سياسة خارجية فاعلة ومؤثرة ومتوازنة عمقت وجود المملكة في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي
السعودية في عام.. المملكة تواصل تقدمها وإنجازاتها في شتى المجالات «عامًا بعد عام»
اكتمال منظومة القضاء المتخصص بتدشين المحاكم العمالية وبدء التحول الرقمي للتوثيق بقرابة 3.6 مليون عملية ما بين وكالات وعمليات على العقارات وغيرها
وزارة الثقافة تعمل على تكريس حضور المملكة في المحافل الثقافية العالمية والترويج لمختلف الأعمال والإبداعات الفنية والثقافية السعودية
بفضل من الله، ثم بحنكة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظهما الله – تواصل بلادنا الغالية سعيها الحثيث للرقي والتقدم في شتى المجالات، وجعل المواطن السعودي في مقدمة الشعوب استقراراً وأمناً ورخاء.
انقضي عام 1440هـ المليء بالإنجازات على مختلف الصعد المحلية والعربية والإسلامية والدولية، كما سجل للمملكة العربية السعودية العديد من المنجزات التي سيحفظها التاريخ المعاصر بأحرف من نور لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بوصفه رجل الحزم والسلام والأمن.
تمكّن خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – بتوفيق من الله أولاً، ثم بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً، وأصبح للمملكة وجودا أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، فشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
وعلى المستوى المحلي، وبالرغم من التحديات، نجحت المملكة العربية السعودية بفضل من الله في تحقيق نجاح قياسي لموسم حج هذا العام 1440هـ، نجاح أكدته لغة الأرقام التي عكست حجم المجهود الضخم الذي قدمته المملكة بمختلف أجهزتها لضيوف الرحمن، وعبّر عنه فيض المشاعر والمواقف الإنسانية التي جسدت معاني الحب والرحمة المتبادلة بين الحجيج وقوات الأمن، فأبهرت العالم بصورٍ تناقلتها وسائل الإعلام العالمية تنطق دون كلام.
حيث بلغ عدد الحجاج هذا العام 2,489,406 حاج، منهم 1,855,027 حاجاً من الخارج، ومن الداخل 634,379 حاجاً، كما بلغ عدد القوى العاملة في الحج من مختلف الجهات أكثر من 350 ألفاً، بالإضافة إلى 35 ألف متطوع ومتطوعة، بينهم 120 ألف رجل أمن، و200 ألف من مختلف القطاعات، و30 ألف ممارس صحي.
كما أن الجهات الخيرية وزعت أكثر من 26 مليون وجبة خلال حج هذا العام تحت إشراف لجنة السقاية والرفادة بإمارة منطقة مكة المكرمة.
كما تم نقل 2,489,406 حاج من عرفات إلى مزدلفة خلال ست ساعات منهم 360.000 حاج عبر قطار المشاعر و100.000 استخدموا طرق المشاة والباقي تم نقلهم عبر 20,000 حافلة.
وفي مجال الخدمات الطبية تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من نصف مليون حاج وتحجيج 400 حاج من المنومين بواسطة القافلة الصحية الطبية”.
كما تواجدت 173 مستشفى ومركزاً صحياً وعيادة متنقلة عملت خلال حج هذا العام بلغت طاقتها السريرية 5000 سرير، وتم إجراء 336 عملية قلب مفتوح وقسطرة و2700 عملية مختلفة”.
وفي المجال الصحي تسعى المملكة العربية السعودية إلى توفير كافة الإمكانيات الصحية المقدمة للفرد داخل هذا الوطن، حيث أعلنت وزارة الصحة إطلاق عدة مبادرات صحية فيما يخص برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، ويأتي ذلك ضمن سلسلة من المبادرات تبلغ أكثر من 40 مبادرة.
وقد حققت وزارة الصحة خلال الفترة السابقة الكثير من الإنجازات في قطاعاتها وخدماتها المختلفة، فعلى مستوى الرعاية الصحية الأولية، تم افتتاح أكثر من 80 مركز رعاية صحية أولية في مختلف أنحاء المملكة ليصبح العدد الإجمالي أكثر من 2,390 مركزًا صحيًّا تقدم خدمات الرعاية الأولية، والتحصينات، والتعامل مع الأمراض المزمنة، ورعاية الأمومة والطفولة لأكثر من 52 مليون مراجع، كما تم تطعيم أكثر من مليوني شخص ضد الأنفلونزا، كما زاد عدد المراكز الصحية التي تعمل لمدة 16 ساعة بنسبة 100%، وأصبح هناك 152 مركزًا صحيًّا يعمل بالنظام الممتد، وجنبًا إلى جنب هنالك 498 مركزًا صحيًّا يعمل بنظام الاستدعاء، كما زاد عدد المراكز الصحية التي تقدم الرعاية العاجلة بنسبة 50% لتصبح 107 مراكز.
