«اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَم»
الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز
أمير منطقة القصيم
إن العلم منارة الحياة ونورها الساطع الذي يسهم ويساعد على تنامي البلدان وازدهارها، وفق اهتمامها بالتعليم وتركيزها على الأجيال ليبقى نورهم ساطعاً بالعلم لا ينطفئ أبداً، وهو اليد التي تمسك بالعالم لتقوده للتطور والعزة والرفعة، إذ إنه منهاج ديننا الحنيف الذي حثنا عليه النبي المصطفى محمد -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف عن أبي الدرداء -رَضِيَ اللَّهُ عَنه- قال سمعت رَسُول اللَّهِ يقول: (من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سهل اللَّه له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر) رَوَاهُ أبُودَاوُدَ وَالتِّرمِذِي، وحديث أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال: قال رَسُول اللَّهِ: (من خرج في طلب العلم فهو في سبيل اللَّه حتى يرجع) رَوَاهُ التِّرمِذِي.
إن اهتمام أبناء هذه البلاد المباركة بالعلم واستغلالهم لما يحظى به قطاع التعليم بالمملكة من دعم وافر من قبل سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، يبرهن على أن العلم هو الحياة بأسمى معانيها من خلال تسلحهم بالمعرفة والدراية، لمواجهة الأعداء وحفظ عقولهم وعقيدتهم من كل انحراف فكري.
إن ما تبذله جامعة القصيم من جهود ومخرجات عالية وخادمة للنمو والتطور والتنمية لخدمة المنطقة وأبنائها، جعل منها صرحاً من صروح العلم والمعرفة في هذا الوطن المبارك، وأسهم وبشكل مباشر في التحسين من نوعية الحياة وجودتها، وما نشهده هذا اليوم من تخريج هذه الدفعة المباركة من أبناء المنطقة هو أكبر برهان لما تقدمه الجامعة من خدمات للمنطقة وأبنائها في العديد من المجالات.
كل منا يعرف ويشاهد أمامه واقعاً علمياً ملموساً من خلال ما يشهده الوطن والعالم أجمع من تطورات في العديد من المجالات الطبية والزراعية والصناعية ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات والتقنية، والتي كانت بفضل الله، سبحانه وتعالى، ثم بما ينهله العلماء من علم ومعرفة.
إن ذلك التقدم العلمي في منهاج الحياة هو نتاج عقول علماء استلهموا كل ما هو مفيد لخدمة مجتمعاتهم وأوطانهم والعالم بأسره، ومهما تحدثنا عن العلم وفضله في الحياة فلن نوفيه حقه، وتبقى الرسالة الربانية لنبي الرحمة قبل 1453 عاماً بقوله تعالى “اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ” هي أساس منهج يستلهم من خلاله طريق الوصول إلى النجاح وتحقيق التطلعات المنشودة.