خلال «دردشات نجاح» بالجامعة .. رجل الأعمال المحيمد: يروي قصة 3 أعوام بدون أرباح مالية
المحميد: الشباب السعودي قادر على تخطي الصعوبات والنجاح في العمل الخاص
«بن نومه»يحث الشباب على عدم وضع الأمان الوظيفي شماعة لعدم العمل في القطاع الخاص
عقدت الجامعة جلسة بعنوان “دردشات النجاح” لعرض نماذج من الشباب العصامي الناجح، وذلك مساء الثلاثاء الأول من شعبان 1439هـ في البهو الرئيسي، ضمن فعاليات يوم المهنة العاشر الذي تستضيفه الجامعة، أدار الجلسة المشرف العام على مركز الإعلام والاتصال ورئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ فهد بن نومه، حيث عرض الأستاذ سعود المحميد رئيس مجلس إدارة مجموعة سعود المحميد “فن جن كيف”، والأستاذ عادل الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة “يم التقنية”، تجاربهما الناجحة خلال الجلسة، كما صاحب الندوة حضور كبير في الجانبين.
سعود المحميد تطرق لخطوات تأسيسه للمشروع الخاص به وهو كافي “فن جن كيف” التي انبثقت فكرته قبل عشرة أعوام عندما رغب في إنشاء مشروع يواكب التغييرات الحديثة للشباب، وأن يكون متميز بالمنتج والتصنيف، مشيرًا إلى أن أي عمل تجاري معرض لأن يحل به ركود تجاري لأنه تحكمه مسألة العرض والطلب وهذا معروف لدى التجار حول العالم، وأهاب بالشباب ان يوزنوا الأمور بشكل مناسب والتركيز على جودة المنتج، وبين أن هناك شركات معروفة استمرت سلالتها من الجد إلى الأبناء بسبب تميز منتجهم، وأكد على تحليهم بالصبر، وأوضح ان اول ثلاث سنوات في مشروعه كانت بدون أرباح مالية.
وعن سبب استمراره لهذه السنوات اوضح “المحيميد” أن المشروع كان يهدف إلى التعرف على طبيعة المجتمع، موضحًا أنه يجب على صاحب المشروع ألا يعتقد أنه سينجح مباشرة وأن أول ثلاث أو أربع أو ثمان شهور قد لا يكون لها أية أرباح وبين أن مجتمعنا يحب التجربة وبعد مرور فترة يتبين الزبائن المحبين للمنتج المقدم ويصبح هذا المقياس الذي من المهم أن يستمر القياس عليه في رفع نسبة المبيعات.
وقال: “الشاب السعودي قادر على تخطي الصعوبات وهو كفء للعمل ودائما يكسب الرهان وقد ثبت ذلك لدينا بالشركة رغم ضيق الوقت وكثرة التوطين وصعوباتها والآن نشاهدهم مدراء فروع ومطاعم وكافيهات وعن قريب مدراء مناطق وشركات والخوض في المجال التدريبي”.
وأوضح “المحميد” أن مشروع “الفود ترك” مشروع إيجابي من جميع النواحي ويمنح الشاب حرية اختيار الموقع المناسب وتغييره ولا يقوم فيه بدفع إيجار محل، وهذا يتماشى مع مقدرة الشاب المالية الذي يريد أن يبدأ مشروع صغير كما أن هذا المشروع بعيد عن المخاطر ومربح، مطالباً الشركات ورجال الأعمال بعدم الاستثمار في هذا المجال، وتركه للشباب ودعمهم وعدم منافستهم فهذا مصدر رزق لأبناء الوطن ويمكن للشركات الاستفادة من تصدير المواد لهم.
الأستاذ عادل الغامدي الرئيس التنفيذي لشركة “يم التقنية” تحدث عن تجربته التي عاشها بين القطاع الخاص ثم الحكومي ثم الانتقال لمشروعه بالقطاع الخاص حيث قال: “وضعت في البداية مبلغ مالي خاص لإعالة أسرتي في حال انقطعت من أي دخل مالي خلال عام كون مشروعي الخاص يبلغ رأس ماله حوالي 120 ألف ريال، وقد عشنا أول 6 شهور صعبة لعزوف العملاء عن شركتنا وكان عملنا تعريفيا فقط، ثم عملنا في إنشاء بنية تحتية إلكترونية للشركات والسيرفرات والشبكات والأنظمة الأمنية، ولم نستطع خوض غمار المنافسة كوننا حديثين على السوق وغير معروفين وسارت أول 3 شهور بدون قدوم أي عميل في وقت كان مصروف العاملين وإيجار المحل ساري وعشنا في خسارة كون عمل التقنية قائم على المشاريع وليس بيع منتجات حتى وصلنا لعمل أجزاء من المشاريع وانطلقنا، ومن المهم على الشباب نسيان وحذف دوام الثمان ساعات والتفكير الجدي بالعمل 18 ساعة”.
وعن الأزمات المالية كشف “الغامدي” عن أنهم يقدمون حلول تقنية وليس منتج يمكن تصريفه وعن بدايته أكد أنه واجه في البداية البطء في إنهاء المشاريع وتذمر بعض الشركاء الذين قاموا ببيع حصتهم، مضيفاً أنه كان يكرر دائما أثناء الاجتماعات أن المشروع بدأ ينمو وأنه ينتظر ثماره وطلب مهلة ستة أشهر لكن شركاءه رفضوا الاستمرار وتمت التسوية بشراء حصصهم في الشركة.
وبين أن الفتاة السعودية أكفأ في بعض الأحيان من الشاب السعودي ولديها مزايا عديدة في الجانب التقني أهمها تطبيق اتفاقية وزارة العمل بالعمل عن بعد وهذا يخفض التكلفة التشغيلية للشركات ويسهم في رفع الإنتاجية ويخفض التكلفة على الفتاة بعدم الدفع للمواصلات وخصوصا أن الفتاة أقل التزامات من الشاب وغالباً ما تكون متفرغة بالبيت وتجيد الصيانة والبرمجة وخدمة العملاء.
و طالب “الغامدي” المتاجر الإلكترونية بعدم رفع الأسعار والمبالغة فيها، لأن هذا ينفر المجتمع من مشاريعهم، ولأن المجال التقني ينمو باستمرار، وبهذا فإن التكلفة تنخفض يوما بعد يوم، مطالبا الشباب بتثبيت متاجرهم على برنامج وزارة التجارة “معروف”، بالإضافة إلى التسجيل في التنمية الاجتماعية التي تقوم بحمايتهم في الظروف القاسية مثل الحوادث، وذلك بالوقوف معهم وعند الوصول لسن التقاعد يتم صرف مرتب لهم ويجب عليهم استغلال كافة الفرص التشجيعية المتاحة من الدولة.
وفي نهاية الجلسة وجه رئيس اللجنة الإعلامية الأستاذ فهد بن نومه رسالة للحضور بعدم جعل الأمان الوظيفي شماعة للهروب من القطاع الخاص والإبداع، مؤكدًا أن الشخص هو من يثبت جدارته فعلياً للعمل الذي يقوم به والعمر ليس عائقا، مشيرًا إلى أن أي شركة لن تتخلى عن أي شخص لديه المواصفات المميزة المطلوبة، مطالبا الشباب بعدم الركون إلى هذه الشماعة للذهاب للقطاع الحكومي، حيث ستشهد الفترة القادمة مصطلحا جديدا وهو “الإنتاجية” وفق رؤية 2030، وإذا كان الشخص غير منتج فلن تكون هنالك حاجة له.
