تغطيات

خلال جلسات مؤتمر التعصب الرياضي .. المؤتمر يبحث دور المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع في توعية الجماهير الرياضية بمخاطر التعصب

الجلسة الأولى
الرحيلي: مواجهة التعصب الرياضي يجب أن تتم من خلال أربع ركائز أساسية «قانونية، وأمنية، وتربوية وإعلامية»
تناولت الجلسة الأولى محور الآثار السلبية لظاهرة التعصب الرياضي على الألعاب والرياضات في المملكة، وتأثير ذلك على تميزها وقدرتها على المنافسة محليا ودوليا، والتي ترأسها الدكتور عبدالإله الصلوي رئس قسم الإدارة الرياضية والترويحية بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني.
وناقشت الجلسة في البداية دراسة الدكتور ناصر الزهراني الأستاذ المساعد بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى بعنوان “الانعكاسات الاجتماعية للانتماء للوسط الرياضي: دراسة مطبقة على عينة من الرياضيين المنتمين للأندية السعودية”.
كما عرض المُقدَم نايف بن راشد داخل الرحيلي من الإدارة العامة للدفاع المدني بالمدينة المنورة لبحثه الذي جاء بعنوان “التعصب الرياضي وتأثيره على أمن المجتمع مع تصور مقترح للحد منه”، والذي هدف إلى التعرف على ظاهرة التعصب الرياضي وتأثيرها السلبي على أمن المجتمع من خلال إيضاح المفهوم والمؤشرات والأسباب وأشكال هذه الظاهرة، وصولاً إلى النظريات المفسرة لها، وبيان تأثيرها على أمن المجتمع بمفهومه الشامل، موضحا أن للأمن دورا مهما في الحد من ظاهرة التعصب الرياضي من خلال التعامل مع المشجعين قبل المباراة وبعدها.
ووضع “الرحيلي” في دراسته تصورا مقترحا للحد من التعصب الرياضي، ولتحقيق أهداف البحث استخدم الباحث المنهج الوصفي من خلال مدخل تحليل المحتوى النوعي بالطريقة الاستنتاجية، وتوصل إلى عدة نتائج من أهمها أن تتم مواجهة ظاهرة التعصب الرياضي من خلال أربع ركائز أساسية (قانونية، وأمنية، وتربوية وإعلامية)، وبناء عليه اقترح الباحث عدة توصيات يأمل في أن تسهم في معالجة ظاهرة التعصب الرياضي منها: أن تتولى الهيئة العامة للرياضة تشكيل فريق عمل من جميع أجهزة ومؤسسات الدولة المدنية والأمنية ذات العلاقة بالرياضة، ومن جميع التخصصات العلمية يتولى هذا الفريق وضع خطة وطنية شاملة للتعامل مع ظاهرة التعصب الرياضي داخل الملاعب وخارجها، وأن تتعاون مع مؤسسات التعليم العالي في جميع مناطق المملكة العربية السعودية في تنظيم ندوات ومؤتمرات لمناقشة ظاهرة التعصب الرياضي، وغيرها من الظواهر السلبية ذات العلاقة بالرياضة للوصول إلى حلول تحد منها.
وعرض الدكتور إبراهيم بن صالح الربيش ورقة بحثية بعنوان “التعصب الرياضي: حجمه ومؤشراته، وأسبابه ونظرياته، ومقترحات مواجهته”، أوضح فيها الفرق بين التعصب والانتماء، ومظاهر التعصب الرياضي عالميا ومحليا ومؤشراته، كما تطرق لمفهوم التعصب الرياضي ونشأته والنظريات المفسرة للعوامل ذات العلاقة بمشكلة التعصب الرياضي، موضحا أن الجماهير والإداريين ووسائل الإعلام من أهم الأسباب التي تعمل على إثارة ظاهرة التعصب، نظرا لسلوكيات المشجعين الخاطئة وتصريحات الإداريين والأعضاء وتصرفاتهم التي تثير التعصب بين المشجعين وتؤدي إلى حدوث المشاكل و النزاعات، كما أن بعض وسائل الإعلام، سواء أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة زادت من المشكلة، وهذا بكتابتها أو إذاعتها لبعض أشكال التعصب، مما يثير باقي المشجعين ويؤدي لكراهية الأندية الأخرى.
