الأعمال بالخواتيم
أ.د. فاطمة الرشيدي
أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية
إنما الأعمال بالخواتيم.. هذه حقيقة وقانون لا تقتصر على الأمور الدينية فقط، وإنما على كل مجالات حياتنا وتعاملاتنا.
ففي مجالنا الأكاديمي لن تكون الخاتمة في انتهاء رصد واعتماد المواد، بل إن الخاتمة الحقيقية تكمن في الإجابة على السؤال: هل تجاوز الطالب فعليا المادة بفهم واستفادة من المادة أم لا ؟.. هنا فقط سيكون النجاح والرسوب للأستاذ قبل الطالب وهذا هو المحك الحقيقي.
في حياتنا الإدارية، الخاتمة بالإنجاز الفعلي على أرض الواقع بعيداً عن ضغط الورق في الملفات، وفي مدى تحقيق التغيير البشري الجذري في اتجاهات وقيم وسلوكيات الطاقم الذي عمل معه أو ترأسه وليس مجرد التغيير الظاهر.
في حياتنا الاجتماعية، تحديداً الخواتيم هي النقطة المفصلية ليس في بقاء تلك العلاقات من عدمه وإنما في الأثر الذي تحدثه تلك النهايات في نفوس الآخرين، فبها تنكشف وتتحقق المعاني الفعلية لجوهر النوايا وصدقها، فقد تكون النهاية بموقفها العابر كافية لتدمير تاريخ جميل يسبقها.. لذلك وكما قيل (أحسنوا النهايات كما أحسنتم البدايات)
حياتنا كلها مسارات متنوعة.. طويلة كانت أم قصيرة.. فإنها تتخللها محطات كثيرة كفيلة بإكسابنا الخبرة والنمو في شتى صوره، وهي الكافية لأن تكون المحطة الأخيرة خاتمة لطيفة مهما كانت قسوة تلك التوقفات والعقبات.