«الجامعة ورسالتها الأخرى»
صاحب السمو الملكي الأمير
د. فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز
تأتي مشاركتي بهذه المقالة بمناسبة انطلاقة صحيفة الجامعة برؤية جديدة وطموح متجدد, وهذا لا شك مما تُشكر عليه إدارة الجامعة ممثلة في معالي مديرها وأركان إدارته, وزملائه وكافة الأبناء والبنات, طلاب هذه الجامعة التي لا شك أنهم هم من يصنع مادة هذه الصحيفة التي نسأل الله أن تكون منبر خير لهم.
الإعلام من أمضى الأسلحة التي لها أثر بالغ الخطورة, على كافة المستويات السياسية و الاجتماعية وكذلك الفكرية, فكما لا يخفى على الجميع بأن الكثير من الصراعات والكثير من الأفكار المتطرفة والضالة كان المغذي الرئيس لها إعلام يحمل أجندة هدفها سيء وخبيث.
لكنني أجزم بأن الصحف الورقية لم تعد تلك المنابر المؤثرة كما كانت قبل عقد أو عقدين, ما لم يرافق الورقي آخر الكتروني يسهل تواصل المتلقي وتفاعله مع هذه الوسيلة, أما أن تكون ورقية فقط فأعتقد أن ذلك غير مجدٍ ولا يمكن أن يحقق الرسالة.
وأجدها فرصة ما دمنا نتحدث عن الإعلام أن أشير إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي أضحت صاحبة الحظوة الكبرى عند المتلقي, فمنها يستقي معلوماته وأخباره, الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها, فهي الوسيلة الأسرع والأقرب له أينما كان, لكنني أرى فيها خطورة بالغة ما لم يكن المتلقي على قدر المسؤولية في التفريق بين الغث والسمين, فهذا الكم الهائل من البث الإعلامي المختلف يضع الإنسان على المحك في أن يكون مستفيداً او متضرراً من تلك الوسائل وكذلك ممن هم تحت ولايته, ولعلي هنا أشير إلى بعض التجاوزات التي تُرتكب من بعض ما يسمون بالمشاهير, وهي تجاوزات لا نقبل أن تصدر من أبنائنا أو بناتنا الذين تربوا على الأخلاق الفاضلة وفي بيوت كريمة عُرفت بصلاحها واستقامتها, ولذا فإننا نستغرب أشد الاستغراب أن تصدر مثل هذه الأمور من هؤلاء الأبناء والبنات, ونؤكد على أن دولتنا بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده حفظهما الله لا يمكن أن يقبلوا بمثل هذه التجاوزات التي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع, ولذا فإنني أوصيكم جميعاً بأن تسخروا هذه التقنية فيما يخدم دينكم ووطنكم وقيادتكم, وأن تكون وسائل تواصل فيما يحقق أهدافكم العلمية والعملية.