وقدم “الربيش” في دراسته عددا من المقترحات لمواجهة ظاهرة التعصب الرياضي بالمملكة انطلاقاً من أهمية الموضوع ولما له من آثار سلبية على وحدة المجتمع وتلاحمه، وعلى العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، تبدأ هذه المقترحات بتوعية المجتمع السعودي بأبعاد وآثار التعصب الرياضي، وتأهيل الأبناء لمواجهته، وإكسابهم قيم التعايش مع الآخر وقبوله، وتفعيل دور المدرسة في تنمية قيم التنافس الشريف وتقبل الهزيمة، وتشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية الرياضية، وإجراء مزيد من الدراسات العلمية والبحوث الميدانية في كافة الموضوعات المتعلقة بمشكلة التعصب الرياضي.

الجلسة الثانية
الخالد: إثارة اللاعبين والجمهور من قبل الإعلام وأخطاء الحكام وعدم وعي المشجعين أهم أسباب التعصب
وفي بداية الجلسة الثانية أوضح الدكتور عبدالعزيز الخالد عضو مركز رؤية للدراسات الاجتماعية، أن الدراسة التي قام بها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية كشفت أن محاولة بعض الإعلاميين الرياضيين إثارة اللاعبين والجمهور قبل المباريات هي من أبرز أسباب التعصب الرياضي بنسبة 60.6%، وكذلك التعصب الشديد من بعض المشجعين لأنديتهم المفضلة بنسبة 58.2%، فيما تأتي أخطاء الحكام والتي قد تغير من نتائج المباريات في المرتبة الثالثة بنسبة 58%، وعدم وعي بعض المشجعين بدور الرياضة الحقيقي في حياتنا بنسبة 51.9%، ومن الأسباب أيضاً الاعتراضات المتكررة للاعبين على قرارات الحكام بنسبة 25.1%.
وأضاف “الخالد” أن ظاهرة التعصب الرياضي برزت باعتبارها ظاهرة اجتماعية متعددة المظاهر والأشكال، وترتبط بعدة أطراف أهمها: الجماهير، اللاعبون، الحكام، المدربون، الإعلاميون ووسائل التواصل الاجتماعي، والإداريون ومسؤولو الرياضة والطاقم المساعد من أمن وأطباء ومساعدين، كما يرتبط بهذه الأطراف المسؤولة عن هذه الظاهرة مؤسسات التنشئة الاجتماعية في المجتمع.
وشارك في الجلسة الدكتور مشيب بن سعيد ظويفر القحطاني الأستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بورقة بحثية عن المخالفات السلوكية للمشجعين الرياضيين في كرة القدم المؤدية لتخريب الممتلكات العامة بمنطقة الرياض، حيث هدفت الورقة إلى اكتشاف هذه المخالفات، مستخدمة منهج المسح الاجتماعي لعينة عشوائية من الأعضاء المتدربين في الأندية الرياضية.
وخلصت الدراسة إلى أن المخالفات السلوكية ذات الصلة بالجمهور الرياضي تعود لمتغيرات تتضمن التصرفات الخاطئة كالتعصب، وشحن الجماهير، والهتافات النابية، وإثارة جماهير فريق ضد آخر، وتفريغ الانفعالات المكبوتة بتوجيه الغضب، واستفزاز المجتمع، بالإضافة إلى تعمد تأثير وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على تكوين تيارات رأي عام حول تشكيل التعصب، والتي تدفع بالجمهور إلى استغلال وجوده في الملعب للتعبير عن نفسه بأسلوب فوضوي غير لائق، والاعتراض على التحكيم، وعدم التسامح، والتشاجر.
