خوارزميات غوغل
حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية، إدارة الإعلام والاتصال
عند الحاجة للبحث في الإنترنت، سيكون خيارك الأول محرك البحث الأشهر (غوغل)، فتحت خوارزمياته وبين أرقامه كم هائل لا يعد ولا يحصى من قواعد البيانات، تعمل بشكل منظم لتجعل من تجربة البحث عملية هي الأسرع والأكثر دقة، فكيف يحدث ذلك؟
عام ١٩٩٦، وتحديداً في جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا، ظهرت فكرة غوغل كمشروع بحثي لنيل درجة الدكتوراه بدأه الطالبان لاري بيج وسيرجي برن، وقد افترضا بيج وبرن أن محرك البحث الذي يقوم بتحليل العلاقات بين مواقع الشبكة من شأنه أن يوفر ترتيبًا للنتائج أفضل مما هو متاح، بترتيب النتائج حسب عدد مرات ظهور المصطلح الذي يتم البحث عنه.
ومنذ ذلك الحين، توالت النجاحات الواحدة تلو الأخرى لتكون غوغل واحدة من أكبر الشركات في مجال الإنترنت، واليوم يواجه بيج وبرن تهمة مفادها أن مهندسي غوغل يعملون وراء الكواليس على تغيير الخوارزميات التي بدورها ستغير نتائج البحث لصالح شركات دون أخرى بتخفيض مرتبة المواقع المزعجة والحفاظ على قوائم سوداء مع تفضيل ترتيب البحث لكبار المعلنين دون غيرهم.
هذا الاتهام هو جزء من تحقيق كشفت عنه صحيفة (وول ستريت جورنال) كان شرارة خلاف، كما تزعم الصحيفة، بين بيج وبيرن بشأن كيفية التعامل مع المحتوى غير المرغوب فيه أو المفعم بالكراهية، فالأول يرى بأن من حق غوغل أن تكون أكثر صرامة للتدخل باستباقية ضد المواقع المشبوهة، بينما يرى بيرن أن نتائج البحث لا بد أن تولد بصورة موضوعية ومستقلة عن تعقيدات أولئك الذين يعملون في غوغل.
وبين رأيي “بيج وبيرن” تستمر صحيفة (وول ستريت جورنال) في تحقيقها الذي لو وجه للغراب توتير لكان أكثر نفعاً فلربما حرك شيئاً في مياهه الراكدة.