التعليم والتقنية والهولوغرام
” يتونيفرسيتي وورلد نيوز”
تعد جامعة “تليمياتيك يونينتينو” الإيطالية إحدى المؤسسات التعليمية الرائدة في التعليم العالي عبر الإنترنت، حيث تعكس التغيير القادم في مجال التعليم مستقبلا.
يدرس في الجامعة 25 ألف طالب في 167 دولة، وازداد عدد طلابها 40 % في العام الحالي فحسب، حيث يتلقى الطلاب التعليم بتسع لغات حية: العربية والإنجليزية والفرنسية والإيطالية واليونانية والصينية والإسبانية والروسية. ويتلقى الطلاب التعليم عبر فصول تفاعلية افتراضية تدمج البيئة المعززة بالواقع تماماً مثل عالم البعد الثالث. وتعمل المنصة كلها كمختبر بحثي لأي برمجيات تعليمية حديثة أو كتب مقروءة وتقنيات الصور التجسيدية ثلاثية الأبعاد “هولوغرام” التي قيد التطوير حاليا.
وتقود العملية البحثية مدير الجامعة “ماريا أماتا غاريتو” -أستاذ علم النفس التقني غير المتفرغ- والتي تركز على هيكلة التدريب والتعليم المقارن والتقنيات الحديثة المطبقة في مجال التعليم والتعلم، وصممت “غاريتو” أول جامعة إيطالية عام 1992 تحت اسم “نيتونو كونسوتيوم”، وصممت للكويت الجامعة المفتوحة بالنيابة عن اليونيسكو، وصممت وأدارت تلفاز المعرفة الأوروبي “رأى نيتونو سات”، فضلا عن أنها حصلت على جائزة التعليم الإلكتروني الدولي قسم الأكاديمي المقدمة من رابطة التعليم الإلكتروني الدولي.
الطلاب الأميركيون
في مقابلة مع صحيفة “يتونيفرسيتي وورلد نيوز”، أعزت “غاريتو” الزيادة الكبرى في أعداد الطلاب إلى التغذية المستردة الإيجابية التي لمسها الطلاب وإلى نتيجة العمل الممتد للشراكات مع كبريات المؤسسات الغربية، وإلى ما صرحت به الجامعة “من أن لديها طلابا أميركيين أكثر من أي جامعة إيطالية أخرى”.
وأثنت على قدرة الجامعة في توفير أنماط مختلفة من التعليم الإلكتروني، مما يجعل الجامعة قادرة على استقطاب أشهر الأساتذة في العالم لإلقاء منهج أو لجلسة عبر تقنية الفيديو.
وعن المواد الدراسية أكدت “غاريتو” أن لغة التدريس التي يقدمها الأساتذة ليست ترجمة؛ بل أعدت بلغات تدريس متعددة، وهذه إحدى نقاط القوة لأننا قادرون على تقديم مواد للتدريس تستهدف تلبية احتياجات الطلاب في كل أجزاء العالم مثلما حدث مع العالم العربي، على حد قولها. وبالتالي؛ فإن اللغات التسع تجعل التعليم الدولي الإلكتروني غير محدود.
وأكدت “غاريتو” أن المناهج تحدث دورياً ومستمرة لتعكس طلبات السوق الرقمي والتغيير سريع الوتيرة في سوق التعليم العالي الدولي، لا سيما في المهن التي تتأثر بالإبداع الرقمي.
ومنذ تأسيسها في 2005 عملت الجامعة على تقوية العلاقات والتعاون مع الجامعات الأخرى، لا سيما بين دول البحر المتوسط والعالم العربي. وخرج من رحم “”نيتونو كونسوتيوم” 43 جامعة إيطالية ودولية ومجموعة 31 جامعة من شبكات دول البحر المتوسط من 11 دولة: الجزائر ومصر وفرنسا والأردن واليونان وإيطاليا ولبنان والمغرب وتركيا وتونس.
وتمتاز الجامعة بوجود 31 مركزا تقنيا في إيطاليا والعالم، مما يجعل الجامعة الإلكترونية لها بعد محسوس لأنها تساعد الطلاب على متابعة المناهج من خلال التعليم عن بعد، مع المشاركة في الأنشطة التدريبية من خلال الفيديو كون فرانس والاختبارات. ويمتاز الطلاب بل الخريجون بالحصول على دورات تدريبية مهنية في مجال الاقتصاد والهندسة والقانون وعلم النفس والاتصالات والتراث الحضاري والطب وغيره. وأبرمت اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات الدولية لتقديم برامج ماجستير مختلطة ثنائية اللغة منها كلية لندن للأعمال والمال، وكلية لندن للفنون المعاصرة، وكلية برلين للأعمال والإبداع، والجامعة المفتوحة في هونج كونج.
الكتب الناطقة
طورت الجامعة نوعاً جديداً من الكتب التي يدعمها الواقع المعزز تتكامل مع تطبيقات التعلم في الواقع الافتراضي. ويطلق على الكتب الناطقة، وينطلق الكتاب في كلماته بمجرد وضع الجهاز الذكي أمام شاشة الحاسوب، مما يجعل الطلاب يروا أفلام الفيديو التفاعلية ذات البعد الثالث عن الموضوع الذي يدرس، سواء كان عن أناس أو أماكن أو أشياء قيد الموضوع. وقال مدير الجامعة إن هذه التقنية تعد الأحدث في العالم والتي لم تطبق في الفصول، نظرا لظروف التمويل، بيد أنها تعد فكرة من عدة أفكار توضح كيف أن التقنيات يمكن استخدامها في التدريس في عالم اليوم.
دا فينشي يحاضر
علق “غاريتو” على استخدام التقنية وزاد من البيت شعرا، موضحا أن باحثي الجامعة يطرقون أبوابا جديدة في التعليم لها مستقبل واعد مثل تقنية الصور التجسيدية ثلاثية الأبعاد “هولوغرام”، متخيلا كيف أن ليوناردو دافينشي نفسه يدرس لك اختراعاته بنفسه، أو أن تفكر في شاعر إيطاليا “لويجي بيرناديلو” المتوفى 1936 كيف يصدح بقصائده. واقترح أن يتم تعميم برنامج هولوغرام في كل الأماكن التعليمية في العالم بأسره ليأتي لنا بالشخصيات التاريخية البارزة، حتى تجلب لنا وللإنسانية جمعاء تجارب علمية غزيرة، وسيساعد على التعلم، ونسعى وراء ذلك ونأمل في الحصول عليها في المستقبل القريب.