أعمدة

الطاقة السلبية

د. فهد بن سليمان الأحمد
عميد عمادة القبول والتسجيل

صنف من البشر يخالطنا ويعيش بيننا.. وقد نألفه ونخدع به في البدايات.. لأنه يحسن الدخول إلى ذواتنا ويستهوي شيئا من فضولنا.. طبيعته التذمر من كل شيء.. إن جلس مع زملائه أو جلست مع زميلاتها فأكبر همه أو همها الوقوف على معايب ومثالب الآخرين والأخريات؛ في أخلاقهم أو طباعهم أو نمط عيشهم وتعاملهم.. وهكذا تطغى لديه هذه الطاقة حتى يتجاوز إلى نقد التوجه العام في النمو.. في المنشآت.. في القرارات.. سلبي بدرجة يجعل الحياة بكل شؤونها سوداوية ليس فيها إيجابي من وجهة نظره… لا مجال للجمال والحسن في قاموسه..
أي قرار يصدر أكبر همه التنقيب عن المكامن التي لا تتوافق مع رغباته ومطالبه.. غريب في مواقفه وقراراته.. متقلب في مواطن إعجابه.. فقد يعجب في خصلة في قرار أو عمل لكنها نفسها لا تعجبه في موقف أو قرار مشابه.. لديه قدرة عالية على التفريع في النقد.. والتنويع في المعايب…
إنه طاقة سلبية تتمدد ببطء في المجالس والمنتديات وداخل الصداقات وبين الأقران وزملاء الدراسة والعمل.. تتسلل إلى ذواتنا فتَسْتَنْبِت فيها التذمر.. وتنفخ فيها بروح التسخط والشكاية…
وبالتالي لا نزال نراوح مكاننا نتقاذف أخطاءنا حتى نفقد اتجاه البوصلة الصحيح.. فلا نكاد نرى بيئة هي المعنية في السعي والتطوير، وإنما هي شكايات وتهريجات تُحمَل عبر مصطلحات رنَّانة وأساليب جذَّابة تخدع الناظرين وتستهوي الشكاءين.
عزيزي الطالب، عزيزتي الطالبة، تأمل في البيئة حولك فستجد فيها من يحمل هذه الطاقة السلبية المثبطة، تحبط فيك محاولة تكرار النجاحات.. أو تدخلك في بحر اليأس.. وتقودك إلى الاستسلام والرضاء بالواقع، فلا تكاد ترى أملاً بعد الإخفاق… ولا تجديدا في كل مرحلة فتعيش تحت تقاذفات المتشائمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى