تغطيات

خلال رعايته مؤتمر «التعصب الرياضي.. الآثار والحلول» بالجامعة.. أمير القصيم: كلنا أبناء وطن واحد وكلنا أسر متحابة ومتقاربة ولا مكان للتعصب بيننا

فيصل بن مشعل: جامعة القصيم سباقة لمناقشة التعصب الرياضي وإيجاد الحلول المناسبة له
«الداود» يعلن عن موافقة مجلس الجامعة على تحويل قسم التربية الرياضية وعلوم الحركة إلى كلية مستقلة

أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، أمير منطقة القصيم، على أهمية التحلي بالروح الرياضية لدى مشجعي الرياضة ورؤساء الأندية والقائمين عليها، لأن هذه الروح تجعلهم أكثر قبولاً لكل شيء، وأهمها أن يكون هناك قبول للطرف الآخر، مشيرًا إلى أنه بإمكان كل شخص تشجيع نادٍ معين، ولكن دون معاداة النادي الآخر، فكلنا أبناء وطن واحد، وكلنا أسر متحابة ومتقاربة، ولا يجب أن نعادي بعضنا البعض لأجل مباراة في أي رياضة كانت.
وعبر سموه عن تمنياته بأن تختفي ظاهرة التعصب الرياضي خلال كلمته التي ألقاها في افتتاح أعمال مؤتمر «التعصب الرياضي.. الآثار والحلول» الذي نظمته الجامعة ممثلة في كلية التربية يوم الأربعاء الماضي الموافق 27/3/1440هـ، بمقر المدينة الجامعية بالمليداء، بمشاركة باحثين متخصصين في هذا المجال قدموا 18 بحثا تناولت كافة جوانب ظاهرة التعصب الرياضي وأسبابها وطرق مواجهتها والحد منها، كما عبر سموه عن سعادته بأن تكون جامعة القصيم سباقة في مناقشة مثل هذه الآفة وإيجاد الحلول المناسبة لها، مشيرًا إلى مسؤولية الآباء ورؤساء الأندية والمسؤولين عن تقديم القدوة الحسنة لأبنائهم وتربيتهم على ثقافة التحلي بالروح الرياضية.
وعبر سمو أمير القصيم عن ثقته في أن الجميع سيكونون على هذه المنهج، وسوف يبتعدون عن التشنج والتعصب ومعاداة الأندية الأخرى، مشيرًا إلى أهمية دور أندية المنطقة التي قدمت مبادرات عديدة لمكافحة التعصب الرياضي وتكريس الوطنية وحب الوطن، وهذا شيء يذكر ويشكر لأندية المنطقة التي لا تنحصر مهامها على الجوانب الرياضية، بل على الجوانب الوطنية والاجتماعية، مثل هذا الملتقى، مشيداً بأوراق العمل المطروحة من داخل وخارج المملكة، سائلاً الله -العلي القدير- للجميع التوفيق والسداد، ومقدما الشكر لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود وجميع منسوبي الجامعة والعاملين على هذا المؤتمر.
من جهته، عبر معالي الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود مدير الجامعة عن سعادته بتنظيم مؤتمر حول التعصب الرياضي بالجامعة، ومناقشة هذه الظاهرة السلبية من الجانب العلمي، معتبرًا أن هذا من الأدوار المهمة التي تؤديها الجامعة تجاه الرياضة التي أصبحت ترتبط بالتنمية في الكثير من المجالات، مؤكدا أن الرياضة بأنواعها لها دور أساسي ورئيسي في دعم التطور والنماء في وطننا المملكة العربية السعودية.
وأشار “الداود” إلى أهمية أن تمارس هذه الرياضات بمختلف أنواعها في جو من الألفة والمحبة والتنافس الشريف والأخلاق الحميدة، موضحًا أن ظاهرة التعصب هي آفة يجب أن نقف عندها ونحدد آثارها، ونتحدث حولها ونناقشها وندون حلولها، حيث سيسعى في ختامه إلى إيجاد الحلول والمقترحات التي تساعد القائمين على الرياضة، وتساعدنا نحن كجهات علمية وتعليمية وبحثية، وتساعد الجهات المشرفة كهيئة الرياضة وغيرها من الأندية على الحد من هذه الظاهرة، التي لا يمكن أن يقبل بها مجتمعنا، ولا يمكن أن نقف تجاهها مكتوفي الأيدي، فلا بد من السعي لإيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليها، وقد سعت الهيئة العامة للرياضة للحد من هذه الظاهرة بالكثير من البرامج، ونحن نشترك معهم للبحث في الجانب العلمي والتربوي تجاه هذه الظاهرة.
وأعلن “الداود” في نهاية كلمته أن مجلس الجامعة وافق على تحويل قسم التربية الرياضية وعلوم الحركة إلى كلية مستقلة، وسترى النور قريباً، مقدمًا الشكر لجميع المنظمين لهذا المؤتمر والمشاركين من داخل المملكة وخارجها وجميع الإعلامين والحضور، سائلاً الله للجميع التوفيق والسداد.
من جانبه، بيّن رئيس اللجنة العلمية الدكتور سامي السنيدي عميد كلية التربية أن حكومة خادم الحرمين الشريفين أولت اهتماما بالغاً بالرياضة، فقامت بإنشاء الأندية الرياضية تحت مظلة الهيئة العامة للرياضة، كما حرصت على فتح أقسام التربية البدنية وعلوم الرياضة بالجامعات السعودية، وركزت رؤية 2030 على أهمية دور الرياضة ومكانتها في خلق مجتمع حيوي، وتطوير الجيل القادم من الشباب بدنيا وصحيا، وذلك سعيا لتحقيق الأهداف المرجوة من الرؤية وزيادة الوعي الرياضي في مختلف فئات المجتمع، ولكن قد يحيد المهتم بالرياضة بعيدا عن المعاني الحقيقية لها، والمتمثلة في التنافس الشريف والاستمتاع والتحلي بالروح الرياضية.
وأوضح “السنيدي” أن الرياضة تعتبر عامل ربط بين أفراد  المجتمع على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، لذلك يعاني المجال الرياضي من ظاهرة التعصب الرياضي والتي تعتبر أحد السلوكيات السلبية، التي تدمر هذه الروابط وتسهم في تفتيتها، ويضعف المواطنة الصالحة ويزيد من انتشار العنف والشغب في الملاعب الرياضية والأماكن العامة، وقد يصل تأثيره على البيت الواحد، وإن كانت هذه الظاهرة ليست بالجديدة  ولكن أسهمت عدة عوامل في تفاقمها وتغذيتها في الآونة الأخيرة، لذا حرصت جامعة القصيم، ممثلة في كلية التربية بتوجيه من معالي مدير الجامعة، على عقد هذا المؤتمر للتعرف على الأسباب وما يترتب عليها والوصول إلى الحلول العلمية والعملية.
وقال “السنيدي” إن هذا المؤتمر يهدف للتأكيد بدور المنافسات الرياضية في تعزيز الانتماء والولاء للوطن، وتوظيف الألعاب الرياضية في رفع سمعة المملكة العربية السعودية إقليمياً ودولياً، وكذلك التعرف على أسباب التعصب الرياضي وآثاره الضارة على بناء المجتمع الحيوي، ونشر الوعي بأهمية دور الرياضة في الاندماج والتماسك المجتمعي والتكاتف بين الأفراد، وما تعكسه من آثار على النمو الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. كما يسهم في تقديم الأفكار والمقترحات للحد من التعصب الرياضي، والوسائل الكفيلة بتحجيمه، وتنمية وتعزيز الأخلاق الرياضية في الأوساط الرياضية والمجتمعية.
كما تتناول محاور المؤتمر إبراز دور المؤسسات التعليمية والأندية الرياضية والأنظمة والقوانين في الحد من تلك الظاهرة، ويتناول المؤتمر العديد من المحاور من أهمها الآثار السلبية لهذه الظاهرة على تطور الألعاب والرياضات بالمملكة، ودور المؤسسات التعليمية والتربوية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة والأنظمة في التوعية والحد منها، خاصة بين الجماهير الرياضية، بالإضافة إلى علاقة وسائل الإعلام، وأوعية التواصل الاجتماعي في زيادتها، ودور مدونات أخلاقيات الإعلام ومواثيق الشرف الإعلامي المهني في مكافحتها والتقليل من آثارها.
وأضاف “السنيدي” أن مجالات الأوراق العلمية المتنوعة التي تقدمت للمشاركة في المؤتمر بعد الفحص والتحكيم من اللجنة العلمية إلى 24 بحثاً في عدة مجالات منها العلوم الرياضية والتربوية والنفسية، وكذلك في مجال علم الاجتماع، بالإضافة إلى العلوم الشرعية والثقافة الإسلامية والأنظمة، حيث شارك العديد من الباحثين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها، وكانت المشاركات من خارج المملكة من جمهورية مصر العربية والجزائر والسودان والعراق والسويد.
وناقش المؤتمر عدة محاور لمعالجة ظاهرة التعصب الرياضي على النحو الآتي، المحور الأول: الآثار السلبية لظاهرة التعصب الرياضي على تطور الألعاب والرياضات في المملكة، وتأثير ذلك على تميزها وقدرتها على المنافسة محليًّا ودوليًّا، والمحور الثاني: دور المؤسسات التعليمية والتربوية والأندية الرياضية ومؤسسات المجتمع ذات العلاقة في توعية أفراد المجتمع، خاصة الجماهير الرياضية بمخاطر التعصب الرياضي، وأهمية إشاعة الأخلاق الرياضية والتنافس الشريف بين الأندية وجماهيرها، والمحور الثالث: علاقة وسائل الإعلام، وأوعية التواصل الاجتماعي بزيادة التعصب الرياضي، ودور مدونات الخلافيات الإعلام ومواثيق الشرف الإعلامي المهني في مكافحة التعصب وآثاره، والمحور الرابع: دور الأنظمة والقوانين في الحد من ظاهرة التعصب الرياضي، والآليات والإجراءات الكفيلة بضمان تفعيل هذه الأنظمة والقوانين وتنفيذها.  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى