علم ينتفع به
محمد صالح العيسى
طالب بقسم البصريات بكلية العلوم الطبية التطبيقية
التخصصات كأعماق البحار.. وكل تخصص يختلف عمقه عن التخصص الآخر والعلم كالبحر، والبحر مليء بالأعماق فالواجب من الطلاب العائمين في هذا البحر أن يخرجوا إلينا بعلم يفيد المجتمع ويجعل الجهل ماضي، والعلم مستقبل ينظر إليه ليؤجر هذا الطالب العائم في عمق التخصص كما في الحديث الصحيح 931- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: “إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ”. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
وفي قوله (أو علم ينتفع به) وهذا فيه فضل العلم, وأن المعنى: الإنسان إذا مات وخلف كتاب أو تلاميذ قد انتفعوا به, بقي له الأجر مستمراً في التلاميذ وتلاميذ التلاميذ الذين تعلموا, والكتب التي ألفها, وفي المحاضرات والندوات التي أقامها, وانتفع بها الناس, يبقى له أجر بإذن الله تعالى.
فمن الطبيعي أن نجد طالب الطب ينقصه علم طالب الهندسة والعكس صحيح، فيجب على الطلاب مشاركة المعلومات فقد يعتقد طالب قسم معين أن المعلومات التي يملكها معروفة وبسيطة وفي الحقيقة يجهلها أغلب الناس والسبب لأنهم لم يتعمقوا بالتخصص نفسه, وقبل التفكير في مشاركة المعلومات بين التخصصات يجب عليك أيها الطالب أن تكون شغوف بهذا التخصص الذي تبحر فيه.