وأوصى “القحطاني” في دراسته بضرورة التشديد على دُور وسائل الإعلام في التركيز على القيام بدورها في توعية الجمهور الرياضي بخطأ التعصب، ونشر ثقافة الفوز والخسارة في الوسط الرياضي، ونبذ العنف والتعصب الرياضي، والاتزان في نشر الخبر، وعدم تضخيم الأحداث إلى أكبر من حجمها، وسَنُّ الأنظمة والقوانين التي تحكم الألعاب الرياضية لحماية اللاعبين والحكام والجماهير الرياضية والممتلكات العامة والخاصة، مع إبراز العقوبات الرادعة للمخالفين عبر وسائل الإعلام، خصوصا لمرتكبي السلوك المخالف للذوق العام.

الجلسة الثالثة
السلمان: التعصب من الظواهر العالمية التي تعانيها معظم المجتمعات بصورة أو بأخرى في كافة أنشطة الحياة
وعقدت الجلسة الثالثة ضمن المحور الخاص بالآثار السلبية لظاهرة التعصب الرياضي على الألعاب والرياضات في المملكة، وتأثير ذلك على تميزها وقدرتها على المنافسة محليا ودوليا، حيث بدأت الجلسة التي رأسها الدكتور سليمان الجلعود، وكيل كلية علوم الرياضة والنشاط البدني للتطوير والجودة، بعرض الورقة البحثية التي شارك بها الدكتور عبدالعزيز بن علي بن أحمد السلمان أستاذ مساعد بقسم التربية وعلم النفس بجامعة الإمام فيصل بن عبدالرحمن بعنوان “التعصب الرياضي من وجهة نظر طلاب جامعة الإمام فيصل بن عبدالرحمن”، والتي أكد فيها على تطور الرياضة بشكل عام والرياضة التنافسية بشكل خاص في مختلف أنحاء العالم.
وأوضح “السلمان” أن هذا التطور أسهم في جلب مزيد من الجماهير المهتمة بمشاهدة الأنشطة الرياضية المختلفة وبما تتضمنه من فعاليات، سواء كانت ترفيهية أو مادية، للمشاهدين والمشجعين في الملاعب والأندية الرياضية، وبالتالي الحضور الحاشد من قبل الجماهير سواء لفريقها أو نجمها المفضل، مما تنتج عنه أنواع من التعصب، وبما يتضمنه من حكم مسبق مع أو ضد فرد أو جماعة أو موضوع لا يقوم على أساس منطقي أو حقيقة علمية، يجعل الفرد يرى أو يسمع ما يحب أن يراه أو يسمعه هو فقط، الأمر الذي بدوره قد يؤدي إلى العنف والتعصب، وجميعها قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى افتقار الأنشطة الرياضية إلى قيمتها الرائعة وخصائصها الممتعة الترويحية والتنافسية.
كما يعد التعصب من الظواهر العالمية التي تعانيها معظم المجتمعات بصورة أو بأخرى في أي نشاط من أنشطة الحياة، وبالرغم من التقدم التقني الذي يعيش فيه الإنسان حالياً، فإنه ما زال يعاني العديد من المشكلات التي تمارس تحت مسميات كثيرة للتعصب، مثل التعصب الديني أو المذهبي، أو التعصب السياسي، أو التعصب الاجتماعي، أو التعصب الرياضي، أو التعصب الإقليمي، أو التعصب للأفكار المستوردة، أو التعصب للذات.
وشارك بالجلسة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز عبدالكريم المصطفى بورقة بحثية بعنوان “دور التنشئة الأسرية في حماية الأبناء من التعصب الرياضي من خلال بناء مفهوم التنافس الرياضي الشريف”، والتي أوضح من خلالها أن الرياضة التنافسية والترويجية مظهر من مظاهر الرقي والتقدم التي تقاس بها حضارة الأمم، لذا تحرص دول العالم على توجيه وتشجيع مواطنيها نحو ممارسة الأنشطة البدنية والحركية المختلفة إيمانا منها ببناء الروح الإيجابية للإنسان وسلامته، والأنشطة البدنية بصورها المختلفة تعتمد بدرجة كبيرة على روح المنافسة الشريفة بين البشر، لأنه يمثل القوى التي تحركهم وتثيرهم نحو ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية التنافسية والاستمرار فيها بصورة منتظمة بما يعود عليهم بالصحة الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية.
وأكد “المصطفى” على دور التنشئة الأسرية في حماية الأبناء من التعصب الرياضي وبناء مفهوم التنافس الرياضي الشريف من خلال ممارسة الألعاب الرياضية في أندية المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وأوصى الباحث بضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول تعميم ثقافة التنافس الرياضي الشريف.

الجلسة الرابعة
التويجري: الثقافة الإسلامية تحصن عقل الفرد من أي انحراف عقدي أو سلوكي، وتضبط تصرفاته دون تطرف أو غلو
وتناولت الجلسة الرابعة التي رأسها الدكتور عبدالله اللهيبي رئيس قسم التربية البدنية بكلية علوم الرياضة والنشاط البدني، مناقشة عدة دراسات، حيث قدم الدكتور أحمد بن محمد التويجري أستاذ مشارك بكلية التربية بجامعة القصيم، ورقته بعنوان “تحليل محتوى مقررات الثقافة الإسلامية في جامعة القصيم في ضوء تناولها لظاهرة التعصب الرياضي” والذي أكد من خلالها على واقع تناول مقررات الثقافة الإسلامية التي تدرس لطلاب الجامعة لظاهرة التعصب الرياضي، وقدم تصورا مقترحا لتضمين ظاهرة التعصب الرياضي في مقررات الثقافة الإسلامية، لتسهم في تعريف الطلاب بآثار هذه الظاهرة وسبل علاجها لدى طلاب الجامعة.
وأشار “التويجري” إلى أن الثقافة الإسلامية هي زاد ضروري لكل مسلم يريد أن يعيش حياة إسلامية في عقيدة التوحيد، وهي سلاح قوي بيد كل مسلم يملك العزم الإيماني والإرادة القوية ليواجه تحديات العصر، ويتغلب عليها وما يتنافى مع القيم الإسلامية السمحة، فخير زاد للإنسان ثقافة إسلامية تحصن عقله، ونفسه وأسرته من أي انحراف عقدي أو سلوكي، وتضبط تصرفاته بكل وسطية دون تطرف أو غلو.
كما شارك بالجلسة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز أبو الحاج أستاذ مساعد بكلية التربية بجامعة القصيم بدراسة عن “دور معلم العلوم الشرعية في الحد من التعصب الرياضي لدى طلاب المرحلة الثانوية في منطقة القصيم من وجهة نظر الطلاب”، والتي أكد فيها أن التعصب أتى بالعصبية، وهو أن يدعو الرجل إلى نصرة عصبته على من يناوئهم ظالمين أم مظلومين، والتعصب الرياضي هو الميل إلى جانب مهما كانت النتائج، ويكون الجانب الانفعالي له دور كبير في الابتعاد عن الحقائق، وجانب الكراهية والحقد هو الطريق لإصدار التوجيه، كما أن التعصب عملية تراكمية من الانفعالات والمعلومات تؤثر على دائرة المخ من أجل تقبل اتجاه معين ومن ثم تؤثر على سلوك الفرد في الاتجاه ذاته.
وبين “أبو الحاج” أن الدراسة ركزت على إجابة أسئلة البحث التي تمحورت حول واقع دور معلم العلوم الشرعية في الحد من التعصب الرياضي لدى طلاب المرحلة الثانوية في منطقة القصيم من وجهة نظر الطلاب، وطرق تفعيل دور معلم العلوم الشرعية في مواجهتها، كما أوضحت الدراسة وجود عدة جوانب إيجابية لممارسة الرياضة، حيث تنمي الجانب الأخلاقي والتعامل الحضاري مع الآخرين وتقبل الرأي الآخر، وهي تنمي جوانب المواطنة الصالحة والالتزام بالأنظمة والقوانين والانضباط.
وخلال الجلسة شارك الدكتور حمد بن عبدالله الصقعبي وكيل عمادة خدمة المجتمع بجامعة القصيم، بورقة بحثية عن “دور الأئمة والخطباء في تعزيز بعض القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية”، وتأتي أهمية هذه الدراسة من كونها تعمد إلى تعزيز القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية من ناحية، ومحاولتها تحديد دور الأئمة والخطباء في تعزيز هذه القيم الأخلاقية لدى مشجعي الأندية الرياضية من ناحية أخرى.
