أعمدة

خلاف على الخصوصية

حسن أحمد العواجي
مساعد المشرف للشؤون الإدارية – إدارة الإعلام والاتصال


الكل غاضب من فيسبوك هذه الأيام.. حتى مارك زوكربيرغ غاضب ولكن من شركة آبل.. وتحديداً من رئيسها التنفيذي تيم كوك الذي صرح مؤخراً لصحيفة نيويورك تايمز متهماً موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بانتهاك سياسة الخصوصية وتسريب بيانات المستخدمين.
وأوضح كوك في تصريحه بأن فيسبوك كان وراء جملة من المشاكل العاصفة التي حدثت مؤخراً بما فيها التدخلات الروسية في انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ٢٠١٦، هذا التصريح دعا زوكربيرغ لمنع موظفيه من استخدام هواتف آيفون في مباني ومكاتب الشركة كردة فعل على هذه التصريحات التي اعتبرها مسيئة في حقهم.
وبين تصريح كوك وردة فعل زوكربيرغ وجملة الفضائح التي تكشفت مؤخراً يرى المستثمرون في أقدم وأشهر موقع تواصل اجتماعي بأنه على الأخير أن يترجل عن منصب رئيس مجلس الإدارة، فقد آن الأوان لذلك.. ويكتفي بمنصب الرئيس التنفيذي، فهو كما يرى منتقدوه يتصرف في الشركة بشكل متفرد وكأنها ملكية خاصة وهذا لا يتناسب مع سياسة الشركات الناجحة فتصرفاته الفردية هي من قاد الشركة لما وصلت إليه ولابد من الاستعانة بقائد جديد يعيد لفيسبوك بريقها في ظل المنافسة الكبيرة من شركات أخرى.
قصة مارك وتشبثه ولعب الدور المزدوج تدعونا للتأمل.. هل القيادة فن أم قوة أم الإثنين معاً؟ قيل قديماً بالعامية – صاحب شغلتين كذاب – ورغم يقيني بأن من لديه القدرة والفن معاً سينجح وإن كثر المنتقدون ولكن في حالة زوكربيرج تحديداً بعد سلسلة الفضائح والاستعانة بشركات لتشويه صورة شركات منافسة فلن تهداً هذه المحنة إلا بإعلانه التخلي عن منصب رئيس مجلس الإدارة ليبقى المساهمون وينقذ ما يمكن إنقاذه..
فالفترة القادمة ستكون عصيبة على البرنامج الأقدم والأشهر للتواصل الاجتماعي ولكي لا يكون فيسبوك في خبر كان .. فهل يعي زوكربيرغ ما معنى الخصوصية؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى