاء “الإسلاميين” وكشف ما 

يحتويه من ضلال وفساد و قد اكتظت المملكة بأصحاب المناهج الخداعة بمسميات براقة مثل “جماعة الإخوان المسلمين” والتي تدل على الأخوة وترتبط باسم الإسلام لاستخدامه درعا للمعارضين والاختباء خلفه لترغيب الشباب بما يقدمونه، ومنذ ظهور الإسلام الذي نشر الخير بين الناس فقد كان دينا وسطيا منفتحا معتدلا، أما التشدد فهو من أحضر الإرهاب و التطرف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى