الأسماء المستعارة لماذا يلجأ لها الطلاب أثناء عرض تظلماتهم؟ وما الذي يخشاه الطالب من مواجهة المسؤول؟
الطلاب يبررون: نخشى ردة فعل المسؤول وانتقامه.. ولكي نحظى بالاستعطاف والتفاعل
الأحمد: مستخدمو الأسماء المستعارة يعانون من ضعف الثقة بالنفس ويرغبون في التحرر من القيود والنيل من الأخرين
رئيس اللجنة الطلابية الدكتور خالد العايد: للطالب الحق في تقديم تظلم للجنة الحقوق الطلابية خلال 15 يومًا من تاريخ الواقعة
يواجه الطالب خلال سنوات دراسته في مختلف المراحل الدراسية بعض المواقف الصعبة التي من الممكن أن تسبب له نوعًا من الأذى أو تترك في نفسه آثارًا من الغضب تجاه مسؤول ما، أو جهة ما، ولكن تختلف الطرق من طالب إلى أخر في التعامل مع مثل هذه المواقف فمنهم من يتجاهل الموقف برمته ويتخطاه، ومنهم من يراجع نفسه ويعدل من سلوكه حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف، ومنهم يقرر المواجهة ويحاول حل هذا الموقف، ومنهم أيضا من يسيطر عليه الخوف أو التردد أو فقدان الثقة في قدرته على فعل ذلك.
وفي بعض الأحيان تكون المواجهة صعبة، سواء مع الذات أو مع الأخرين أو العوامل المحيطة، وهنا يواجه بعض الطلاب مشكلات متعددة في تعاملهم مع المسؤول لا سيما في حالات الشكاوى والتظلمات التي يتعرض لها بعضهم، فيلجأ الطالب منهم للمسؤول ملتمسا حلا للمشكلة سواء كانت على الصعيد الشخصي أو العام، لكن بعضهم يتردد في عرض مظلمته لتخوفه من تداعيات ونتائج ذلك، فيلجأ إلى استخدام أسماء مستعارة لمخاطبة المسؤول من خلال قنوات التواصل الاجتماعي.
ويعزو عدد من الطلاب أسباب إخفاء أسمائهم الحقيقية في كثير من الأحيان إلى تخوفهم من ردة فعل المسؤول وانتقامه، لا سيما في المسائل الأكاديمية وهو الأمر الذي يؤثر سلبا على التحصيل العلمي للطالب حسبما يقول بعضهم، كما يتعمد بعضهم خلف هذه الأسماء انتقاد سلوك المسؤول وتمييزه في التعاطي مع تظلمات الطلبة، لكن أكاديميون وتربويون يقللون من تفاقم المشكلة ومن نتائجها السلبية خصوصا إذا تم تفعيل لوائح الحقوق الطلابية… فكيف ينظر الطالب إلى هذه الظاهرة التي باتت تهدد مستقبله الأكاديمي وماهي الحلول التي يراها للحد من تنامي المشكلة وكيف يقيم المسؤول والتربوي هذه القضية وما هي المعالجات التي يطرحها لاحتواء الموقف، وهل هناك ما يمكن أن يفعله لكسب الثقة اللازمة لمواجهة الأخرين؟ وكيف يمكنه فعل ذلك؟
«صحيفة جامعة القصيم» التقت عددًا من المسؤولين والطلاب للإجابة على هذه الأسئلة المطروحة.
ما الذي يخشاه الطالب من مواجهة المسؤول أو تقديم شكاوى باسمه الصريح؟
يقول الطالب صالح العقيل من كلية اللغة العربية والدراسات الاجتماعية: إن الطالب يخشى أن يكون اسمه معروف وأي شكوى أو طلب يقدمه يُرفض بسبب معرفة أنه هو المُرسل، ويؤكد الطالب عبدالمجيد العدل من كلية الصيدلة، أن العين تكون عليه بحيث إنه لو قدّم مثلاً إضافة مادة أو غيره يكون فيه عليه سوابق لديهم، ويبين الطالب معاذ المطيري من كلية العلوم، خشية الحقد من الطرف الأخر سواءً من المسؤول المباشر أو غير المباشر أو عضو هيئة التدريس.
وتحدث الطالب مشبب آل نومه من كلية العلوم الطبية التطبيقية، خشية الخوف من أن تتحول إلى قضية شخصية ومن ثم يؤثر ذلك على مسيرته التعليمية، وتحدث الطالب منيب القصير من كلية الصيدلة، أنه يخشى التعرض له بالمستقبل خارج إطار الصرح التعليمي وكذلك المواجهة بالرفض لأي طلب ممكن تقديمه للمسؤول حتى وإن كان الطلب تطوعياً .
لماذا يختفي بعض الطلبة خلف أسماء مستعارة؟
يفضل “العقيل” أن يرسل بأكثر من اسم ولا يكون محصورًا على اسم محدد، ويقول “العدل” لأن الغرض من طلب الشكوى تطوير الخدمة وليست معرفة أصحاب الشكاوى، ويبين “المطيري” لأخذ راحتهم بالكلام دون الخوف من الأقارب أو الشخص المتحدث إليه، يضيف “آل نومه” ليستطيعوا أن يعبروا عما بداخلهم بكل أريحية، ويؤكد “القصير” أنه يلجأ بعضهم إلى تغيير شخصيته إلى أخرى ليجد تفاعلًا واستعطاف من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والمبالغة أحيانا حتى يتم النظر له وجذب الاستعطاف ومثالاً لو كان من الجنس الأخر فيجد التفاعل والتسهيلات من المسؤول والرد عليه بالإجابة الكافية والعكس مع العكس.
وهل هناك انتقادات بذيئة من بعض الطلبة في وسائل التواصل في إيصال مشاكلهم؟ وما الدافع خلف ذلك؟
يقول “العقيل” بسبب كثرة الطلبات اللي يرسلونها ولا يعطى الرد أو الجواب المقنع، ويؤكد الطالب “العدل”
أن هذا تصرف خاطئ طبعاً، الدافع قد يكون تقصير من المسؤول، وتجرؤ من الشاكي بما أنه باسم مستعار، ويضيف “المطيري” لأنهم اعتادوا على ذلك مع أصحابهم وأيضا التربية السيئة، وأضاف “آل نومه” أحياناً، بغرض الانتقام والتعبير عن غضبهم تجاه عضو هيئة التدريس ولكن هذا سلوك مذموم، ويؤكد “القصير” البذاءة انعكاس لفردية الشخص ولا يمثل إلا نفسه.
ما الطريقة المناسبة التي تراها كطالب في إيصال المشكلة
يقول “العقيل” فتح لجنة تدرس مشكلة الطالب وتكون بحضوره، ويقول “العدل” عن طريق المرشد الأكاديمي، ويقول “المطيري” الحل هو وضع رابط للشكاوي دون الحصول على معلومات الطالب والنظر في المشاكل العامة التي لا تتطلب وجود الاسم فكثير من المشاكل تحتاج إلى لفتة بسيطة لحلها، وبين “آل نومه” التحدث مع المسؤول مباشرة بطريقة لبقة أو عن طريق الطالب المسؤول بالقاعة، ويرى “القصير” تسهيل الوصول إلى المسؤول والنظر في الإشكالية بشكل جدي ويُسمع للشخص بأسلوب مهذب وليس وسيلة قمعية بالرد قبل الاستماع بشكل تام لأنه يتم معاملتنا بشكل غير مهني وحتى إن كان الجواب لا فيكون بالطريقة المناسبة.
هل يواجه الطالب تهديد أو مشاكل من أعضاء هيئة التدريس في إيصال شكواه؟
بيّن “المطيري” نعم، لا يواجهها بشكل مباشر ولكن تظهر في التعامل ونشر السمعة بين أوساط بقية أعضاء هيئة التدريس وسياسة الإقصاء غير المباشر ولكن واضح لنا علناً، ويؤكد “القصير” أن الطالب يواجه مشاكل من نفس عضو هيئه التدريس، وكذلك بقية الأعضاء من تأثير عضو واحد بشكل غير منصف، وقد لا تكون بشكل مباشر أمامك ولكن بغير مباشر ومفهوم بحيث تكون من خلال استصعاب بعض الأمور الأكاديمية السهلة والمعروفة، وقد تكون بالمشاركات اللاصفية وطريقه الاستبعاد، وقد تكون عن طريق توصيات متبادلة بينهم ولو أن هناك جهة تضمن حق الطالب وخصوصيته لكان أفضل لنا في أخذ حقنا ولكن تذهب المعاملة وتأتي كأنها لم تكن.
وفيما يتعلق بمعدلات الطلبة الذين تكثر لديهم المشكلات الأكاديمية أكد “الأحمد” أنها في الغالب تكون تحت 2,50 أي أنها بتقدير مقبول وقليل منهم من يتجاوز ذلك، مشيرً إلى أن انخفاض المعدل يرجع إلى عدة أسباب منها:
أولًا: عدم إدراك الطالب لعملية البناء التراكمي للمعدل وطريقة الحسبة للنقاط وساعات النجاح والساعات المحتسبة.
ثانيا: عدم إدراك ضرورة الحصول على معدل عال بداية من الفصل الأول في الجامعة ثم الاستماتة في ديمومته والاستمرار عليه.
ثالثًا: عدم إدراك أهمية التوازن بين الساعات المسجلة والمعدل التراكمي فتجد بعضهم يحرص على تسجيل ساعات أكثر مع أن معدله متدن، وبالتالي يتعثر ويصل إلى الرسوب والإنذارات الأكاديمية ثم لا يستطيع الخروج من هذا النفق إلا بكل صعوبة، وبالتالي تتراكم عليه الساعات المحتسبة فيصعب عليه رفع المعدل .
رابعًا: عدم تعويد النفس على الجدية وتنظيم الوقت والمتابعة أولًا بأول.
خامسا: بعض الطلبة ليس لديه الاستعداد الكافي في تأجيل الأشياء التي يرغبها وتميل إليها نفسه فيصرُّ على الاستمرار فيها بالتزامن مع الدراسة الجامعية، ثم لا يلبث أن يجد نفسه وجها لوجه مع الفرص الأكاديمية والمدد المحددة في اللائحة.
وعن استخدام الأسماء المستعارة في عرض شكاوى الطلاب، أوضح عميد عمادة القبول والتسجيل الدكتور فهد الأحمد، أنها من الظواهر غير المرغوب فيها لدى بعض الطلبة الذين يحاولون التخفي وراء أسماء غير معلومة وإطلاق أسماء على أنفسهم تتسم بالغرابة أو الطرافة أو التهويل، مرجعًا هذه الظاهرة إلى عدة أسباب من أهمها:
- ضعف أو انعدام الثقة بالنفس بحيث يكون الناقد ذا شخصية مترددة أو خائفة أو ضعيفة تذوب في الآخرين وتخضع لتصرفاتهم، وتنطلق من وجهات نظرهم دون أي اعتبار للفوارق الفردية أو مراعاة للظروف المتغايرة.
- الاستماع إلى نصائح وأحكام زملائهم الذين سبقوهم أو عاصروهم وتصديقها دون أدني تمحيص أو اعتبار للمتغيرات والفوارق الفردية.
- عدم معرفة بعض الطلاب والطالبات بحقوقهم وعدم الاطلاع على اللوائح والأنظمة التي تهمهم وهذا يشكل لديهم ضبابية وقد يجبرهم على التصرف غير السليم في المواقف والأزمات التي يمرون بها فيهربون إلى المجابهة غير الحقيقة من خلال التخفي بأسماء وهمية تضعف موقفهم وتكون نتيجتها ضياع حقوقهم وعدم قدرتهم بالمطالبة بها خوفا من كشفهم أو مرافعتهم قانونيًا.
- الرغبة في التحرر من القيود وإطلاق القلم أو اللسان في السبِّ أو الشتم والانتقاص وقد يكون بألفاظ سوقية وساقطة، وحينها ينحرف الأمر عن مساره وينقلب إلى التشفي والنيل ممن يزعم أنه ظلمه أو بخسه حقه.
- الغفلة عن الأثر المترتب في النقد الهادف وهو حصول المقصود وتربية النفس على الفضائل والحوار الهادف في المطالبة بالحقوق.
- التساهل في غيبة المسلمين وتوزيع الحسنات التي كسبها الشخص على من وقع في أعراضهم وانتهك حقوقهم .
من جهته، أوضح رئيس اللجنة الطلابية الدكتور خالد العايد، أن الجامعة أنشأت لجان الحقوق الطلابية بهدف تحقيق مجتمع جامعي متجانس تسود فيه روح التعاون المتبادل بين منسوبيها، ولإقرار مبادئ العدل والإنصاف كدعامة أساسية في بناء مجتمع مثالي داخل الجامعة ودعم حقوق الطلاب على أسس تتوافق مع الأنظمة واللوائح المطبقة بها، إضافة إلى تقديم الاستشارات اللازمة للطلاب وتبصيرهم بحقوقهم الجامعية وكيفية الحصول عليها باللجوء إلى القنوات النظامية والرسمية داخل الجامعة في إطار القواعد والأنظمة المعمول بها.
ونوه “العايد” إلى أن الاختصاص الذي تقوم به هذه اللجان لا يعتبر بديلا عن اختصاص اللجان الأخرى مثل لجان التأديب واللجنة الدائمة لمشاكل الطلاب الأكاديمية، والأنظمة واللوائح المطبقة بالجامعة، حيث تعطي لجان الحقوق الطلابية الأولوية للمساعي الودية في حل تظلمات الطلاب لتوفير مناخ ملائم من التعاون بين منسوبي الجامعة ليكون أساسا لمنح كل ذي حق حقه.
وعن شروط تقديم التظلمات إلى لجان الحقوق الطلابية، أكد “العايد” أنه لا يجوز للطالب أن يتقدم بتظلمه بعد مرور (15) يوما من تاريخ حدوث الواقعة محل التظلم إلا في حال وجود عذر شرعي أو نظامي، على أن يبين هذا العذر في محضر اللجنة، كما لا يجوز له أن يتقدم بتظلمه أكثر من مرة عن ذات الواقعة، مشيرًا إلى تقديم التظلم من الطلاب يجب أن يتم طبقا للنموذج المعد لهذا الغرض بحيث يحدد موضوع تظلمه مشفوعًا بالأدلة التي يراها تثبت حقه، حيث يتسلم الطالب إيصالا يفيد استلام اللجنة لتظلمه.
ولفت إلى أن لجان الحقوق الطلابية لها الحق في أن تطلب من الجهة أو الشخص المتظلم منه موافاتها برد كتابي على ما ورد بالتظلم خلال أسبوع من تاريخ إخطاره بذلك رسمياً، كما يجوز للجان أن تطلب حضوره للمثول أمامها.
في حين تباشر اللجنة الدائمة المهام التي تدخل في نطاق اختصاصها، ولها على وجه الخصوص النظر بتظلمات الطلاب التي يحيلها مدير الجامعة، وتظلمات الطلاب التي لم تفصل فيها اللجان الفرعية خلال المدة المحددة في هذه القواعد، إضافة إلى تظلمات الطلا ب ضد القرارات الصادرة من اللجان الفرعية، وتظلمات الطلاب التي ترى اللجنة الفرعية إحالتها إلى اللجنة الدائمة لسبب من أسباب التنحي، أو عدم الاختصاص.
وأوضح “العايد” أنه في حال إذا ما رأت اللجنة الدائمة رفض التظلم لعدم كفاية الأدلة المثبتة للواقعة المتظلم منها فعليها ان تصدر قرارًا مسببا بالحفظ، كما يجوز للجنة الدائمة عند ثبوت كيدية التظلم أن تصدر توصيتها بإحالة المتظلم إلى اللجنة الدائمة لتأديب الطلاب، حيث تعد القرارات الصادرة من اللجنة الدائمة نهائية ما لم يعترض صاحب الشأن على قرارها إلى مدير الجامعة خلال (15) يوما من تاريخ الإبلاغ بالقرار ، حيث يجوز لمدير الجامعة عرض تظلمه على مجلس الجامعة، ويبلغ القرار الصادر من اللجنة الدائمة إلى ذوي الشأن لتنفيذه.
وفيما يختص بتشكيل اللجان الفرعية بالكليات، أشار “العايد” إلى أن تشكيل اللجنة الفرعية يتم بقرار من مجلس الكلية لمدة سنة قابلة للتجديد، وتتألف هذه اللجنة من ثلاثة أعضاء بهيئة التدريس ويشترط ألا يكون أي منهم يتولى منصبًا إداريًا في الكلية، على أن يكون أحد الأعضاء رئيسا للجنة، ويجوز تشكيل لجنة فرعية مماثلة في شطر الطالبات، حيث يدخل في اختصاص هذه اللجان تظلمات الطلاب الخاصة بحقوقهم التي تمس العدل والإنصاف، ولا يتقدم الطالب بتظلمه إلى اللجنة الفرعية حتى يستوفي مخاطبة الجهات المعنية داخل كليته، ويتعذر عليه الوصول إلى حقه، ويبين ذلك في طلبه المقدم للجنة الفرعية، وتنظر اللجنة الفرعية في تظلمات الطلاب الواردة إليها في موعد أقصاه (15) يوما من تاريخ تقديم التظلم.