وأوضح “الصقعبي” أن الأندية الرياضية في المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أهم المحاضن التي تحتضن الشباب وتهتم بتحقيق رغباتهم، والاهتمام بسلوكياتهم والعمل على إشباع طاقاتهم، ولأن مرحلة الشباب بمثابة مرحلة انتقال في هذه الحياة، إذ يتشكل فيها الجانب الفكري الذي يحدد نظرة الشاب نحو نفسه ومجتمعه والعالم من حوله؛ لذا كان الاهتمام بهذه المرحلة ضرورة دينية دعوية، ولهذا تقوم الأندية الرياضية بدور كبير في تحقيق الأهداف التي تنشدها التعاليم الإسلامية؛ لأن منطلقاتها وأهدافها تنطلق من منهج الإسلام، من خلال مجموعة من البرامج التي تقدم ضمن خطط هيئة الرياضة في المملكة، والتي تسعى من خلالها لشغل أوقات الفراغ لدى الشباب بما يفيدهم في دنياهم وآخرتهم، ويحصِّنهم ضد الهجمات الشرسة الموجهة من قبل أعداء هذا الدين الحنيف.

الجلسة الخامسة
الثبيتي: ليس بغريب أن تهتم السعودية بحماية شبابها من الانحراف الفكري والسلوكي بتوفير المحاضن التربوية المتخصصة لهم
وأقيمت الجلسة الخامسة برئاسة هاني السعود، المحاضر بقسم النشاط البدني وعلوم الحركة بجامعة القصيم، ضمن المحور الثاني للمؤتمر حول دور المؤسسات التعليمية والتربوية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة في توعية أفراد المجتمع، خاصة الجماهير الرياضية، بمخاطر التعصب الرياضي، وأهمية إشاعة الأخلاق الرياضية التنافس الشريف بين الأندية وجماهيرها، وتحدث خلالها الدكتور محمد بن عبيد الله بن ناصر الثبيتي أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الباحة، بورقة عمل بعنوان “المعوقات التي تحد من دور الأندية الرياضية في التوعية بمخاطر التعصب دراسة ميدانية النادي الأهلي السعودي أنموذجاً”، والتي أكد فيها المعوقات التي تحد من دور الأندية الرياضية في التوعية بمخاطر التعصب، حيث تبوّأَ الشباب أهميةً عظيمةً ومكانةً سامقةً في الإسلام، فهم قوة الأمة وعماد نهضتها، ولأجل ذلك نجد أن أعداء الأمة ودعاة التيارات الفكرية خصوا هذه الفئة الغالية دون غيرها بمناهجهم المعلولة، وسعوا لاجتذابهم وكسر صلابتهم وتمييع أصالتهم، ليقضوا بذلك على القيم الأخلاقية الفاضلة في نفوسهم.
وأضاف “الثبيتي” أنه ليس بغريب أن تهتم السعودية بحماية شبابها من الانحراف الفكري والسلوكي، من خلال السعي إلى توفير المحاضن التربوية المتخصصة من أندية رياضية ومراكز علمية وثقافية ونحوها، لتشغل وقت فراغهم وتنمي عقولهم، وتزكي نفوسهم، وترتقي بالاستعدادات والمواهب، وتغرس فيهم القيم الإسلامية الفاضلة، لذا أُسست الهيئة العامة للرياضة التي كانت وما زالت تسعى بجدية واهتمام كبيرين إلى تحقيق تلك الغاية من خلال مناشطها الرياضية والثقافية والاجتماعية التي تهدف إلى رعاية الشباب وتوجيههم التوجيه الصحيح وفق مراد الله ورسوله، مؤكدا أن دور الأندية الرياضية لا يقتصر على الجوانب الرياضية فحسب، بل تقع على عاتقها مسؤولية تحصين الشباب بنظام قيمي ثقافي رصين، مستمد من ديننا الحنيف لكي يستطيع الشباب مواجهة أعداء الأمة والتصدي لهجماتهم الشرسة.
