كيفية التعامل مع المراهقين
د. مديحة فخري محمود
أستاذ مساعد بكلية العلوم والآداب بالمذنب
تعتبر مرحلة المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان؛ نظرا لما يعتريها من تغيرات عدة تشمل جميع جوانب نمو الفرد، ولذا يجب على المربين التعامل معها بعناية فائقة وحساسية شديدة حتى يمكن للمراهق أن يعيش مراهقة سوية معتدلة؛ فكثير من المراهقين يمرون في هذه المرحلة بالعديد من الأزمات النفسية التي ما لم يتم التعامل معها بحكمة قد يؤدي ذلك إلى انحرافه عن الطريق السوي وإلى عواقب قد لا تحمد عقباها.
وتشمل التغيرات التي يمر بها المراهق التغيرات الجسمية مثل النمو السريع في كافة أعضاء الجسم والطول والوزن والغدد، وهو ما يؤدي إلي تغير في شكل المراهق وصوته وإلى شعوره بالإعياء والإجهاد والنوم الكثير، هذا التغير الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلي سوء توافقه مع الواقع، وهنا يجب علي المربين أن يساعدوا المراهق علي تقبل شكله كما هو وتوعيته بتلك التغيرات وعلاقتها بالصحة العامة وأداء العبادات، وكذلك عدم إرهاقه بالأعمال الشاقة التي تزيد من إحساسه بالتعب.
كما يحدث للمراهق نمو عقلي يشمل نمو الذكاء العام والقدرات العقلية العليا ونمو الميول والاهتمامات والمفاهيم المجردة، ويغلب علي تفكيره التفكير المادي والموجه للخارج، وهنا يجب علي المربين تدريبه علي النظرة المعنوية للأمور وتوجيه ميوله واهتماماته لما فيه الفائدة.
أما من الناحية الانفعالية فتتسم أغلبها بالتناقض بين الحزن والفرح، والنشاط والكسل، والتفاؤل والتشاؤم، والمحافظة والانفتاح، والبكاء لأتفه الأسباب، هذا بالإضافة إلي شعوره بالقلق، والحيرة، والخجل، والاستغراق في أحلام اليقظة، وهنا يجب علي المربين معاملة المراهق علي أنه شخص مسؤول وإرضاء غروره وإعطائه مكانته وعدم تجريحه أمام الآخرين وتوجيهه لتحقيق أحلامه بالجد والعمل وليس مجرد التمني فقط.