الآثار السلبية للمبيدات الكيميائية
د. نجلاء صالح عبد الله سليمان
كلية العلوم والآداب بعنيزة
لقد أظهرت جميع الإحصائيات العلمية والطبية بفحص المتبقيات داخل الأنسجة قبل اكتشاف الـ “د. د.ت” عام 1942 أنها لا تحتوى على أي أثر للمبيدات، ولكن بعد ذلك التاريخ وجد أن الأغذية تحتوي على نسب متزايدة بتركيزات ترتفع سنة بعد أخرى من المبيدات في اللحوم والمنتجات المشتقة من دهون الحيوانات، وأيضا تحتوي على أعلى تركيز لبقايا المبيدات.
ومعظم أنواع المبيدات لا تتأثر بالحرارة لأنها مركبات عالية الثبات حيث لا تتأثر بالحرارة، ولذلك فإن أغلبية المبيدات التي تدخل الجسم عن طريق الغذاء مثل اللبن من الأغذية التي نادرا ما تكون خالية من المبيدات، وتتمثل الآثار الخطيرة للمبيدات على الإنسان في تراكم المبيدات في الأنسجة والمناطق الذهنية والتي تمثل 18 ٪من وزن الجسم، ولذلك تتسرب المبيدات إلى كل خلية من خلايا الجسم وإلي الدهون أحد مكونات أغشية الخلية، وبالتالي تؤثر المبيدات على عملية الأكسدة وإنتاج الطاقة وهما من أكثر الوظائف الحيوية داخل الخلية ولذلك إذا تأثرت أحدهما تتوقف الحياة.
ويرجع ذلك لتأثير المبيدات على الإنزيمات التي تقوم بهذه العمليات، وأيضا فإن تراكم المبيدات في الأنسجة الحية يؤدي إلى اضمحلال القدرة علي الإنجاب وتؤثر أيضا على الحيوانات المنوية وتقلل حركتها مما يؤدى إلى عدم الإخصاب، حيث تقوم المبيدات بتحطيم قدرة الخلية على الانقسام الطبيعي في الإنسان، وبالتالي حدوث تغيرات في الجينات التي تحمل الصفات الوراثية وأيضا يمكن أن تظهر صفات جديدة في الأجيال (الطفرة) ويمكن أن تتحول إلي خلايا خبيثة سرطانية.
يعتبر الكبد من أهم الأعضاء الذي يتحكم في الأنشطة الأساسية في الجسم مثل هضم المواد الغذائية وتخزين السكر- بناء البروتين – والحفاظ على مستوى الكولسترول في الجسم. ولكن للأسف نتيجة تراكم المبيدات بالكبد تؤدى إلى إتلافه فتقلل من قدرته على القيام بوظائفه الأساسية مثل انهيار خطوط الدفاع ومصانع الإنتاج في الخلية وبالتالي انتشرت أمراض الالتهاب الكبدي وتليف الكبد ثم الفشل الكبدي.
كما تلعب جميع المبيدات الهيدروكربونية الكلورونية دورا هاما في التأثير على الجهاز العصبي مباشرة وخاصة المخيخ وقشرة المخ فتؤدى إلى حدوث ثقل وآلام في الأطراف والإحساس بالإجهاد العضلي والتوتر العصبي، وشعور بالأرق والاضطراب الحاد والتشنجات، وقد تؤدى بعض المبيدات الأكثر سمية إلى فقد الذاكرة والأرق، بالإضافة إلى حدوث تلف مستديم للأنسجة العصبية، كما تسبب الاضطراب الذهني، وحدوث عقم عند الطيور، والحيوانات والإنسان، وعموما فقد أظهرت أيضا كثير من الدراسات العلمية أن هناك علاقة وطيدة بين استخدام المبيدات وبين التشوهات التي تحدث للأجنة.