معالي مدير الجامعة: اليوم الوطني..كل عام ومملكتنا الأفضل
الاحتفال بذكرى اليوم الوطني المجيد لبلادنا، يمثّل مناسبة سنوية لجرد الإنجازات والأعمال التي تحققت خلال العام، فهو حدث يتجاوز استعادة تاريخ التأسيس والتوحيد لهذه البلاد المباركة، إلى الاعتزاز والفخر بالمكتسبات الجديدة التي تحققت ما بين ذكرى اليوم الوطني السابقة واللاحقة، فمع هذه الذكرى في كل عام، هناك الكثير من الإنجازات والإضافات التي ترتقي ببلادنا نحو آفاق مستقبلية واعدة.
واليوم الوطني لهذا العام هو الذكرى (88) لتوحيد هذا الكيان العظيم، الذي يمثل أكبر وحدة شهدها العالم العربي في العصر الحديث، فبينما كانت المنطقة العربية تعاني بفعل القوى الاستعمارية الغربية، كان القائد الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – مع رجاله يحارب ويناضل من أجل توحيد أكبر أجزاء شبه الجزيرة العربية، وهو ما انتهى إلى تأسيس هذا الوطن المبارك.
إن المملكة في كل عام تشهد حزمة من البرامج والمشاريع والقرارات المهمة، فهذا العام شهد إقرار أكبر ميزانية إنفاق في تاريخ المملكة بلغت (978) مليار ريال، كما أطلقت المملكة برنامج “حساب المواطن”، وأطلقت خطة لتحفيز القطاع الخاص بقيمة (200) مليار ريال على مدى السنوات الأربع القادمة، لتعزيز القدرات التنافسية لعدد من شرائح الاقتصاد الوطني وتطوير منتجاته، وتحسين بيئة الأعمال التجارية والاستثمارية.
وأعلنت المملكة عن إنشاء وزارة مستقلة للثقافة، لمضاعفة الاهتمام بالفنون والتراث الفكري والاجتماعي، ودعم المكتبات والأندية الأدبية وتشجيع المثقفين والأدباء، وتنشيط الحركة الثقافية والنشر والمعرفة، كما تم إنشاء هيئة ملكية لتطوير المشاعر المقدسة، وتطوير منظومة خدمات الحجاج والمعتمرين، وفي سياق الاهتمام بالشأن البيئي صدر أمر ملكي بإنشاء مجلس المحميات الملكية بهدف المحافظة على الثروة البيئية في المملكة، وإثراء التنوع الأحيائي.
وفـي خطوة رمزية على محورية مشروع مدينة (نيوم)، قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة المشروع، وعقْد جلسة مجلس الوزراء هناك، كما دشن – حفظه الله –
خلال هذا العام أيضا مشروع (القديّة)، الذي يعتبر المشروع الترفيهي الحضاري الأضخم من نوعه في العالم، لتنمية القطاع السياحي والترفيهي بالمملكة، وتحقيق قيمة اقتصادية تقدر بنحو(17) مليار ريال سنويا.
وشهد هذا العام بدء التنفيذ الفعلي لقرار السماح بقيادة المرأة للسيارة، وهي الخطوة التي تعكس التغيرات الاجتماعية الإيجابية في المجتمع، إضافة إلى قرار السماح بفتح دور السينما وفق الضوابط التي تراعي قيم المجتمع، وإقامة الحفلات الترفيهية الرامية إلى تشجيع القطاع السياحي.
وقد عززت وزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور خلال هذا العام تطبيق الرصد الآلي المتحرك للعديد من المخالفات منها استخدام الجوال أثناء القيادة، وعدم ربط الحزام، وتجاوز الخط الأصفر وغيرها، وهي خطوات لها دلالات تعكس حرص الدولة على ترجمة مستوى التطور والتحضر الذي وصلت إليه المملكة.
إن ما حققته المملكة خلال الفترة ما بين الاحتفال بذكرى اليوم الوطني (87) و (88)، يشكل امتدادًا للإنجازات التي تشهدها المملكة في ظل قيادتها الحكيمة، التي تقود المشروع التنموي الأضخم رؤية (2030)، وقد لمس المواطنون كفاءة الحكومة الفاعلة المتمثلة بمكافحة الفساد، وتعزيز الشفافية والمساءلة وتشجيع ثقافة الأداء، والعمل على تهيئة البيئة اللازمة للمواطنين وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي لتحمل مسؤولياتهم وأخذ زمام المبادرة في مواجهة التحديات واقتناص الفرص. وبهذه المناسبة أتقدم بوافر التهنئة والتبريكات لقائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإلى سمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله، كما أتقدم بالتهنئة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن فيصل بن تركي بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة القصيم حفظهما الله، وإلى كافة أفراد الشعب السعودي الكريم، داعيًا الله أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والتنمية والرخاء. والله ولي التوفيق.