الرأي

حتى أنت يا بروتوس؟

أ. مشاعل العبدالرحيم
مدرسة جامعة القصيم لتعليم القيادة

ربما لأني أفتقد رشاقتي في الكتابة حاليا ستكون هذه السطور ثقيلة ومتخمة، وربما أن الكلمات لن تعبر قلبك لكنها ستمر حتماً على عقلك أيها القارئ. تماما كما هي بعض أيامنا تزورنا ثقيلة قاتمة متشابهة لا يغيرها سوى صفحة التقويم، لكنك تظل معلقا باليوم الذي لم يأت بعد، متشبثا بأمل أن يزورك يومُ لطيف تلونه فرحة صغيرة من حيث لا تحتسب. ما الحياة دونما هذه الآمال والأماني التي تقطع بها أيامك ولياليك؟
افتقدت بعض روحي في أيام سابقات، وبدوت كائنا شاحبا يتجنبه الأصدقاء ويبعد عنه الأحبة حتى زارتني صديقة لم تكن أيامها كما تحب وتأمل.
جاءت إلي كالمستجير من الرمضاء بالنار دون أن تعلم أني أسوأ حالاً وأكثر نقماً على هذه الأيام التي شحّت علينا بما نريد.
فلما علمت بادرتني قائلة: حتى أنت يا بروتوس؟!
فأجبتها حتى بروتوس يا صديقة! 
عشنا جميعاً هذه الرتابة، هذا التكرار الثقيل وهذا التراكم والوعي بأننا منهكون من السير في خط واحد ووجهة واحدة، وبقدر ما يورث فينا من ملل فهو لا ينفك يدعونا شوقاً للتغيير، من منا تغير لأنه لم يمل؟  هل تساءلت يوماً ماذا لو لم نشعر بالملل؟  ما حاجتنا للأصدقاء إذن؟
الحمد لله على الأيام المتشابهة لولاها لما بحثنا عن المختلف، نغيب فنلتقي ونمرض لنشفى ونسافر لنعود. الحمد لله على اعتياد تلاه دهشة، وعلى خيبات متتالية وانتصار يتيم على كل الأمنيات التي لم تجيء والحلم الذي تحقق على لحظات أبكتنا وأيامٍ أبهجتنا، على أرواح غادرت وأخرى بقيت معنا.. تتلقفها الأيام. أيها الحانق على أيامه: كن ممتنا لهذه الأوقات، قاوم هذه الرتابة، تسلح بصديق وتزود بالأمل وانهض للغد.. سيكون بك أبهى وأجمل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى