تعليم

كيف ستغير البيانات وجه الزراعة في الدول الأكثر فقراً؟

مجلة ساينس العلمية
أطلقت الحكومات الوطنية الأفريقية مبادرة بقيمة 500 مليون دولار أميركي لمساعدة الدول النامية على تجميع البيانات في نطاق صغير المدى لمحاربة الجوع والفقر ولدفع عملية التنمية الزراعية.
ويهدف البرنامج – الذي تشارك فيه منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة بيل وميليندا غيتس – إلى سد ثغرة معلوماتية حيال ما يفعله 500 مليون مزارع في 50 دولة في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. وسيعمل البرنامج على توسيع المسح ليشمل الثروة الحيوانية والمحاصيل الزراعية علماً بأن تلك الأنواع من الدراسات طبقتها ثماني دول في العقد الماضي.
وأكدت المبادرة صرف 36 مليون دولار أميركي طوال الثلاث سنوات القادمة بدءاً من عام 2019 على أن ينفقوا 200 مليون دولار حتى عام 2030 ويأمل البرنامج في أن يسهم تقديم المعلومات الدقيقة عن أنواع البذور والدخل والسعة التقنية للمزارعين في تتبع هل أن جهودهم في الاستثمار الزراعي ستصنع الفارق أم لا .
كما يأمل الباحثون في أن يسهم تجميع البيانات في مساعدة الحكومات على وضع سياسات تساعد المزارعين أنفسهم.


مزارع صغيرة
سيساعد البرنامج الدول على تحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والذي وضع أهدافا في 2015 لتقليل الفقر ولتحسين حياة دول العالم الفقيرة عن طريق مضاعفة الإنتاج الزراعي ودخل المزارعين الصغار كجزء من الحملة الدولية للتخلص من الفقر عام 2030. إلا إن السؤال الذي طالما قض مضاجع بنوك التنمية والمنظمات الخيرية كيف سيراقب سير التقدم نحو الهدف في ظل عدم وجود بيانات حول الإنتاج الزراعي حول العالم باستثناء ما يأتي عن طريق منظمة الأغذية والزراعة التي تعتمد
على الدول والتي غالبا ما تقدم بيانات ناقصة بل حتى في الدول التي تجمع بيانات مفصلة تجدها عند الإحصاء قديمة في ظل عدم قدرة الحكومات على تدبير المال اللازم لتكرار المسح بانتظام.
أما هنا فإن المعلومات التي تجمعها المنظمة والبنك الدولي مركزة بشكل أكبر وأرخص وأسرع مما يسمح للدول بتجميع البيانات بتركيز وبثمن أرخص وأسرع يسمح للدول بتجميع البيانات قبل وبعد الحصاد. وفي إطار عمل الخطة ستستطيع الدول تلقى دعما فنيا عن كيفية تنفيذ المسح واستخدام البيانات التي يجمعها أفراد البحث .وفي الوقت ذاته ستلتزم الحكومات بزيادة مواردها نحو البرنامج بغية اكمال ملكية البرنامج في غضون عقد كامل.
في معرض تعليقها على البرنامج قالت رئيس الشراكة العالمية لبيانات التنمية المستدامة “كلير ميلاميد” من مقرها في لندن “إن البيانات تضحى أكثر قيمة كلما زادت الاستثمارات فيها”، علما بأن الشبكة تجمع أجهزة حكومية وجهات أكاديمية وشركات عالمية.
بيانات أفضل..

أوغندا نموذجا
تعد أوغندا واحدة من الدول الأفريقية التي تتلقى العون والمساعدة من البنك الدولي منذ 2009 ووضعت البيانات يدها على واحدة من مشاكلها تتمثل في عدم قدرة المزارعين على إيجاد خدمات بيطرية للماشية والأن أعادت الحكومة الأوغندية تصميم برنامجها لتوفير تلك الخدمة للمزارعين حتى يتسنى لهم توفير رعاية بيطرية لمواشيهم. والأن تستعد أوغندا لمسح منظمة الأغذية والزراعة كثاني دول عن طريق فسح المجال لمئات الفنيين ممن يتلقوا تدريبا الان على تجميع البيانات من المزارعين حول موسم الزراعة الحالي، ثم سيتبعونه بمسح آخر بعد نهاية الموسم وستبدأ نفس العملية في موسوم الزراعة التالي في أبريل 2019
ترى عالمة الاجتماع في منظمة الفاو “إميلي هيغ” – التي تعمل في المشروع في مهمة مؤقتة من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أن النتيجة الحتمية لذلك الجهد ستتوج بقاعدة بيانات إحصائية مدعومة بقاعدة بيانات جغرافية دقيقة عن المزارع يمكن استخدامها في تتبع الاتجاهات وتعديل جهود الحكومات وفقا لها، علماً بأن هذا المسح
يستهدف 70000 مزرعة ويكلف 850 ألف دولار سنوياً، وبالمقارنة أوغندا سيشمل المسح فيها على 48 ألف مزارع بتكلفة قدرها 11 مليون دولار ومقرر عقده في عام 2020 أي بعد 12 عاماً من آخر مسح أجري هنالك. واختتمت كلامها بأن هذا الأمر سيغير وجه استخدام بيانات الزراعة في العالم بأسره.”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى