تغطيات

برعاية سمو أمير القصيم وحضور سمو نائبه.. مؤتمر الإيجابية بالجامعة يفتح آفاقًا رحبة لتحسين نمط حياة الفرد والأسرة والمجتمع

الداود: السعودية وطن الإيجابية منذ أن تأسست وسوف تستمر -بإذن الله- وتوفر لمواطنيها متطلبات الإيجابية وتعزز جودة الحياة
التركي: الإسلام قرر التطبيق العملي للإيجابية والتفاؤل وحث عليها بل ورتب عليها الأجر والمثوبة قبل أربعة عشر قرنا
القرني: دور الإيجابية يتعاظم ويبلغ مداه حين يبنى على أساس علمي ويستند على منهجية البحث والتقصي

أوضح مدير الجامعة أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- قد أدركت هذا المعنى المهم في حياة المواطنين حينما جعلت برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة؛ والذي يعنى بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم بالطمأنينة والرضا والاستقرار والتوازن، وذلك من خلال تهيئة البيئة اللازمة التي تضمن صناعة مواطن إيجابي مثل توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي، وتحسين نمط المعيشة، وتعزيز مشاركة المواطن في الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.
وأشار “الداود” إلى جهود إمارة منطقة القصيم بقيادة سمو أمير المنطقة وسمو نائبه اللذين كان لهما السبق في المبادرات المتنوعة التي تهدف إلى صناعة الإيجابية وتعزيز التفاؤل وتطوير الذات، وتحفيز الإبداع والابتكار لدى أفراد المجتمع عموماً ولدى الشباب خصوصاً، وأصبحت مثلاً يشاد به للبرامج التنموية، وبيت خبرة للمبادرات الإيجابية.
وأضاف: أن جامعة القصيم قد سعت بصفتها أحد المحاضن العلمية والتطبيقية لتحقيق الإيجابية من خلال العديد من البرامج مثل: إنشاء كرسي متخصص يسهم من خلال المشاريع البحثية والدورات التدريبية وورش العمل والمؤتمرات والندوات في تنمية الإيجابية وترسيخها، والتطوير التقني المستمر لخدمات الجامعة المقدمة، الأمر الذي يسهل الوصول إلى الخدمة بجودة عالية، إضافة إلى إيجاد برامج لقياس رضا المستفيدين من خلال مؤشرات قياس تساعدنا في التصحيح والتطوير المستمرين لخدمات الجامعة.
كما سعت الجامعة لتشجيع جميع مسؤوليها بضرورة الاهتمام بالمراجعين وطالبي الخدمة، وتخصيص وقت معلن لمقابلتهم وتلبية احتياجاتهم وفق الأنظمة واللوائح، وإقامة العديد من البرامج والأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية والترفيهية التي تزيد من تقدير الطلبة لذواتهم وتطور قدراتهم وتنمي مواهبهم وتعمق ولاءهم لوطنهم وولاة أمرهم، فضلاً عن إعطاء مساحة واسعة من الاهتمام بطلاب المنح وتسهيل متطلباتهم وتنظيم برامج خاصة بهم، مما يعكس إيجابية المملكة لديهم.
وأشار معالي مدير الجامعة إلى أن هذا المؤتمر الذي يرعاه سمو أمير المنطقة والذي افتتحه سمو نائبه ما هو إلا أنموذج من اهتمام الجامعة بمجال تنمية الإيجابية وتحسين جودة الحياة، حيث حرصت الجامعة على تنوع المشاركات في هذا المؤتمر من داخل المملكة وخارجها، وعلى عرض المبادرات والتجارب والخبرات للمؤسسات المختلفة بغية الاستفادة منها، مبينًا أن أبرز الجهات التي تشارك في عرض برامجها في مجال تنمية الإيجابية: إمارة منطقة القصيم، ووزارة الصحة، ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وبرنامج فكرة لوطني، وعدد من التجارب الدولية التي يحملها المشاركون من خارج المملكة.
وقدم معاليه في ختام كلمته الشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم ولسمو نائبه على الدعم والتشجيع المستمرين للجامعة ومنسوبيها، كما قدم الشكر لفضيلة الشيح صالح بن عبدالعزيز السعوي على دعمه لكرسي تنمية الإيجابية والذي نبع منه هذا المؤتمر، وكذلك للمشاركين من داخل المملكة وخارجها، وللزملاء المنظمين في اللجنتين التنظيمية والعلمية واللجان الفرعية المساندة.
من جانبه، أكد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الأستاذ الدكتور أحمد التركي كلمة اللجنة المنظمة للمؤتمر أن الإيجابية مصطلح حديث يعني بمجمله التقدير الصحيح للذات وللجوانب المشرقة للحياة التي نعيش فيها، وتوظيف ذلك للتفاعل مع الآخرين على النحو الذي يحقق الغاية من إيجاد الإنسان في هذه الحياة، مشيراً إلى رأى علماء النفس الغربيين بأن 60 ألفا من الأبحاث المنشورة لديهم قبل عام 2000 كانت تتحدث فقط عن الجوانب السلبية في حياة الناس وكأن الحياة خلت من الخير تماما، وهذا أدى إلى انتشار التشاؤم والنظرة السوداء للحياة، وبعد ذلك تنادى علماء النفس إلى تغيير هذا النمط وإبراز الجوانب الإيجابية في حياة الناس التي تبعث على الأمل والتفاؤل بدلا من التشاؤم. وهذا يعني أن الاهتمام بالإيجابية بدأ في العالم الغربي بعد الألفية الثانية.
وأشار “التركي” إلى أن دين الإسلام قد قرر التطبيق العملي للإيجابية وحث عليها، بل ورتب عليها الأجر والمثوبة قبل أربعة عشر قرنا، والمتأمل لسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجدها تطبيقا عمليا للإيجابية على جميع المستويات الفردية والأسرية والمؤسسية، بل كان التفاؤل وبث روح السعادة وسد أبواب الحزن والكآبة ومقاومة الكسل هديا ثابتا في حياته ومنهجه وفي تربية صحابته وأمته، موضحا أنه من هذا المنطلق جاء الاهتمام الكبير من قيادة المملكة العربية السعودية بتعزيز الإيجابية وترسيخها في حياة الفرد والمجتمع والمؤسسات، بل إن رؤية المملكة 2030 تستلهم الإيجابيةَ في كل برامجها ومبادراتها.
مؤكدا أن الجامعة إسهاما منها في تعزيز الإيجابية فقد سعت إلى إنشاء كرسي بحثي يعنى بتنمية الإيجابية وتعزيزها من خلال الأبحاث والتأليف والدورات التدريبية وورش العمل والمحاضرات وشراكات التعاون مع الجهات ذات العلاقة، وقد حمل الكرسي اسم الشيخ عبدالعزيز بن صالح السعوي رحمه الله رحمة واسعة، وجعل هذا الكرسي صدقة جارية له ومصدرا معينا للحسنات ورفعة الدرجات، ومؤكدا أيضا على دور إمارة منطقة القصيم التي كان لها نصيب كبير من غرس مفهوم الإيجابية وترسيخها لدى مواطني المنطقة، وذلك من خلال توجيه سموَّ أمير المنطقة ونائبه بإطلاق العديد من المبادرات النوعية الملهمة والمحفزة لكل شرائح المجتمع نحو التفاؤل والسعادة وغرسِ الولاء والانتماء للوطن العزيز.
تناولت كلمة اللجنة المنظمة رغبة الجامعة في تفعيل دور الكرسي في تنمية الإيجابية من خلال تنظيم هذا المؤتمر، الذي تم الإعلان عن المشاركة فيه وفق المحاور التي حددتها اللجنة العلمية للمؤتمر، حيث استقبلت اللجنة العلمية ثلاثمائة وأربعين فكرة بحثية عبر البوابة الإلكترونية للكرسي جاءت من سبع دول هي: المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات والجزائر والمغرب وتونس وماليزيا، وبعد الفرز المبدئي للمقترحات البحثية من قبل اللجنة العلمية تم قبول سبع وخمسين فكرة بحثية، وبعد التحكيم النهائي قُبل منها تسعة وعشرون بحثاً، يتم عرض أربعة عشر بحثا منها في هذا المؤتمر على مدى يومين خلال خمس جلسات، بينما سيتم نشرها جميعها في السجل العلمي للمؤتمر.
وأوضح “التركي” أن هذه الأوراق العلمية تتناول محاور مختلفة أهمها تحرير مفهوم الإيجابية والتعريف بالإيجابية الفردية والأسرية والمجتمعية والمؤسسية، ودور الإيجابية في تعزيز قيم المواطنة والتجارب المحلية والدولية للإيجابية، كما يشارك في هذا المؤتمر متحدثون مميزون من الجامعة الأمريكية في القاهرة ومن إمارة منطقة القصيم ووزارة الصحة ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية وبرنامج فكرة لوطني لعرض تجاربهم وخبراتهم الناجحة في مجال تحسين جودة الحياة والإيجابية.
بدوره، ألقى الدكتور عبدالله القرني كلمة المشاركين في المؤتمر، والتي أكد فيها على إيماننا جميعا وتصديقنا بقول المصطفي، صلى الله عليه وسلم: “أمر المؤمن كله خير”، وهذه الخيرية المكفولة من الله -عز وجل- ستكون خير دافع لأن نكون إيجابيين (أفرادا إيجابيين – مجتمعا إيجابيا، بل حياة مكتملة الأركان بالإيجابية، وهذه الإيجابية وإن كانت مرتبطة بتفاصيل حياتنا كوننا أفراداً مسلمين بحمد الله تعالى، إلا أن دورها سيتعاظم وسيبلغ مداه حين يبنى على أساس علمي ويستند على منهجية البحث والتقصي لنصل إلى تحقيق نشر الإيجابية المنشودة، وإن كانت الأمم تتسابق نحو دروب التميز والنهضة متخذة من خطط التنمية سبيلاً.
وأكد “القرني” أننا أبناء المملكة العربية السعودية (قيادة وشعباً) اتخذنا من رؤية المملكة العربية السعودية 2030 منذ أن رسمها وأقرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله تعالى، رؤية لكل أعمالنا، لنصل إلى ما يصبو إليه ولاة أمرنا، وإلى ما نتطلع إليه جميعنا من أن تظل المملكة العربية السعودية دوماً وأبداً على قدر عال من ريادة العالم أجمع، ومكانة متميزة وهبها الله -عز وجل- لهذا الوطن، نحافظ عليها ونسعى إلى التفوق يوما بعد يوم بإذن الله تعالى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى