الشعب الوفي يجدد البيعة
الدكتورة سارة بنت عبدالله الفرحان
عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية
أطلت الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – على الشعب السعودي، فقابلها هذا الشعب الوفي بتجديد البيعة التي قدمها أجداده للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله –، وربما يجد العالم صعوبة كبيرة في فهم فلسفة العلاقة الاستثنائية التي تربط الشعب السعودي بقيادته لأنها علاقة روابطها مستمدة من قيم دينية راسخة ومعايير اجتماعية متجذرة، أثبتت الأيام والأحداث أن هذه الروابط أقوى من كل النظريات المنظمة للعلاقة بين الحاكم وشعبه، وما يثير الإعجاب أن الشعب السعودي يؤمن إيماناً عميقاً أن معاييره الحاكمة لهذا الأمر هي الأصدق والأوفى.
فمن يتأمل الأحداث والمتغيرات التي مرت بها المنطقة منذ 2011 م، والمآلات المدمرة التي انتهت إليها هذه المتغيرات يتيقن أن ثقة القيادة بشعبها وثقة الشعب بقيادته كانت هي الاستثناء الواعي في المنطقة، الذي تحطمت على أسواره كل عمليات الاستهداف الإعلامي، لإحداث ثقب صغير في سياج التلاحم الوطني المثير لدهشة العالم.
والشعب السعودي يمارس علاقته بوطنه وقيادته بتلقائية المسلمات، لذا أصبح المساس بقيادته أو وطنه أمر لا يمكن قبوله تحت أي ظرف بل إن مجرد محاولة عابرة للمساس بهذه العلاقة تنشط الحس الوطني في أفئدة الشعب السعودي على كافة المستويات، فذاكرة أيام شتات الحال قبل توحيد المملكة ما تزال تُستدعى لبؤرة العبرة والاعتبار كلما كان الوطن هو الحديث.
أجيال تتبع أجيال، وأحوال تخلف أحوال، والسعودية تواصل مسيرتها النهضوية بفضل الله وكرمه، ثم حكمة قيادتها الرشيدة ووفاء أبناء شعبها، فها هي بالرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة تواصل مسيرتها نحو تحقيق رؤية 2030، التي ظن البعض أنها مجرد أحلام مطلقة في فضاء لحظات تجلي لا أكثر.
ستبقى المملكة – بإذن الله –، ثم رعاية وحكمة قيادتها ونباهة ووفاء شعبها آمنة مطمئنة مزدهرة وفية للمسلمين، مساهمة مع دول العالم المتحضر في صيانة الأمن والسلم العالميين، ومعززة للمسيرة الاقتصادية العالمية.
حفظ الله وطننا وحفظ لنا قيادتنا وشعبنا.