أثر المناطق المرتفعة على صحة الإنسان
أ.د. عبدالله المسند
أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا
خلال فصل الصيف ولارتفاع درجة الحرارة يكثر سفر الناس للأماكن المرتفعة في دول شتى، بحثاً عن درجات الحرارة المنخفضة، وبحثاً عن المناظر الخلابة، ولكن.. كثير من المسافرين ومن حيث لا يشعرون يدخلون في بيئة جبلية مرتفعة، والتي لها خواصها الجغرافية والمناخية والفيزيائية والتي ينبغي أن يدركها المسافر حيث تؤثر على صحته.
وعندما يسافر الإنسان إلى مناطق جغرافية مرتفعة سيعاني من ظاهرة نقص العناصر الغازية الثقيلة كغاز الأكسجين، وهذا يسبب مرض يُدعى بمرض المرتفعات أو بأمراض الجبل الحاد Acute mountain sickness ، ومن أعراضه: الصداع، الغثيان، التقيؤ، الاضطرابات في النوم، الإعياء، ضعف الشهية، ضيق في التنفس بسبب عدم استنشاق أكسجين كاف، وهذا المرض يصيب (بعض) المسافرين إلى مناطق جبلية مرتفعة، بغض النظر عن جنسه وعمره ولياقته، وعادة تبدأ أعراض المرض بعد نحو 6 ساعات إلى 24 ساعة، والأعراض عادة تزداد في فترة الليل أكثر، وعليه يُنصح بشرب كمية كبيرة من المياه، وتجنب التدخين، وممارسة الرياضة في اليوم الأول، ويفضل تناول وجبات خفيفة ولكن عالية السعرات الحرارية.
وعادة تبدأ أعراض المرض من ارتفاع 2400م، وعندما يصل المسافرون إلى ارتفاع 3500 فإن نحو 25% منهم تبدأ أعراض المرض لديهم، في حين 50% من المسافرين تبدأ أعراض المرض عند ارتفاعات تناهز 6000م، ولعلاج الأعراض تلك ينبغي النزول إلى ارتفاعات أقل، وعليك بإخبار مرافقيك بأي تغيرات تشعر بها فوراً، ولا تتجاهل الأعراض، واعلم أنها قد تتطور إلى التأثير على الدماغ والرئتين عبر تراكم السوائل فيهما وهنا مكمن الخطورة، علماً أن هناك أدوية خاصة لأعراض المرتفعات، اسأل عنها أقرب طبيب.
ومن أجل التخلص النسبي من داء الارتفاعات عليك أن ترتفع كل يوم 400م فقط، من أجل التأقلم والانسجام حتى تتجنب الأعراض ما أمكن، كما يُفضل تجنب الطيران مباشرة إلى مواقع جغرافية مرتفعة جداً.
من جهة أخرى جسم الإنسان يمكن أن يتأقلم مع المرتفعات وقل الأكسجين عبر التنفس السريع وضربات القلب المتسارعة، وهذا يحتاج إلى بضعة أيام، ولكن عندما يصل الإنسان إلى خط الموت (أعلى من 8000م) فإن الجسم لا يستطيع أن يتأقلم ومن ثم يموت، وهذا لا يتأتى إلا في أعلى قمة إفرست في نيبال.
ومخاطر الأماكن المرتفعة الصحية قد لا تتوقف عند مرض الجبل الحاد، بل هناك مخاطر تتعلق بأمراض البرد المعتادة، وبالتعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV) وهذا له موضوع آخر، ولكن باختصار حاول أن تتجنب سقوط أشعة الشمس على جلدك ما أمكن، عبر لباس يغطي معظم بشرتك، وقبعة تحمي رأسك ووجهك من الأشعة، وينبغي استعمال نظارة شمسية للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية.. هذا والله أعلم.