وخلال هذا العام تمت مضاعفة أعداد عيادات الإرشاد لتقديم الرعاية النفسية الأولية لتصبح 55 عيادة موزعة في مختلف مناطق المملكة، وتمت إضافة العيادات الاستشارية في 82 مركزًا صحيًّا في مختلف مناطق المملكة، وكذلك زاد عدد عيادات مكافحة التدخين بنسبة 160%، وبلغ عددها الآن 160 عيادة. كما حصل 55 مركزًا على شهادة الاعتماد لمعايير الجودة الطبية من مجلس اعتماد المنشآت الصحية (سباهي).
وقد شهد قطاع الصحة خلال العام الجاري انطلاق مشروع المسح الصحي السكاني- بمشاركة 9300 من الطواقم الطبية والصحية بالمراكز الصحية – والذي يستهدف نحو 50 ألف أسرة في مختلف مناطق المملكة، ويهدف إلى تكوين قاعدة معلومات دقيقة عن الوضع الصحي بالمملكة.
إن النظرة الثاقبة والعزيمة الراسخة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وحرص حكومتنا الرشيدة للنهوض بالتدريب التقني شكل دعما مستمرا لهذا النوع من التدريب، وتغيير نظرة المجتمع وثقافته، وازدياد أعداد المقبولين بالكليات والمعاهد، وتنوع البرامج التقنية والمهنية، كانت من أهم أسباب نجاح المؤسسة.
حيث شهد التدريب التقني والمهني بالمملكة قفزة قوية وتقدما ملحوظ ومواكبة لسوق العمل، وما يؤكد ذلك هو مواكبة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني لرؤية المملكة 2030، حيث بدأت في برنامج التحول الاستراتيجي، وركزت على عدة أهداف قامت برسمها بحيث تتقاطع مع أهداف الرؤية الوطنية، فهي تلعب دورا أساسيا في هذا الجانب.
وهذا العام شهدت المنشآت التدريبية بكافة المناطق تقدم أعداد كبيرة من أبناء وبنات الوطن في كافة البرامج التقنية والمهنية، حيث تم قبول أكثر من 52 ألف متدرب ومتدربة من ثلاثة أضعاف المتقدمين، إضافة إلى التوسع في فتح الكليات التقنية للبنين والبنات والمعاهد الصناعية في جميع أنحاء مناطق المملكة ومحافظاتها، ويبلغ عدد المتدربين والمتدربات على مقاعد التدريب ما يقارب 200 ألف بكافة المنشآت والشراكات مع القطاعات الأخرى.
كما أن المؤسسة واكبت الرؤية حيث قدمت مبادرات عديدة ومنها التدريب المجتمعي «أتقن»، وهو تدريب كافة شرائح المجتمع على برامج ودورات قصيرة، ويصل عمر المتقدم لهذه البرامج حتى سن 60 عاما أو أكثر، حيث شهد البرنامج إقبالا منقطع النظير وحقق أعلى المعايير، وهذا دليل على وعي أبناء وبنات المملكة بأهمية التدريب التقني والمهني الذي أصبح مطلبا أساسيا، وأخذت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني على عاتقها التوسع في كليات التقنية للبنات وفتح تخصصات جديدة تواكب الرؤية الطموحة، حيث وصل عدد تلك الكليات إلى ما يقارب 30 كلية موزعة على مناطق المملكة، وفتحت تخصصات جديدة للمتدربات، منها إدارة الفعاليات وغيرها من التخصصات التي تهم المرأة السعودية، حتى تصبح شريكا أساسيا في مواكبة التنمية في التخصصات التقنية والمهنية التي يتطلبها سوق العمل السعودي، وهناك تخصصات أيضا طرحتها المؤسسة ومنها الطاقة المتجددة والإرشاد السياحي والتأمين التعاوني والحج والعمرة والروبوتات، وغيرها من التخصصات التي تواكب الشباب والشابات.
وكما هو الحال في بقية وزارات الدولة، شهد العام المنصرم اكتمال منظومة القضاء المتخصص بتدشين وزير العدل رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني للمحاكم العمالية.
كما شهد العام نفسه بدء التحول الرقمي للتوثيق، وعقدت محاكم المملكة أكثر من 2.2 مليون جلسة، فيما أصدرت المحاكم خلال الفترة ذاتها نحو 800 ألف حكم، فيما استقبلت محاكم التنفيذ 780 ألف طلب تنفيذ، بحسب وكالة أنباء السعودية “واس”.
أما ما يتعلق بالتوثيق فبلغ إجمالي العمليات المنفذة خلال العام الجاري في كتابات العدل قرابة الـ3.6 ملايين عملية ما بين وكالات وعمليات على العقارات وغيرها من خدمات التوثيق.
جاء تأسيس وزارة الثقافة في الثاني من يونيو عام 2018م، ليؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – على نمو القطاع الثقافي في المملكة والوصول به إلى المشهد العالمي.
وتسعى وزارة الثقافة لمواكبة التطورات المتنامية في المشهد الثقافي على مستوى العالم، حيث رسمت استراتيجيتها الرامية إلى تحقيق تحول ثقافي شامل وواسع النطاق، بحيث يصبح واقعاً ملموساً في قادم الأيام، وذلك بإعلان صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة إطلاق استراتيجية الثقافة تحت شعار “ثقافتنا هوينا”.
وتهدف رؤية وزارة الثقافة إلى إرساء الأطر الاستراتيجية اللازمة لعمل الوزارة، بهدف تطوير القطاع الثقافي السعودي وجهة رئيسية لتحقيق الأهداف والرؤى في المجالات المعنية بها كافة، ورسمها على أرض الواقع بأعلى المعايير والجودة، مواكبة لأهداف رؤية المملكة 2030م، وبناء وتعزيز الشراكات الثقافية والأنشطة المشتركة مع الدول الأخرى، إضافة إلى تشجيع الشركاء كافة على بذل ما في وسعهم لإتاحة منتجاتهم الثقافية باللغة العربية الفصحى، وتمكين أكبر عدد من الأفراد للاستفادة من البرامج المقدمة، فضلاً عن تكريس حضور المملكة في المحافل الثقافية العالمية ما ينعكس إيجاباً على الحضور الثقافي، والترويج لمختلف الأعمال والإبداعات الفنية والثقافية السعودية .
وتتمحور رؤية وزارة الثقافة وتوجهاتها إلى جعل الثقافة نمط حياة رئيس، ومساهماً في نمو الاقتصاد الوطني، ويعزز مكانة المملكة الدولية حيث حرصت الوزارة عند وضع رؤيتها على مشاركة الجميع من مختلف الأطياف في المملكة والشركاء المحليين والدوليين والخبراء الثقافيين والجهات المعنية بالقطاع بهدف تحديد أولويات التنمية الثقافية في المملكة.
وتضمنت رؤية وزارة الثقافة على 6 محاور عمل رئيسية من خلال قيادة القطاع الثقافي لضمان وجود الأطر التنظيمية والتشريعية المناسبة والفعالة، وكذلك تطوير البيئة الثقافية ودعم الجهات لتكون أكثر قدرة على المشاركة الفعالة في تنمية القطاع الثقافي، إضافة إلى الأطر التنظيمية الممكنة، والتبادل الثقافي العالمي، وتقدير المواهب ورعايتها، فضلاً عن حفظ التراث والثقافة السعودية، بمنهجية وآليات تثمن النجاحات والإنجازات المحققة داخل القطاع الثقافي.
وشملت رؤية وزارة الثقافة وتوجهاتها 16 قطاعاً، تبدأ بالاهتمام بالمتاحف والتراث، واللغة العربية، وكذلك الأفلام والعروض المرئية والموسيقى، إضافة إلى الشعر والفنون البصرية، والمكتبات، والتراث الطبيعي والأزياء والفنون الأدائية والمهرجانات، إضافة إلى الكتب والنشر والعمارة والتصميم والمواقع الثقافية والأثرية والطعام وفنون الطهي.
وتهدف الرؤية إلى تمكين وتشجيع المشهد الثقافي، بما يعكس حقيقة الماضي العريق، والمساهمة في بناء مستقبل يعتز بالتراث ويفتح للعالم منافذ جديدة ومختلفة للإبداع والتعبير الثقافي، حيث تتطلع الوزارة إلى الإسهام في ازدهار القطاع الثقافي، ما ينعكس إيجاباً في تعزيز الهوية الوطنية، ودفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين جودة الحياة، إضافة إلى زيادة فرص العمل وتقوية النسيج الاجتماعي، ورفع مستوى السعادة.
وتعمل وزارة الثقافة على استحداث كيانات قطاعية جديدة مختصة، مهمتها الإشراف المباشر على تنمية القطاعات الثقافية الفرعية، ولضمان أقصى مستويات الكفاءة والفعالية في تنفيذ الرؤية والتوجهات، حيث تبلغ عدد الكيانات التي ستستحدثها الوزارة 11 كياناً تضاف إلى الكيانات الثلاثة القائمة حالياً في المملكة لإدارة قطاعات ثقافية فرعية وهي: قطاعات التراث الطبيعي والمواقع الثقافية والأثرية والمهرجانات والفعاليات، وتختص هذه الكيانات الجديدة بالقطاعات الفرعية الأخرى التي تبنتها الرؤية والتوجهات على أن يختص كل كيان بقطاع فرعي واحد، باستثناء قطاعات اللغة والشعر والكتب والنشر، التي ستكون تحت كيان واحد نظراً للترابط الكبير بينها.
وتعد الثقافة جزءاً أساسياً من برنامج التحول الوطني 2020 م، الذي تسير عليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، حيث تحرص الوزارة على العمل بجعل الثقافة عاملاً لتكريس مفاهيم التعايش والحوار والسلام، بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً ونماء، وتصدير الثقافة السعودية بتاريخها وإرثها وتقاليدها العريقة على المستوى العالمي.