«دافور»
د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل
«الدافور» في محيطنا الاجتماعي هو عبارة عن مَوْقد نار من الغاز متنقل له قيمة عالية وأهمية أساسية لدى أهل الطلعات و(الكشتات)، حتى صار مجالا للتنافس والإبداع في أشكاله وأحجامه وقوة حرارة ناره وسرعة إنضاجه عند هواة البر والصيد..
ولكن يبدو أن عوامل التعرية والتقلبات الجوية والشبابية نقلت السيد (دافور) من الاستعمال المجتمعي العرفي إلى محيط البيئة التعليمية، ولعل من أهم الأسباب ويمكن أن يكون الشرارة الأولى في إطلاقها (شلَّة) تجمع بينهم رابطة البر و(الكشتات)..ولقد كان أعلى شيء في محيطهم والمسيطر على إعجابهم هو (الدافور) فبدأوا بإطلاقه على طالب متميز وجاد ومجتهد ينتمي إلى إحدى الجاليات العربية في ثانويتهم العامة، حيث كان مادة (دسمة) أثناء جلستهم الليلية حول النار وقريبا من السيد (دافور) الذي حظي هو الآخر بمادة (دسمة) من (النتْرِيَّة)…
ترجَّل المصطلح إلى الثانويات الأخرى عابرًا جميع المراحل التعليمية بما فيها المرحلة الجامعية.. ولنا أن نبحث عن وجه العلاقة والتقارب بين السيِّد المحترم (دافور) وبين الطالب المتميز الجاد المتفوق، فهل هي سرعة الإنجاز أو السرعة في طهي الطعام والمعلومات بفعل الحرارة الشديدة.. غير أن توجُّها آخر يرى أن العلاقة تتمثل في أن الشلة الواحدة قد يكتفون بـ (دافور)واحد وإن كان باستطاعة كل واحد منهم أن يُحضِر (دافورا) كذلك الحال في القاعة الدراسية يكفي فيها (دافورا) واحدا وإن كان باستطاعة جميع الطلاب أن يكون شُعْلَة ملتهبة في القاعة!!!
تطور المصطلح ولبس عمامة الفخر وصار من يطلق عليه يمشي مرفوع الرأس بعد أن كان ساحة رحبة للتندر والسخرية.. وصار من الممكن أن يوجد في القاعة اثنان أو ثلاثة يحيا بهم الأستاذ ويحصدون الإنجازات الأكاديمية والطلابية..
الغريب في الأمر أنَّ (الدوافير) (الكشتيَّة) والتعليمية تتفق في المهمة وتختلف في النتائج فهل يمكن أن يوجد لدينا جامعات متخصصة في صناعة (الدوافير)؟ وتحاول استنساخها !! وتمنح الشهادات العليا فيها..