كبح جماح «الأنانية» في بيئة العمل
فهد بن نومه
رئيس التحرير
الأنانية هي تبني الإنسان لآراء إيجابية دوما نحو نفسه، مع نزعته وعشقه للسيطرة والتملك, وهي التي تجعل الإنسان لا يرى أو يهتم إلا بشخصه هو, وهي غريزة فطرية، ولكنها يجب أن توضع في موضعها ولا تتعدى ذلك إلى الغرور والتكبر واحتقار الآخرين واستصغارهم وتسفيه آرائهم، ويظن أنه دائما على صواب ولا يعترف بالخطأ.
وعندما تكون الأنانية بهذا المعنى متواجدة في بيئة العمل فإنها تؤثر سلبا على الأداء وتعطل الإنجاز والنجاح، وتتحول المنافسة الإيجابية بين أعضاء الفريق الواحد إلى منافسة غير شريفة.
لماذا نطلق اسم «فريق العمل» على الموظفين والعاملين في جهة ما ؟
لأن هدف هذا الفريق وغايته واحدة، وإن تباينت أدوار كل عضو من أعضائه، فلكل منهم دوره المحدد الذي يؤديه ويتكامل مع دور زملائه، في منظومة متناغمة يدعم كل منهم الأخر ويساعده لضمان الوصول إلى أعلى درجات الإنجاز، هذا الإنجاز الذي ينسب في النهاية للفريق ككل وليس لفرد واحد يفتخر به وينسبه لنفسه في النهاية ويهمش أدوار الأخرين، ويعتقد في ذاته أنه لولا هو ما تحقق هذا النجاح.
ورغم ضرر الأنانية إذا تواجدت عند أعضاء الفريق الواحد، فإن ضررها الأشد يتجلى عندما يكون المدير أو المشرف أو قائد المنظمة هو الذي يمتلك روح الأنانية تجاه فريقه، هو الذي يفتخر بالإنجاز ويحصد النجاحات نيابة عنهم، ويحاول أن يحجم ظهور فريقه في الصورة وبروز أي من أعضائه، فهنا تكون الأنانية جريمة كبرى لأنها حتما ستؤدي إلى فشل الفريق وعدم مواصلة العمل المنوط به على الوجه المأمول، وتقلل من روح الانتماء للمنظمة داخل نفوس الفريق.
وعندما نستطيع أن نقتل روح الأنانية في داخلنا ونتغلب عليها بشكل كبير، بحيث تكون لغة الافتخار بفريقك دائما نقطة أساسية حاضرة أمام عينيك وأمام أعين الأخرين في شتى المناسبات، ليتوزع النجاح بين كافة من شاركوا فيه، فإننا بذلك نكون قد قطعنا شوطا كبيرًا في استمرار وديمومة الإنجازات.
ولا أفشي سرًا إذا قلت أنني قد اقتبست فكرة مقالي من مقولة الأستاذ محمد التونسي مدير مجموعة MBC في السعودية حينما قال: “عندما تكبح جماح الأنانية تنجح بفريقك”، وهو رجل عمل في الكثير من المؤسسات الإعلامية وأدارها بكفاءة عالية، ولذلك أنصحكم بكبح جماح الأنانية في نفوسكم، حتى ينجح فريقك وتصنع منهم أشخاصًا لديهم القدرة على القيام بمهام العمل والنجاح في أي مكان.
ولتعلم أن أي فريق ناجح ومتميز، قد استطاع قائده أن يقتل روح الأنانية للذات وافتخر بفريقه..