وعرض الدكتور علي بن عوض علي الغامدي من إدارة الإشراف التربوي بوزارة التعليم بالطائف، دراسة عن الدور التربوي الوقائي للمدرسة الثانوية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي من وجهة نظر المعلمين بمحافظة الطائف، حيث هدفت الدراسة إلى التعرف على الدور التربوي الوقائي للمدرسة الثانوية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي من وجهة نظر المعلمين بمحافظة الطائف، وقد توصلت الدراسة إلى أن للمدرسة الثانوية أدوارًا تربوية وقائية إيجابية في توعية طلابها بأضرار التعصب الرياضي منها: الاهتمام بضبط انفعالات الطلاب عند التشجيع الرياضي داخل المدرسة، تحسين فرص ممارسة الأنشطة الرياضية بجميع أشكالها داخل المدرسة.
كما تطرق الدكتور جمال الدين إبراهيم العمرجي أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بعفيف جامعة شقراء، إلى دور المؤسسات التعليمية في محاربة التعصب الرياضي والتي بينت أن ظاهرة التعصب الرياضي أصبحت سمة واضحة في الرياضة وخاصة في مجال كرة القدم، حيث تحظى هذه الرياضة باهتمام الكثير؛ وانتشار هذه الظاهرة خطير يحتاج إلى تكاتف وتعاون الجميع خاصة المؤسسات التعليمية للحد من خطورتها، مشيرًا إلى أن النسق التربوي في الوقت الحاضر أصبح يعاني الكثير من الضغوط بسبب قصوره عن أداء بعض الأدوار المنوطة به؛ مما يتطلب إعادة النظر فيه بعقلية انفتاحية اجتماعية ليسهم في القضاء على العديد من المشكلات التي أصبحت تهدد أمن المجتمع مثل التعصب الرياضي.
وأكد “العمرجي” على أهمية التركيز على دور التعليم في تعزيز الروح الرياضية والاعتدال وتربية الأجيال بما يعصمها من الوقوع في التعصب الرياضي، لأن مؤسسات التعليم هي التي يمكنها تربية النشء على ممارسة الرياضة وقبول الاختلاف وإدارته، ويرسِّخ فيهم قبول الآخرين ومنافستهم رياضيا وحسن التعايش معهم، ويمكنهم من امتلاك الأدوات التي يستطيعون أن يواجهوا بها تحديات الحياة دون إفراط أو تفريط، وبغير أن يسقطوا في هاوية الغلو والتعصب.

الجلسة الأخيرة
الربدي: الرياضة في زمننا المعاصر أصبحت استثمارا وصناعة وجانبا اقتصاديا مهما لكثير من الدول
رأسها الدكتور راشد الجساس الأستاذ المشارك بكلية التربية بجامعة الملك سعود، وتحدث بها الدكتور حمد بن عبدالله القميزي أستاذ مشارك بكلية التربية بالخرج من جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز حول دراسته التي حملت عنوان “تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى التعصب الرياضي لدى طلاب وطالبات كلية التربية بالخرج في جامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز”، والتي تطرق فيها إلى التعرف على تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى التعصب الرياضي لدى عينة من الطلاب والطالبات، من خلال استخدام المنهج الوصفي المسحي، حيث توصل البحث إلى عددٍ من النتائج أبرزها: وجود تأثير كبير لوسائل التواصل الاجتماعي في رفع مستوى التعصب الرياضي لدى الذكور والإناث من طلبة كلية التربية في الخرج.
ويرى “القمبيزي” أنه مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشارها بادر مستخدمو شبكة الإنترنت في العالم العربي إلى قبول هذه التقنية الجديدة بشكل سريع والاستفادة من كل ما تقدمه هذه الوسائل في الاتصال والتواصل وتبادل المعلومات مع الآخرين، وقد شكلت وسائل التواصل الاجتماعي حيزاً كبيراً من فكر واهتمام ووجدان وعقول طلاب وطالبات الجامعات، دون اعتبارات لأي فوارق جغرافية أو عرقية أو جنسية أو سياسية أو غيرها، ليمتزج الاتصال الشخصي والجمعي والجماهيري في بيئة واحدة، وإعادة تشكيل السلوكيات الاجتماعية، والتأثير على منظومة القيم والأخلاق والتفكير.
كما عرض الدكتور سفيان بن إبراهيم الربدي ورقته البحثية التي جاءت تحت عنوان “التعصب الرياضي لدى طلاب جامعة القصيم في ضوء بعض المتغيرات الشخصية”، والذي أكد خلالها أن الرياضة تعتبر جانباً مهماً في حياة البشر في المجتمعات المختلفة التي تمارس أنشطتها وألعابها بشكل فردي أو جماعي، ولها متابعون ومهتمون، وتقام لها الدورات والتجمعات المحلية والإقليمية والعالمية بشكل مستمر في جميع دول العالم ومثال ذلك؛ (كأس العالم لكرة القدم والدورات الأولمبية للألعاب المختلفة على مستوى العالم)، وبما أن الرياضة تمارس بشكل فردي أو جماعي من قبل الأفراد فإن الدول تحرص على القيام بتأسيس أندية رياضية تمارس بها الأنشطة الرياضية المختلفة بحيث تكون مؤسسة رياضية اجتماعية ثقافية تخضع للأنظمة المتبعة في الدولة، وتقوم هذه الأندية بالمشاركة في المنافسات الرياضية المحلية والإقليمية والعالمية بمختلف الألعاب الرياضية.
وأضاف “الربدي” أن الرياضة في زمننا المعاصر أصبحت استثمارا وصناعة وجانبا اقتصاديا مهما لكثير من الدول، فالمبالغ الفلكية التي يتم رصدها لشراء عقد لاعب معين، ومبالغ الإعلانات التجارية خلال المنافسات المحلية والإقليمية والعالمية، ومبالغ حقوق النقل التلفزيوني، جميعها تثبت أن الاستثمار في الرياضة أصبح جاذبا ومغريا لكثير من الأغنياء والشركات العالمية.
وفي ختام الجلسة السادسة تحدث الدكتور إكرامي بسيوني عبدالحي خطاب أستاذ مشارك في القانون الإداري والدستوري بكلية العلوم والدراسات الإنسانية بجامعة شقراء، عن “التعصب الرياضي بين الحرية الدستورية والضوابط القانونية” قائلاً: لما كانت الرياضة هي غذاء البدن، فإن ممارستها تتفق مع الفطرة السليمة، ويحث عليها الشرع، وتضع لها الدول من القوانين ما ينظم آلية ممارستها، ولكل رياضة ممارسون ومشجعون، فضلا عن مجموعة من القواعد والقوانين التي تنظم ممارستها، لذا فإن تنظيم سلوك المشجعين لهذه الرياضات لا بد أن تحكمه قواعد قانونية تمنع من تغول هؤلاء المشجعين وتعصبهم في مواجهة الفرق الرياضية المنافسة.
وأوضحت الدراسة أن التعصب الرياضي متعدد الطرق والوسائل، كما أن وسائل معالجته لا بد أن تتم في إطار شرعي وقانوني مزدوج، فلا ينبغي أن يعالج التعصب الرياضي بعصا القانون وحده، بل يتعين أن يضاف إلى هذه العصا درع من الحماية الأخلاقية تخمد نار التعصب وتروي زهور المحبة والمنافسة الرياضية الشريفة، وقد يعتقد البعض أن التعصب لنادٍ أو لفريق أو لشخصية رياضية نوع من أنواع الحرية الدستورية في إبداء الرأي والتعبير، ورغم أن غالبية دساتير العالم تؤكد على هذه الحرية ومن بينها الوثائق الدستورية السعودية، وعلى رأسها النظام الأساسي للحكم، إلا أن هذه الدساتير تؤكد في ذات الوقت على أن ممارسة هذه الحرية لا بد أن تتم في إطار من الضوابط الشرعية والقانونية، فالحرية ليست حقا مطلقا من كل قيد، بل هي محاطة بسياج من الشرعية القانونية لا ينبغي أن تتعداه أو تتخطاه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى